|


عبدالله الضويحي
أكثر من رسالةأكثر من مرسل ..
2012-02-21

عن المنتخب وهمومه .. وريكارد والمعوقين .. عن (متعب بن عبدالله) .. والمنشطات الاتفاق وبرانكو .. والمبررات يدور (في منتصف الأسبوع) لا أعتقد أن المنتخب السعودي خلال معاصرتي له على مدى ثلاثة عقود وربما أكثر كان في حاجة لوقفة صادقة منا جميعا أكثر مما هو في حاجة لها هذه الأيام وعندما أقول (منا) .. لا أعني الإعلام فقط وإن كان هو الأكثر أهمية بحكم تأثيره بقد ما أعني وقفة شمولية بدءا بالمسؤول وانتهاء بأصغر مواطن ومحب لهذا الوطن .. الوقت الآن وقد بدأ العد التنازلي لمباراة الحسم مع المنتخب الأسترالي على أرضه وبين جماهيره في واحد من أضخم أربعة ملاعب في العالم من حيث الاستيعاب الجماهيري من أجل التأهل للمرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لم يعد وقت التعديل والتبديل .. ولا الحذف أو الإضافة والتغييرالإستراتيجي فقد قضي الأمر وتم تسليم المقاليد لمدرب المنتخب ريكارد وإدارته .. بقدر ماهو وقت الدعم والمساندة المعنوية على الأقل .. والدعم الذي أتحدث عنه هنا لايعني التصفيق لكل خطوة بحيث نتحول إلى قارعي دفوف وحاملي أعلام ومرددي أهازيج فقط .. بقدر ما أعني الوقفة الصادقة المنطلقة من (صديقك من صدَقك لا من صدّقك) الوقفة الصادقة .. بالدعم المعنوي وتشجيع لاعبيه ورفع معنوياتهم ووضع الثقة فيهم بإمكانية تفوقهم على المنتخب الأسترالي الوقفة الصادقة .. بالنقد السليم والبناء بتبيان مواقع الخلل وطرق تعديلها بعيدا عن النقد لمجرد النقد أو تمريرالأهواء الشخصية .. للأسف .. إننا في الوقت الذي ندعو فيه لذلك ويحتاج لاعبونا لما هو أكثر .. نجد من بعض الإعلاميين وبعض المنتمين للأندية نيلا واضحا من بعض نجوم المنتخب ومحاولة خلق قضايا بهدف الإساءة لهم وتشويه صورتهم أمام المسؤول والجمهور سعيا لمعاقبتهم أو على الأقل تشويه هذه السمعه والصورة لمجرد اختلاف الميول أو لأسباب أخرى يدفع ثمنها اللاعب نفسه ومن ثم منتخب الوطن كمحصلة نهائية .. المشكلة أن مثل هذه الآراء والطروحات ولأنها صادرة من هؤلاء فهي تشكل رأيا عاما يستمد رؤيته ما يمكن تسميته أو وصفه بـ (ثقافة القطيع) وهو ماسبق أن أشرت إليه أكثر من مرة .. والمتابع لما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عبر وسائل الإعلام بقنواته المختلفة خاصة المقروءة والمرئية يلمس هذه الحقيقة .. قبل أيام ... تصل إلى أسبوعين كتب أحدهم ــ وهو بالمناسبة ليس إعلاميا أو منتميا للقطاع الرياضي بصورة مباشرة لكنه من خلال هيئته واسمه له قيمتة .. يعني (عليه الشرهة) كما هو التعبير الدارج لدينا ــ كتب في الفيس بوك موضوعا قلل فيه من شأن المنتخب وحظوظه أمام استراليا كان مليئا بالتشاؤم والتهكم بالمنتخب وأفراده بما يتنافى حتى مع ابسط الحقوق والقيم الدينية والاجتماعية .. فالتشاؤم والحكم على الغيبيات أمور ينبذها الدين الحنيف وترفضها الأعراف والتقاليد وحتى لو أعلن المرء تخوفه أو عدم تفاؤله وهو من حقه فإنه لايكون بهذه الطريقة .. إن العودة إلى السطور التي سبقت هذا التساؤل توضح لنا السبب والمصدر مثل هذا الشخص .. وغيره ممن يربطون آمالهم ودعمهم للمنتخب بتواجد لاعبين معينين أو إبعاد آخرين من أين أتوا بهذه الثقافة ..؟ ومن الذي أملاها عليهم ..؟ لن أفرط في التفاؤل ولست خبيرا فنيا .. لكن المتابع للتصفيات والفرق المشاركة يدرك أن منتخبنا يملك إمكانات التفوق من الناحية الفنية ولديه القدرة على ذلك .. ويدرك أيضا .. أن المنتخب السعودي وقع ضحية شيئين : الإعداد الفني المتأخر وجدول التصفيات .. فالأول .. كان نتيجة تأخر التعاقد مع المدرب والثاني .. أن جدول التصفيات جاء في بداية الموسم أو سبقه بقليل وهي فترة كان اللاعبون عائدين لتوهم من إجازاتهم بعد موسم مرهق .. ولهذا .. فقد نقاطا هامة في بداية التصفيات .. أخشى ما أخشاه في هذه المباراة أن ينسحب ذلك على أدائه .. العامل النفسي .. مهم في هذه المباراة ودخول الفريق تحت ضغوط التأهل وضرورة الفوز قد يفقده التركيز ويفقده النتيجة .. ومن هنا .. تأتي أهمية المباراة وأهمية التعامل معها .. وكيف يتم هذا التعامل .. دعا (سلطان) وبارك (نواف) .. للمرة الأولى .. وعلى مدى ثلاثين عاما ــ أيضا ــ يعلن المدرب قائمة أسماء لاعبي المنتخب وفي مؤتمر صحفي وخارج إطار اتحاد كرة القدم .. جرت العادة أن يعلن ذلك عبر بيان صادر من اتحاد القدم أو عقب أحد اجتماعاته وبحضور المدرب .. هذه الخطوة .. لمن يدركون أبعادها جاءت لتؤكد استقلالية القرار وحريته لدى مدرب المنتخب وأنه المسؤول الأول والأخير عن قائمة المنتخب وعن نتائجه وعطاءاته .. وهي رسالة لكل الذين يحاولون التشكيك في ذلك والإشارة إليها إما بالتلميح تارة أو بالتصريح تارة أخرى .. لكن الحدث الأبرز .. هو استضافة جمعية الأطفال المعاقين بمبادرة من رئيس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن سلمان وترحيب من الأمير نواف بن فيصل للمؤتمر الصحفي للمدرب ودعوة إدارة المنتخب والإعلاميين لزيارة الجمعية .. هذه الخطوة جاءت لتؤكد على عدة حقائق : الأولى .. إيمان الجمعية بدورها تجاه منتخب الوطن ودعمه كجزء من رسالتها تجاه المجتمع .. وأن المعاقين هم جزء فاعل ومؤثر في هذا الدعم يتجاوز إطار الحضور والمتابعة في الملاعب والميادين .. الثانية .. إيمانها برسالتها كواجهة إشعاع حضاري في هذا الوطن من خلال التعريف برسالتها ودورها لمدرب المنتخب وجهازه المعاون وإطلاعهم عن كثب على موقع آخر يميز ثقافة هذا الوطن ويعبرعن رسالته .. الثالثة .. تعريف الإعلاميين الرياضيين وإطلاعهم على الجمعية ونشاطاتها ودورها في المجتمع .. وأثق أن كثيرا منهم لم يكن يعرف عنها أكثر من رؤيته لبعض المعاقين وهم يتابعون المباريات من على كراسيهم المتحركة . الرابعة .. في المقابل .. تقدير القائمين على الكرة السعودية بصورة عامة والمنتخب بصفة خاصة لدور هذه الفئة ووقوفها مع المنتخب باعتبارهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ولهم دورهم المؤثر فيه . لقد دعا (سلطان) .. وبارك (نواف) .. وكانت زيارة خير .. ولعلها تكون فأل خير بإذن الله فروسية (متعب) وبعض اللجان .. لعل من أبرز أحداث الأسبوع الماضي ما حدث في نادي الفروسية عندما قررت اللجنة الفنية بالنادي سحب نتيجة سباق شوط كأس خادم الحرمين الشريفين لجياد الإنتاج المحلي والتي فاز بها (بدرالكواكب) لمالكه الشريف هزاع العبدلي لثبوت تعاطي الحصان مادة منشطة محظورة من الدرجة الأولى وهو ما أعلنه الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس اللجان الفنية بنادي الفروسية .. وفقا للأنظمة والقوانين الدولية والمحلية وفي كل المسابقات سواء في ألعاب القوى أو السباحة أو الفروسية .. وغيرها من الألعاب الفردية فإن نتيجة السباق في مثل هذه الحالات تؤول لصاحب المركز الثاني وهو هنا (باتو) العائد لأسطبل أبناء الملك عبدالله وهو أمر طبيعي ومنطقي .. لكن الأمير متعب رأى إعادة السباق بين الجياد التي شاركت في السباق الماضي والتوجيه بعدم مشاركة اسطبل أبناء الملك عبدالله في السباق المعاد حتى لايحتمل الموضوع أكثر من تأويل .. هذا الأمر لم يكن مطلوبا من سموه ولا مفروضا لو تم تطبيق القانون .. لكن حيثياته تؤكد على نبله وتضحيته وخلق رفيع تربى عليه في مدرسة والده خادم الحرمين الشريفين واستقاه أيضا من الفروسية ومبادئها وأخلاقها .. أتمنى أن يكون هذا الموقف رسالة لكل اللجان العاملة لدينا ولكل العاملين في الوسط الرياضي .. لا أعني تجاوز اللوائح والقوانين فتلك حالة خاصة .. ولكن في روح التعاون والإيثار والتسامي عن الفوز والخسارة إلى ما هو أهم من ذلك .. خسارة الإتفاق وموقف برانكو .. الخسارة التي تلقاها الاتفاق من الاستقلال الإيراني3ـ1 على أرضه وبين جماهيره المشهود لها بالدعم والمساندة يجب أن لاتصيب الاتفاقيين بالإحباط وأن لاتقلل من العمل الذي قاموا به طوال السنوات الماضية وعطائهم خلال هذا الموسم .. فإلى جانب صعوبة التفوق على الفرق الإيرانية على أرضها فإن فارق الإمكانات الفنية والخبرة تميل لصالح الاستقلال .. سواء على مستوى الفريق ككل أو على مستوى اللاعبين كأفراد .. فرق كبير بين فريق حديث التجربة في مثل هذه المشاركة وآخر ظل رقما شبه ثابت على مدى أكثر من عشرين عاما .. صحيح .. أن الاتفاق وقع في بعض الأخطاء الفردية لكنها كانت نتيجة ما أشرت إليه من فارق الخبرة إلى جانب رهبة الموقف وكون الطرف الآخر من إيران وعلى أرضه .. النقطة الأكثر أهمية .. تتعلق بمدرب الفريق برانكو وعدم مرافقته للفريق بحجة وجود مشكلة مالية بينه وبين الإتحاد الإيراني وخشيته من احتجازه هناك .. إلخ شخصيا .. أعتقد أن هذا المبرر غير منطقي .. فبرانكو لن يدخل إيران بصفته الشخصية أو كسائح أو كزائر لكنه سيدخل ضمن فريق وفي مهمة رسمية وهناك ضمانات من الاتحاد الآسيوي بعدم المساس بالبعثة السعودية بحكم الظروف السياسية المحيطة ولا أعتقد أن السلطات الإيرانية ستتجرأ على احتجازه ومنعه من السفر .. الأمر الآخر .. كان المفروض على الإدارة الإتفاقية الحصول على ضمانات مكتوبة أو مؤكدة من الاتحاد الآسيوي حول برانكو بالذات بإعتباره جزءا من البعثة أو على الأقل بصيغة (جميع أفراد البعثة) بما يعني برانكو ضمنا .. وهو مايعني المحافظة عليه وعدم المساس به .. ثم إن مشكلة كهذه .. وإذا كان للإيرانيين حق .. فبإمكانهم إتباع الطرق النظامية في الحصول على حقوقهم من خلال الرفع إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومنعه ــ أي برانكو ــ من مزاولة العمل في أي ناد .. مالم يدفع هذه الحقوق والإلتزامات أو يتم حل المشكلة ! في النهاية .. أعتقد أن الأمر أخذ أكبر من حجمه الطبيعي وخوف برانكو لم يكن له مايبرره .. !! والله من وراء القصد