|


عبدالله الضويحي
بطولة الأنديةالشمس يممت شرقا..
2011-05-31
بعد أن خرجت فرق الهلال والشباب والنصر من دور الـ 16 لبطولة الأندية الآسيوية 2011 وبقي الاتحاد كممثل للكرة السعودية في هذه البطولة.. ضج الإعلام الرياضي بمختلف قنواته وتأثر بذلك الشارع الرياضي على هذا الخروج واصفينه بأنه خروج مر.. وذهب البعض إلى اعتباره كارثة في حق الكرة السعودية..هذه الضجة الإعلامية لم يكن لها ما يبررها من حيث المنطق والواقع وكان بالإمكان قبولها لو أنها ناقشت هذا الخروج برؤى فنية تتلمس الأخطاء وواقعنا مع البطولة وعلاقتنا معها.. بدلا من إثارة هذه الضجة التي لا تخدم القضية..
المشكلة أننا (لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر).. ولازلنا نعتقد بأننا الفرق التي لاتُهزم أو يجب ألا تُهزم.. حتى على مستوى المنتخب وليس الأندية فقط..
هذا الخروج الذي أتحدث عنه له سببان رئيسان من وجهة نظري الشخصية..
الأول..
أن عدد المقاعد التي خرجنا عنها أو لم نتأهل لها أربعة مقاعد فقط تمثل غرب القارة من أصل ثمانية تمثل الدور ربع النهائي للقارة بأكملها.. وهذا يعني أننا نطالب بأن نحتل هذه المقاعد الأربعة.. ناسين أن هناك آخرين مجتهدين ويسعون لما نسعى إليه وربما كانوا أفضل وأقدر على الوصول وأجدر به.. نعم كنا نأمل الأفضل.. وكان بالإمكان أن نحتل نصف هذه المقاعد على الأقل في هذه النسخة لو أحسن الهلال تعامله مع مجموعته التي حل فيها ثانيا بفارق الأهداف.. بعد أن فرط في مباراته مع سباهان الإيراني في الرياض عندما تعادل معه 1ـ1 وخسر في إيران 2ـ1..
هذا التعادل جعله في مواجهة مع الاتحاد وكان لابد أن تخسر الكرة السعودية أحد ممثليها مقابل ضمان وصول ممثل آخر إلى هذه المرحلة..
الشباب والنصر أيضا.. كان بالإمكان أن يلتقيا لو تصدر أحدهما مجموعته.. وحل الآخر ثانيا..
ومن غير المعقول.. أن تتصدر الفرق السعودية مجموعاتها وتتخطى الفرق الأخرى كما أشرت قبل قليل.. لتكون الحالة المبررة لتأهلنا جميعا..
وهذه الحالة تنطبق على كل الدول التي تشارك منها أربعة أندية في البطولة كاليابان وكوريا وإيران الثاني..
إن الشباب والنصر خصوصا الأخير مع احترامي وتقديري له.. لم يكن مؤهلا لتجاوز المرحلة لفارق الإمكانات الفنية بينه وبين الفرق الأخرى في المجموعة المتأهلة وظروفه في هذه البطولة والتذبذب في مستواه وعطائه طوال الموسم.. وهو ما اتضح جليا في مباراته أمام ذوب آهن الإيراني..
كما أن نتائجه في الدور التمهيدي لم تكن متميزة إذ تأهل بفارق الأهداف عن الاستقلال الإيراني وبفارق نقطتين عن السد القطري المتصدر..
والشباب لم يقدم ما يشفع له في مباراته أمام السد وإن كان الأكثر تأهيلا.. رغم أنه حقق نتائج جيدة في الدور التمهيدي واحتل المركز الثاني بفارق نقطتين عن ذوب آهن الإيراني المتصدر وخمس عن الإمارات الإماراتي صاحب المركز الثالث..
إذاً علينا..
أن نقتنع بهذه النتائج ونقف مع ممثلنا الاتحاد الذي نرجو ألا يكون مستواه أمام الهلال استثنائيا وهو ما سأتحدث عنه بعد قليل.
الأمر الأكثر أهمية..
أن علينا أيضا أن نراجع تاريخنا مع هذه البطولة ومشاركة الأندية السعودية فيها لنقف على حقيقتنا ومستقبلنا فيها..
تعود مشاركة الأندية السعودية في هذه البطولة إلى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي..من خلال نادي الهلال الذي تمكن في 1992 من الفوز بها (بطولة أبطال الدوري) كأول فريق سعودي يحقق البطولة الآسيوية..
وعلى مدى ما يقارب 15 عاما وتحديدا حتى عام 2005 كان للأندية السعودية حضورها القوي واللافت للنظر في بطولات الأندية الآسيوية وفازت بها جميعها.. (أبظال الدوري , أبطال الكأس , السوبر , وأخيرا النسخة المعدلة وهي البطولة الحالية).. وكان للهلال النصيب الأوفر ثم الاتحاد..
وكانت الأندية اليابانية المنافس الوحيد للأندية السعودية على هذه البطولات..
في عام 2003..
تم إقرار البطولة في وضعها الحالي بعد دمج البطولات الآسيوية في بطولة واحدة وفاز بها الاتحاد مرتين متتاليتين 2004 و2005..
ومنذ عام 2006..
غابت شمس بطولات الأندية السعودية عن هذه المسابقة أو بالأحرى هي غابت عن سماء هذه البطولات التي يممت باتجاه الشرق..
وبمراجعة لمشاركة الأندية السعودية في هذه الفترة وتحديدا في السنوات الخمس الأخيرة نلاحظ مايلي..
2006
ــ خرج الهلال من الدور الأول بعد أن حل ثانيا بعد العين الإماراتي.
ــ تصدر الاتحاد مجموعته وخرج من الدور التالي (دور الـ 8) أمام الكرامة السوري إثر خسارته في حلب 4ـ0 وفوزه في جدة 2ـ0.
ــ تصدر الشباب مجموعته وخرج من الدور التالي (دور الـ 8) أمام بوسان الكوري إثر خسارته هناك 6ـ0 وفوزه في الرياض 1ـ0.
2007
ــ خرج الشباب من الدور الأول بحلوله ثانيا بعد ساباهان الإيراني..
ــ وخرج الهلال من الدور ربع النهائي أمام الوحدة الإماراتي إثر تعادله معه في الرياض 1ـ1 وفي أبوظبي 0ـ0.
2008
ــ خرج الاتحاد من الدور الأول لحلوله ثانيا في مجموعته
ــ وخرج الأهلي من نفس الدور لحلوله الأخير في مجموعته.

2009
تم إقرار دوري المحترفين وشاركنا بأربعة أندية :
ــ خرج الهلال من دور الـ 16 من أم صلال بركلات الترجيح.
ــ خرج الاتفاق من الدور نفسه.
ــ لعب الاتحاد على النهائي وخسر أمام يوهانج الكوري 2ـ1 (مجموع المباراتين ذهابا وإيابا)
ــ خرج الشباب من الدور نفسه من أمام الاتحاد في جدة.
2010
ــ خرج الاتحاد والأهلي من الدور الأول باحتلال كل منهما المركز الثالث في مجموعته.
ــ تصدر الشباب مجموعته ثم خرج من الدور نصف النهائي بخسارته ذهابا وإيابا 1ـ0 أمام ذوب آهن الإيراني.
ــ تصدر الهلال مجموعته وخرج أمام سيوننغنام الكوري (البطل) إثر فوزه في الرياض 4ـ3 وخسارته في كوريا 1ـ0.
أما أبظال هذه المسابقة في نفس الفترة فقد تقاسمتها كوريا (مرتين) واليابان (ثلاث أي أن.. أفضل نتيجة حققتها الأندية السعودية في البطولة خلال خمس السنوات الماضية هي مركز الوصيف الذي حققه الاتحاد 2009.
على هذا الأساس..
ووفقا لهذا الرصد التاريخي.. أعتقد أنه من المنطق أن تخرج بعض أنديتنا مبكرا من هذه البطولة.
نحن لا نريد من هذه الأندية أن تتأهل جميعها للمراحل النهائية ولا نطالبها بذلك.. ولا نريد من كل ناد يشارك أن يحقق البطولة..
لكننا نريد أن يكون لنا موقع متقدم وأن تسير بعض الأندية إلى ماهو أبعد مما توقفت عنده
دعونا نطرح سؤالا مهما..
تتوارى خلفه الكثير من الإجابات..
ــ لماذا سيطرت الأندية الكورية واليابانية على البطولة طوال السنوات الماضية وربما واصلت هذه السيطرة على المدى المنظور بعد أن كانت إلى عهد قريب تتوارى خلف الأندية السعودية..؟
إن تفوق هذه الأندية هو امتداد لتفوق منتخباتها أو العكس..وهو باختصار نتاج تفوق الكرتين اليابانية والكورية على كافة الأصعدة..
هذا التفوق لم يأت من فراغ ولكنه جاء بناء على دراسات وأسس وتخطيط على مختلف المستويات..
الكرة اليابانية..
على سبيل المثال (لم تكن شيئا مذكورا) قبل عقدين من الزمن فقط..
في أمم آسيا 1988 في الدوحة عندما فزنا بها للمرة الثانية شاركت اليابان بفريق معظمه من طلبة المدارس وخرجت من أدوارها الأولى..
وفي 1992 استضافتها وفازت بها.. وهي الآن كما نشاهد ونرى سواء على مستوى المنتخبات أوالأندية..
لا أريد أن استرسل في أمور معروفة.. لكن المهم أن نصلح وضع أنديتنا وأن نصلح وضعنا عموما وندرك مفهوم التنافس.. ونملك ثقافته
هذا أولا..
وثانيا..
ليس شرطا أن تتأهل جميع الفرق التي تمثلنا وهو أمر طبيعي..
لكن المهم..أن تقدم جميعها أو معظمها ما يرضي آمالنا ويحقق طموحاتنا وأن نقف مع كل من يمثل الكرة السعودية أيا كان..
والله من وراء القصد

الإتحاد..
الفردية والاستثناء
إذا كان البعض يرى أن خروج الهلال من بطولة الأندية الآسيوية على يد الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي بخسارته 3ـ1 لأنه لم يكن في يومه وقدم واحدة من أسوأ مبارياته إن لم تكن الأسوأ هذا الموسم دون حاجة للخوض والتحليل في تفاصيل ذلك.. فإننا نظلم الاتحاد الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته أعادت للأذهان اتحاد ما قبل عشر سنوات وسيد آسيا في ذلك الوقت وكان سببا في تواري الهلال وحجب رؤيته في تلك الليلة..
نظلم الاتحاد أيضا.. ونسلبه الكثير من حقوقه إذا نسبنا هذا التفوق والنجاح لجهد فرد وعطائه أيا كان لاعبا.. أو مدربا.. أو إداريا.. أو عضو شرف والذين يعزفون على هذا اللحن هم أولئك الذين لاينظرون لمصلحة الاتحاد.. لم يكن النجاح ذات يوم جهدا فرديا حتى على مستوى الأفراد.. إذ لابد من توافر عوامل مساندة لهذا النجاح.. ناهيك من الكيانات خاصة الكبرى منها.. والاتحاد كيان كبير لايمكن أن ينسب نجاحه لجهود فردية أيا كان مصدرها.. والذين جعلوا من ديمتري الداهية الذي يقلب الموازين أو يجعل من اللاشيء.. شيئا إنما ينفون بذلك عن لاعبي الاتحاد وإدارته وأعضاء شرفه القدرة على صناعة النجاح..
السؤال المطروح..
طالما أن لدى الاتحاد كل هذه الإمكانات للتفوق.. لماذا تعادل في تسع مباريات متتالية في الدوري..؟
والذين صنعوا هذا النجاح.. أين هم طيلة تلك الفترة..؟
وإذا كان ديمتري هو الأوحد الذي صنع هذا كله.. فليستمر لتهطل البطولات غيثا مغيثا على الاتحاد..
وأنا هنا لا أقلل من قيمة ديمتري الفنية وإمكاناته لكنني لا أريد أن نعطيه هو أوغيره من المدربين والقدرات الأجنبية أكثر من حقهم الطبيعي..
أعتقد أن هناك عاملا مهما في هذا التغير المفاجئ في مستوى الاتحاد لا يمكن إغفاله.. وهو الطرف الآخر في المنافسة سواء في المباراة أو على زعامة آسيا وهو الهلال.. وهذا أمر طبيعي.
ربما لو كانت المباراة أمام فريق آخر غير الهلال لما حصل مثل هذا التحدي لدى الاتحاديين مع ذاتهم.. وظهورهم بهذا المستوى ومن ثم هذا التفوق.. الذي نأمل ألا يكون استثنائيا.. ومرتبطا بالطرف الآخر..
وإذا ما استمر الاتحاديون على هذا المستوى من التحدي والعطاء وهو ما يتمناه كل منصف ومحب للكرة السعودية.. فلن يكونوا قاب قوسين من بطولة آسيا.. بقدر ما يلامسون هذه البطولة ويعيدونها لمكانها الطبيعي..
مباراة أمس الأول للاتحاد مع النصر في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين التي خرج منها متعادلا في الثواني الأخيرة من المباراة تجيب على جزئية من هذه التساؤلات..
النصر الجميل..
رب ضارة نافعة..
كشفت مباريات الجولة الأولى من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين مدى فهم بعض أنديتنا للوائح ومتابعة هذه اللوائح وتطبيقها.. وهو ما تحدثنا عنه كثيرا.. عدم الفهم هذا يؤدي إلى تكليف خزينة النادي ماديا وتضع كفاءة ومصداقية إدارته ومسؤوليه على المحك أمام جماهيره والرأي العام.. مثل الاحتجاج على حالات تؤكد اللوائح نظاميتها.. وسبق أن حدثت في ملاعبنا ولم يصدر فيها شيء.. كما حصل في مرات سابقة مع الهلال والشباب والنصر.. عندما أشركوا في المسابقات المحلية لاعبين نالوا بطاقات ملونة في المسابقة الآسيوية..
الغريب..
أن النصر الذي مر بمثل هذا الموقف.. كان من الذين وقعوا في حال عدم الفهم عندما اعتمد مبدأ السلامة واللعب على المضمون.. ولم يشرك ثلاثة من لاعبيه لديهم بطاقات ملونة من مباراتهم الأخيرة أمام ذوب آهن الإيراني أبرزهم حسين عبدالغني الذي كان بطل الموقف المشابه الذي أشرت إليه..
البعض رأى في ذلك (رب ضارة نافعة) فقد ظهر النصر في مباراته أمام الاتحاد كما لم يظهر من قبل.. فريقا منظما قدم مستوى عاليا من الأداء الراقي والانضباط داخل الملعب أعاد للأذهان نصر ماجد ويوسف ومحيسن نصر الزمن الجميل.. وقدم مباراة استمتع بها عشاق العالمي وعشاق الأداء الجميل.. كما لم يستمتعوا من قبل..
ولو كان الفريق أكثر خبرة في التعامل مع الحدث لأنهى المباراة لصالحه....
وهذا يؤكد أيضا..
أن النصر يملك أدوات التفوق وإمكاناته.. والقدرة عليه متى ما وجد من يستغل هذه الإمكانات ويوظفها التوظيف الصحيح..
المأمول أن يستمر النصر على هذا العطاء وهذا المستوى المميز فنا وانضباطا.. لأن ذلك ليس في مصلحته فقط.. وإنما في مصلحة الكرة السعودية..

الفيفا..
لازال للحديث بقية
كنت سأتناول اليوم موضوع انتخابات الفيفا التي ستجري هذا اليوم في زيورخ وانتهت إلى مرشح وحيد هو السيد جوزف بلاتر لولا تلاحق الأحداث وأهميتها.. وهذه مشكلة الكتابة الأسبوعية كما أشرت لذلك عدة مرات..على أنني أعيد القارئ الكريم إلى ماكتبته (في منتصف الأسبوع) الماضي في مثل هذا اليوم وفي نفس المكان تحت عنوان (أنا وابن عمي على بن همام) ففيه كثير مما كنت سأقوله اليوم.. وقد قلته قبل أسبوع من الحدث كقراءة له.. خاصة التساؤل الذي طرحته في البداية.. ثم الاستنتاج الذي ختمت به المقال وما يتعلق بانسحاب بن همام من الانتخابات.. وعموما.. لا زال للحديث عن الفيفا بقية.. ولا زال في الوقت متسع لهذا الحديث..
والله من وراء القصد