|


عادل الدحيلان
شكراً تايلاند
2011-11-14
على الرغم من الفرح الذي ساد الشارع الرياضي السعودي بهذا الانتصار الذي تحقق على حساب منتخب تايلاند (المتطور) والطامح لتحقيق قفزة نوعية نحو الكرة الآسيوية، فإن المباراة تحمل في ثناياها الكثير من الدروس التي يجب أن نتعلمها عن كرة القدم في عصرنا الحاضر وتحمل في معانيها الشيء الكثير من النقاط التي يجب على اللاعب السعودي أن يعيها في ظل المتابعة الجماهيرية والإعلامية طوال مشواره في النادي والمنتخب ..
وعلى الرغم من الطابع الهجومي الذي ميز المنتخب طوال فترات المباراة فإن المنتخب عليه فرض أسلوبه وشخصيته أمام الفريق المنافس من خلال الأسلوب الذي عرف به اللاعب السعودي من خلال التمرير القصير السريع، وهذا أسلوب عرف عنا نجيد تطبيقه وهذا الأسلوب يجلب للاعبين الثقة في النفس قبل الخطط ولكن الذي وجده الجميع تعطيل للعب من خلال التفكير في السيطرة على الكرة لمدة أطول وهذا أسلوب يعتبر (قديماً جدا) حيث نجد أن الكرة الحديثة تعتمد على السرعة في التمرير والقدرة في تحويل مسار اللعب من جهة إلى أخرى وعدم تعطيل الهجمة ..
وغالباً ما كانت الكرة السعودية تعطينا مؤشراً بأن التركيز العالي الجودة هو العنوان الرئيسي في كثير من البطولات والمشاركات الإقليمية، ولعلنا نجد أن الصفة التي يمتلكها المنتخب السعودي في العقود الماضية كانت عبارة عن التركيز التام من خلال بعض المهارات العقلية للاعب داخل الملعب بصرف النظر عن الجهاز الفني والإداري، ليس من المعقول أن نجد لاعباً لا يستطيع التحرك بدون كرة أو عمل بعض الجهد الذي يخفف به الجهد عن زملائه، ومن الصعب جدا أن تشخص لاعباً بعينه يقود منتخباً للانتصار لأن العمل أصبح جماعياً وليس فردياً ولهذا يجب أن يعي اللاعب السعودي أن المنتخب العماني الشقيق الذي يعرفنا ونعرفه جيدا منتخب صاحب مبدأ (الالتزام والانضباط التكتيكي) في مثل هذه المباريات المفصلية والسبب أنهم قادمون للرياض من أجل هدف محدد وهو الخروج بأقل الخسائر وهذا ما يطلق عليه في عالم الكرة بمدرسة (الواقعية) ومن الصعب مواجهة هذا الأسلوب بالطريقة التي لعبنا بها أمام تايلاند، حيث يفكر العمانيون بعقلية الفوز أو التعادل بحكم أن المواجهة الأخيرة بالنسبة لهم تعتبر طبيعة بينما نحن نواجه أستراليا في عقر دارهم ولهذا سلاحنا الوحيد الانضباط التام داخل الملعب ..
كانت الأسئلة المطروحة بعد نهاية المباراة تتركز حول تصرفات بعض لاعبي المنتخب “الخارجة عن النص” والتي هي دروس مستفادة بأن العقلية لابد لها أن تركب نفس السكة التي تسير عليها العقود الضخمة التي تقدم للاعبين بحكم أن عليه مسؤوليات وعليه حقوق يجب أن يعرفها أثناء تمثيل الوطن، لهذا يجب على إدارة المنتخب والجهاز الفني بقيادة ريكارد الذي يملك مقومات الخبرة في إعادة التوجيه والضرب بيد من حديد على هذه التصرفات التي يمكن أن تقودنا للخلف سنوات طويلة ..
ولعل من أبرز الدروس التي قدمها لنا المنتخب التايلاندي أن الهدوء داخل الملعب يجب أن يكون سمة لنا مهما حدث ولعل المنتخب السعودي عرف عنه عدم الاندفاع والتهور وهذه الصفة تتمثل في منتخبي كوريا واليابان حيث تجد عدم التسرع في كشف أوراقهم سريعاً خلال اللقاء وهذا ما حدث في لقاء الإمارات وكوريا حيث كان الكوريون أكثر هدوءاً رغم أن الإمارات كانت تشن هجمات متواصلة وإضاعة فرص كثيرة ولكن الهدوء وعدم التسرع قاد كوريا لثلاث نقاط بكل انسيابية تامة وهذا ما يذكرنا بالمنتخبات السعودية السابقة..
والنقطة التي لم يلاحظها الكثيرون أثناء تنفيذ ضربة الجزاء كان هناك بعض النقاش بين عدد من اللاعبين في عملية تنفيذ الضربة رغم معرفتي بكثير من المدربين حيث يكون هناك تحديد للاعب المنفذ قبل بداية المباراة وهذه الطريقة التي شاهدناها تحدث حالة من الارتباك في المباريات وخاصة في المباريات الحساسة والتي تحتاج للتنظيم أكثر مما رآه الجميع.