|


عبدالله الضويحي
الميسور .. لايسقط بالمعسور
2011-05-10
لا أعتقد أن موسما مرعلى الكرة السعودية أكثر من هذا الموسم سخونة وإثارة..
لا أعني هنا من الناحية الفنية ومستوى التنافس بقدرما أتحدث عن الطرح الإعلامي واستثمار وسائل الإعلام والتقنية الحديثة في تحقيق أهداف شخصية.. والخروج عن النص..
سواء من بعض الإعلاميين أو بالأحرى المشاركين في البرامج الحوارية الإعلامية أو بعض المنتمين للأندية وحتى بعض اللاعبين داخل الملعب..
والمشكلة أن هذا كله يندرج أو أدرجه هؤلاء تحت تحت شعار(الرأي والرأي الآخر) أو (الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية)..
والواقع أن هؤلاء ــ وللأسف ــ ينظرون لهذين الشعارين وما شابههما من منظور ظاهري دون فهم لأبعادها وإدراك لمضامينها....
فـ(الرأي والرأي الآخر) تحولت إلى (الرأي وإقصاء الآخر).. و(الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية) أصبحت (الاختلاف في وجهات النظر يجعل منها قضية)..
حتى علماء الشريعة ورجال القانون تم الزج بهم في قضايا رياضية وشؤون هم بعيدين عنها.. البعض لتحقيق أهداف معينة بغية الوصول لمآرب محددة.. والبعض اجتهادا في غير محله للبحث عن معلومة أو تحقيق إثارة صحفية.. (وهذا ربما كان له حديث فيما بعد)..
الدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو رجل فاضل ولا أزكي على الله أحدا، وقضى أكثر من نصف عمره في ميادين الرياضة وبين لوائحها.. تعرض ــ على سبيل المثال في الأسابيع الماضية لحملة شعواء وخوض في ذمته وتهديد له في شخصه وقذف وتشكيك في معتقده.. لمجرد أنه طرح رأيا في قضية لم يوافق هوى لدى البعض..
قد يكون الدكتور صالح مخطئا..
وقد يكون مصيبا..
وقد يكون رأيه بعيدا عن المنطق والواقع.. أو منسجما معه..
وقد يكون أكثر من ذلك..
لنفرض هذا كله..
هل يعطي مثل هذا الحق لأولئك بالتعامل معه بهذه الصورة.. وسواء كان د. صالح أو غيره؟
لماذا لاتتم مناقشته..
ومقارعة حجته بحجة أخرى..
وإثبات خطئه باللوائح والقوانين إذا كان مخطئا.. وليس بالتطاول والتهديد؟ وأنا هنا لا أدافع عنه بقدر ما أطرح رأيا ووجهة نظر يحب أن تكون السائدة في حواراتنا ونقاشاتنا واحترام وجهات النظر الأخرى.
شخصيا..
تعرضت لموقف مشابه قبل موسم أو موسمين لم أكن لأتحدث عنه لولا الموقف الذي حصل للدكتور صالح وللتأكيد على هذه السلبية ولهدف أود الوصول إليه..
عندما أعلنت شركة زغبي نتائج استفتائها حول جماهيرية الأندية في المملكة، كتبت موضوعا قلت فيه (إن هناك أندية لها قاعدة جماهيرية أسستها بناء على عراقتها وتاريخها الكروي أو أقدميتها في التأسيس) وضربت بعض الأمثلة مشيرا إلى بعض الأسماء من مدن مختلفة من المملك..
ناد واحد فقط من بين جميع الأندية المتنافسة لم يعجب هذا الرأي بعض جماهيره، فوصلني ما وصل الدكتور صالح من عبارات وتهديد، وإن هذا آخر عهد لي بالصحافة إن لم أتراجع عن رأيي واعتذر لأنني لم أذكر اسم ناديهم وذكرت النادي الآخر..
طبعا لم أعر ذلك أدنى اهتمام واعتبرته فقاعة صابون.. وفعلا كان كذلك، لكنني أسوقه هنا للدلالة على وجود نوعية من الجماهير الرياضية في أندية عدة وليس ناديا محددا محسوبة على المجتمع الرياضي ولاتمثل سواده الأعظم، لكنها ــ وللأسف ــ تؤثر بعض الأحيان في صياغة رأي ما..
قبل أسابيع..
وفي مباراة هامة ومصيرية لها دور في صعود أحد الفريقين لدرجة أعلى كانت هناك لافتة في المدرجات فيها ترحيب بالفريق القادم من خارج المدينة للعب مع أحد أنديتها ودعمه والوقوف معه، وضعتها جماهير ناد منافس للفريق الآخر الذي هو غريمه في المدينة ذاتها.
وقبل سنوات..
حملت بعض الجماهير مجسما لجنازة عليها شعار ناد منافس ودخلت بها الملعب في إشارة وتعبير عن حالته بعد هبوطه أدنى.
وقبل يومين..
تعرض الزميل محمد البكيري نائب رئيس تحرير جريدة الرياضي لاعتداء سافر من أحدهم وهو خارج من مكتبه ليلا ورشه بمادة حارقة على وجهه.. نجا منها بفضل الله ورحمته.
وأيضا..
سواء اتفقنا مع الأخ محمد أو لم نتفق.. وسواء كان محمد البكيري أو غيره، فإنه من غير المقبول بل ومن المرفوض قانونا وشرعا ومنطقا أن نعبر عن وجهة نظرنا بهذه الطريقة. هذه أمثلة عايشناها وعلمناها.. وربما أن (ماخفي كان أعظم).
لكن السؤال:
لماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من التعصب؟
ولماذا انحدرنا إلى هذه الدرجة من الأسلوب في التعبير عن وجهة النظر؟
ومتى يدرك بعض القائمين على بعض الأندية أو بعض الجماهير الرياضية أن قوتها تكمن في قوة المنافسين وليس في إضعافهم؟
ليس من مصلحة الهلال أن يكون النصر ضعيفا أو العكس.. أو الاتحاد أو الأهلي أو الشباب، فمصلحة الكرة السعودية في استمرار قوة هذه الأندية وقوة المنافسة بينها..
وليس من مصلحة الاتفاق بل والكرة في المنطقة الشرقية أن تظل النهضة ضعيفة وبعيدة عن المنافسة..
وليس من مصلحة الرائد أن يكون التعاون ضعيفا أو العكس.. أو الفتح أو هجر... أو الطائي أو الجبلين.. وغيرها من الأندية والفرق المنتمية لمدينة واحدة وذات طابع تنافسي.
وأعتقد أن على رعاية الشباب واتحاد كرة القدم بالذات مسؤولية كبرى في الموسم المقبل في معالجة هذه الإشكالات والتخفيف منها.. لاتقل أهمية عن الاهتمام بالمسابقات وبرامجها سواء كان ذلك في سن القوانين الصارمة التي تحفظ للرياضة قيمها وتنفيذ هذه القوانين.. أو تبني برامج توعوية لتنمية الفكر الرياضي وتعميم الثقافة الرياضية..
وعلى الإعلام الرياضي بمختلف قنواته المقروءة والمرئية وحاليا المسموعة أيضا (بعد انتشارها) مسؤولية أكبر في هذا الجانب.
ولا يمكن إعفاء الأندية من هذه المسؤولية بتوعية جماهيرها ولاعبيها ومنسوبيها من خلال ندوات وبرامج توعوية ضمن نشاطاتها وبرامجها المختلفة، وما يحصل من بعض منسوبي الأندية أو من بعض اللاعبين داخل الملعب من خروج عن النص والروح الرياضية هو جزء من هذه الأشكالية.. سواء كان بتأثره منها أو تأثيره فيها.
ثمة من يقول:
إن مثل هذه البرامج قد لاتساهم في حل المشكلة والخروج بها من هذا النفق وإن (الشق أكبر من الرقعة).. كما يقولون.
وهذا صحيح إلى حد ما، لكن هذه النظرة ليست صحيحة أبدا.. ولا يمكن الاستلام لها، فـ(مالا يدرك كله لايترك جله).
هذا أولا..
وثانيا..
إننا لا نهدف إلى حل جذري وعاجل، فقضايا الوعي والثقافة لا يمكن حلها بقرار أو على المدى المنظور بقدر ما تحتاج إلى برامج على المدى البعيد.. تؤسس لجيل جديد هو البداية لأجيال تؤمن بطبيعة المنافسة وتدرك معناها وتحمل ثقافتها.

الأخلاق
واللعب النظيف..
لجنة الأخلاق واللعب النظيف هي إحدى لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديدة التي تم الإعلان عنها قبل بضعة أشهر ضمن تشكيل لجانه الجديدة. هذه اللجنة يرأسها رجل فاضل هو الدكتور خالد المرزوقي وتضم في عضويتها فضلاء من لاعبين معتزلين مشهود لهم بالخلق والاستقامة والتاريخ الناصع البياض، لكن هذه اللجنة منذ تشكيلها لم نسمع عنها.
وأذكر أنني كتبت عنها عندما تحدثت عن تلك اللجان عقب تكوينها بأنها إحدى اللجان التي نعوّل عليها كثيرا.. وتقع عليها مسؤولية كبرى تتجاوز إطار الاسم الذي تندرج تحته لأهميته، فما يحدث وحدث هذا الموسم وقبله خاصة من قبل بعض اللاعبين ومنسوبي الأندية وحتى الجماهير الرياضية من تجاوزات تتطلب أن يكون للجنة دور في معالجة هذه القضايا، أو بالأحرى السعي لعدم حدوثها أو تكرارها مستقبلاً.
دور اللجنة في نظري وقائي أكثر منه تنفيذي، ومهمتها سن قوانين وتبني برامج تعزز من أهدافها وتحقق هذه الأهداف من خلال عمل مؤسساتي لا ينتهي بانتهاء مهامها أو دوراتها بقدر ما يبقى أساسا لأي لجنة قادمة في المستقبل، وعلى هذا الأساس يفترض أن يكون لديها خطط عمل:
إحداها قصيرة الأجل
والأخرى على المدى البعيد
والثانية بالذات تتطلب جهدا كبيرا أحد أركانه التنسيق مع وزارة التربية والتعليم بأن تكون المدارس القاعدة الأساسية لانطلاق هذه البرامج عبر نشاطاتها اللاصفية أو عبر مناهج وحصص التربية البدنية، والتأكيد عليها من خلال مادة التربية الوطنية أو السلوك كجزء من المحافظة على الممتلكات ومدخرات الوطن.
تبقى نقطة هامة..
إن مثل هذه البرامج وهذه الأهداف لايمكن أن تتحقق مالم تحصل اللجنة على دعم كبير، ولا أعني الدعم المالي.. وإن كان هو الأساس الذي يساعدهاعلى تبني بعض البرامج وتنفيذها، ولكن أيضا دعم معنوي من القيادة الرياضية ومسؤولي وزارة التربية والتعليم ومنسوبي الأندية والإعلام الرياضي.. وكل من له شأن بذلك.

تفرقنا
أم تجمعنا؟
كرة القدم تفرقنا ما تجمعنا؟ لا أدري هل أصبحت هذه العبارة شعارا لبعض المنافسات في كرة القدم لدينا من خلال ما يحدث في الملاعب وبعض الطروحات الإعلامية؟
ربما قال البعض: إنها تصرفات فردية أو شاذة لا يمكن حسابها على المجموع، وهذا صحيح.. لكن التصرفات الشاذة ما لم تعالج يمكن مع مرور الزمن أن تتحول إلى ظواهر وقواعد عامة.
كرة القدم تجمعنا.. ماتفرقنا
شعار أطلقه شاب غيور هو أحمد السحاري عبر (الفيس بوك) وتبناه كحملة من أجل تحقيق هذا الهدف. أذكر أنني كتبت عنه قبل بضعة أشهر وحظي هذا المشروع بتأييد كثيرين سواء من منسوبي الإعلام أو اتحاد القدم وغيرهم، ووصل هذا الشاب بمشروعه إلى أروقة الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم وبعض مكاتب رعاية الشباب، ولازال يسعى جاهدا لتعميمه والبحث عن جهة رسمية لرعايته وتبنيه.
الحملة هدفها نبيل..
وهي جزء من الحلول المطروحة لما أشرت إليه في هذا المقال..
وأعتقد أن لجنة الأخلاق واللعب النظيف هي إحدى اللجان التي يمكن أن تتبنى هذا المشروع أو أي لجنة أخرى.. أو حتى هيئة المحترفين أو اتحاد القدم، الوعي والثقافة لا يمكن إيجادها بشعارات ولا يمكن خلقها بقرار.. بقدر ما تحتاج لجهد كبير وعمل مؤسساتي منظم..
وإذا ما آمنا بذلك وأدركناه وضعنا أقدامنا في المسار الصحيح لتبنيه وتنفيذه والوصول إلى الهدف الأسمى من الرياضة وقيمها النبيلة.
الاستفهام يتراقص
بين الـ4 والـ40
بعد قرار لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم بتأجيل مباراة الوحدة والقادسية المقررة في ديسمبر الماضي إلى أجل غير مسمى ومن ثم إقرارها بعد أكثر من أربعة أشهر من موعدها السابق ونجاتها من نفق مظلم كادت أن تدخل إليه، واضطر معها اتحاد كرة القدم بتكليف حكام أجانب لإدارتها وتحميل ميزانية الاتحاد ذلك وهو ما لم يكن واردا في الأساس نتيجة هذا التأجيل غير المبرر لهذه المباراة. بعد لجنة المسابقات جاءت اللجنة لتنفض الغبار عن احتجاج النادي الأهلي على مباراة فريقه للناشئين أمام الوطني من تبوك بعد أكثر من أربعين يوما على رفعه، مما اغتال فرحة النصر بالتتوج ببطولة حققها قبل أن تتذكر اللجنة أن هناك احتجاجا مرفوعا من قبل الأهلي.
ولم يكن النصر بحاجة لأن يفرح أكثر من حاجته للحقيقة التي تحدد فرحه من عدمه أو تأجيله.
كان بإمكان اللجنة أن تبتعد عن كل هذه الإشكاليات لو تم البت في الاحتجاج في حينه سواء بالقبول أو الرفض، لكن أن يأتي من يعترض طريقك ويوقف فرحك مؤقتا وقد يلغيه، أو أن تتحمل أخطاء غيرك فهنا مكمن المشكلة.
تأجيل مباراة الوحدة والقادسية كل هذه المدة.. ومثلها احتجاج الأهلي..
يؤكدان بيروقراطية العمل لدى بعض اللجان، ويطرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب.
أو..
أن أعمالها وما هو مطلوب منها أكبر من طاقتها وكفاءة منسوبيها.
ولا أعتقد أن أيا من هذين الحدثين يحتاج إلى كل هذه المدة للبت فيه واتخاذ قرار بشأنه.. والله من وراء القصد.