|


عبدالله الضويحي
العفو ..تداعيات الحاضر والمستقبل
2011-04-05
في منتصف أسبوع سابق تحدثت عن قرار العفو العام والشامل الذي أصدره الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عن جميع الرياضيين الموقوفين.. وتحديداً من شملتهم عقوبات سواء كانت فنية أو إدارية أو مالية..
وقد تناولت في ذلك الموضوع البعد الإنساني في القرار الذي يأتي تفاعلاً مع عودة خادم الحرمين الشريفين سليماً معافى ولله الحمد، وما صدر من أوامر ملكية سامية تتعلق برفاهية المواطن بهذه المناسبة وأهمية أن يكون المعنيون بالقرار على مستوى الحدث وأن يعوا الرسالة الواضحة من خلاله.. وتطرقت في جزئية منه إلى أبعاد أخرى في القرار وتفريعات تتعلق بآلية تطبيقه ومدى قانونية هذا التطبيق واعداً بأن يكون الحديث عن هذا بتفصيل أكثر في مقال آخر.. وهو ما أنا بصدده اليوم..
بداية فإن السؤال المطروح..
هل يعني هذا القرار أن المقصود به (أعني من شمله العفو) يخرج بعده (كيوم ولدته أمه).. خالياً من العقوبات.. أياً كان نوعها.. ؟ بمعنى أنه (يصفر العداد) ـ على حد تعبير الرئيس اليمنى علي عبدالله صالح وهو يخاطب معارضيه قبل أيام عندما نفى التوريث والتجديد و(تصفير العداد )؟
أم يشمل العقوبة الأخيرة فقط.. إذا كانت هناك عقوبات أخرى سابقة..؟
أعرف أن الإجابة المباشرة لهذا التساؤل..
أن القرار واضح.. فهو شامل.. الخ..
لكن..
لتوضيح الصورة أكثر.. دعونا ندخل في التفاصيل..
المعروف.. أن العقوبات لدينا في كرة القدم تراكمية أي أنها تتضاعف أو تتنامى بتكرار العقوبة..
فاللاعب الذي يحصل على بطاقة حمراء يوقف مباراة واحدة.. وعندما يحصل على بطاقة ثانية في الموسم نفسه يوقف مباراتين أو ثلاثاً.. وفق ما هو منصوص عليه في اللائحة..
وكذلك الذي يحصل على ثلاث بطاقات صفراء يوقف مباراة واحدة.. وعندما يحصل على ثلاث أخرى تتضاعف العقوبة.. الخ
والحال أيضاً في العقوبات المالية عند الخروج عن النص من قبل مسئولي الأندية أو جماهيرها.. حيث تتضاعف أو تزيد العقوبة.. حسب نوعية المخالفة ومرات تكرارها..
ولهذا لاحظنا قرار لجنة الانضباط بحق إبراهيم هزازي لاعب الأهلي عندما أصدرت قرار عقوبته ثم العفو عنه في آن واحد معللة ذلك بأن الإيقاف لتسجيل المخالفة كسابقة عليه فيما لو تكررت، وأن رفع الإيقاف جاء تماشياً مع قرار العفو..
الآن..
لنفرض أن إبراهيم هزازي تكررت منه نفس المخالفة.. هل ستعاقبه لجنة الانضباط على أن له سابقة.. أم على أنها مخالفة جديدة باعتبار قرار العفو..؟
الوضع هنا يختلف..
فإذا كان قرار العفو..
يعني خروج المقصود بالعقوبة مغفور الخطأ.. نظيفاً من كل أثر له.. فليس هناك داع أو مبرر لقرار لجنة الانضباط بكامل تفاصيله من عقوبة وعفو.. بل إن هذا يدينها على أنها محاولة لتبرير خطئها وتأخرها في إصدار القرار..
وإذا كان قرار العفو.. يعني فقط المخالفة الأخيرة والاحتفاظ بالسوابق فهذا يعني أن قرار اللجنة صحيح من الناحية النظرية فقط.. أما من الناحية العملية فلا يبرئها من الخطأ وهي تتحمل كل تبعاته.. فهو يدينها بتأخير صدور القرار إلى هذا الوقت إذ لو لم يصدر قرار العفو لأدخل اللجنة في متاهات قانونية واتهامات.. تدفع اللجنة ثمنها طالما بقيت في محيط العمل..
أوردت إبراهيم هزازي كمثال حي لأنه الأقرب, لكنني لا أعنيه بالذات.. وإنما هو مثال لأي لاعب أو حتى مسؤول أو كيان آخر صدرت بحقه عقوبة سبقت قرار العفو وتم الرفع عنه بسبب القرار.. أيا كانت العقوبة سواء من لجنة الانضباط أو الفنية أو غيرها.. حتى في الإنذارات بالبطاقات الصفراء والحمراء والعقوبات المالية.. فالتساؤل يشمل هذا كله.. هذا في النواحي الفنية.. لكن
ماذا عن العقوبات المالية.. ؟
وإذا كانت هذه العقوبات يشملها ما سبق الحديث عنه فيما يتعلق بتراكمها واعتبارها كسابقة.. فإن ما هو أكثر أهمية..
ماذا لو أن نادياً أو إدارياً أو لاعباً صدرت بحقه عقوبة مالية.. ولم يسددها.. إما مماطلة.. أو أن ظروفه المادية لا تسمح.. وتم تحويلها إلى اتحاد القدم لحسمها من مستحقاته من النقل التلفزيوني أو هيئة دوري المحترفين أو إعانة الاحتراف..
وغيرها.. كما جرت العادة في مثل هذه الحالات..
وآخر صدرت بحقه عقوبة مالية.. في تاريخ يعقب الحالة السابقة وقام بتسديد المخالفة.. كنوع من الالتزام..
كيف يمكن النظر لهاتين الحالتين من خلال قرار العفو الشامل..؟ الأول.. يعفى.. والثاني سدد وانتهى رغم أن الأول سبقه بالمخالفة.. هل ستعاد المبالغ لمن سدد قيمة العقوبة المالية..؟ طبعاً.. لا
أم يعاقب الأول..؟.. وحتى هذه لا
فالأمر قد قضي.. وكل قرار وضعي لابد أن يكون له مستفيد.. وآخر متضرر
وهذه سنة الكون
لكننا أمام حالات يفترض مراعاتها مستقبلاً وأن نستفيد من الوضع الراهن ورغم أنني أتحفظ على قرارات العفو.. في عمومها وأياً كان نوعها وسببها.. وغيري كثير.. وسبق أن كتبت حول هذا الموضوع.. ما عدا القرار الأخير لأن ظروف ومسببات صدوره تدعونا للتفاعل معه وتأييده.. إلا أن صدور قرارات عفو مستقبلاً وارد لأي سبب كان.. ولذلك يفترض والحالة هذه أن تكون هناك آلية واضحة قبل صدور مثل هذه القرارات..
أعتقد أننا أمام حالتين تتعلق أولاهما بهذا القرار.. والأخرى بالمستقبل..
الأولى..
أن يتبع القرار السابق (قرار العفو الشامل) لائحة تفسيرية له من جهة الإختصاص (اتحاد القدم)، وعما إذا كان قرارا عاما.. شاملا لكل عقوبة سابقة.. أم أن المقصود كيانا كان أو فردا.. فإنه يحتفظ بالعقوبات في سجله في حالة تكرارها ويكون القرار الأخير شاملا للمخالفات الأخيرة حتى لا ندخل في جدل قانوني حولها..
الثانية..
تتعلق بالعقوبات المالية.. بحيث يكون هناك وقت ملزم لسدادها.. وعدم تركها مفتوحة بهذه الصورة.. بحيث يصدر مع القرار فقرة تنص على..
(يتم تسديد العقوبة خلال مدة أقصاها أسبوعبن من تاريخ صدور القرار.. وإذا تأخر يتم مضاعفة العقوبة أو زيادتها بنسبة 50 % أو أية نسبة يراها المشرع للقرار)
هذا النص من شأنه في نظري أن يحقق العدل والمساواة بين المستهدفين منه.. ويعطي غطاء قانونياً لأي قرار عفو يصدر مستقبلا..
فلو صدر عفو.. بعد انتهاء المهلة المعطاة لتسديد العقوبة.. فإنه لا يشملها لأنها مخالفة نظامية.. وكان المفترض تنفيذها قبل القرار..
ولو صدر العفو.. خلال المهلة المعطاة فمن حق المعاقب أن يستفيد من القرار..
اللائحة التفسيرية للقرار الحالي..
وتحديد مهلة للتسديد..
كل هذا من شأنه أن يساهم في دعم قرارات اتحاد القدم عبر لجانه المختلفة.. وأن يزيل الكثير من الجدل القانوني وغير القانوني حول بعض قرارات هذه اللجان.. ويجعلها بمنأى عن مغبة التساهل مع البعض.. أو محاباة آخرين.. ويبعدها عن تهمة الكيل بمكيالين..
والله من وراء القصد

الانضباط..
والمنتديات..

أثار قرار لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم بمراقبة منتديات الأندية وإدراجها ضمن أجندة متابعتها لمخالفات الأندية ومنسوبيها حفيظة كثيرين.. وذهب بعضهم إلى اتهامها بالتدخل في أمور لا تعنيها.. وأن هذه مسؤولية الإعلام.. إلخ.. فيما ذهب آخرون وهم قلة إلى تأييد اللجنة..
والذين أيدوا اللجنة هم الواثقون من أنفسهم ومنتدياتهم والداعمون لكل ما من شأنه الحفاظ على قدسية الرياضة والبعد عن التعصب..
والواقع أن هناك من أساء فهم هذا التوجه أو القرار فهماً خاطئاً.. فمن الطبيعي أن لجنة الانضباط لن تشكل لجنة خاصة لمراقبة هذه المنتديات وما يطرح فيها فإمكانات اللجنة وقدراتها ومهام أعضائها لن تمكنها من ذلك مهما أوتيت من كفاءة...
وحتى لا تقع اللجنة في دائرة الاتهام الواقعة فيها حاليا بالمراعاة وغض الطرف.. وغير ذلك من تهم.. فإن مفهومي لهذا القرار أن اللجنة معنية بما يردها من شكاوي مثبتة من المتضرر تجاه آخر.. وليست متابعة كل ما ينشر في المنتدى.. وأعتقد أن هذا هو المفهوم الصحيح للقرار..
وهو قرار سليم.. وخطوة جيدة في سبيل الإرتقاء بالمنافسات الرياضية.. والطرح الإعلامي الذي يساهم في تثقيف المتلقي وزيادة وعيه.. والحد من التعصب والاحتقان في الشارع الرياضي..
وفي نظري أن منتديات الأندية الرسمية.. وأؤكد على (المنتدى الرسمي للنادي) لا يختلف من حيث ارتباطه بالنادي عن الجمهور المتواجد في المدرج.. بل إنه أكثر انتماء وارتباطاً.. عكس المدرج القابل للاختراق دون قدرة على ضبطه..وما يسري على المدرج يسري عليه..
كما أنه (أي المنتدى) أشبه ما يكون بصحيفة رسمية للنادي.. بمعنى.. لو كان النادي يصدر صحيفة أو جريدة أو نشرة رسمية أو صحيفة إلكترونية.. أليس مسؤولا عن كل ما ينشر فيها..؟
الوضع نفسه ينطبق على المنتدى الذي يتحدث عن النادي وينطق باسمه. وبدلاً من اتهام لجنة الانضباط وعرقلة عملها.. علينا أن نحرص على أن نرتقي بطرحنا عبر هذه المنتديات مثل حرصنا على ضبط المدرجات وما يصدر منها.. وأن تحرص الأندية على أن يتولى مسؤولية هذه المنتديات المؤهلون لمثل هه المهمة.. أما المنتديات الأخرى غير الرسمية.. فهذه يمكن معالجتها والاعتراض عليها عبر الجهات المسؤولة وأعني تحديداً وزارة الإعلام..
مليونان..
وسبعة لاعبين

قبل أيام قرأت خبراً مفاده أن أحد فرق الدرجة الثالتة ــ على ما أظن ــ لعب مباراة رسمية بسبعة لاعبين فقط.. وبعد مضي حوالي ربع ساعة وبعد أن استقبل مرماه ثلاثة أهداف أو هدفين.. لا أذكر.. أصيب أحد اللاعبين ولم يتمكن من إكمال المباراة.. مما اضطر الحكم لأن ينهيها لعدم قانونيتها واعتماد النتيجة.. هذه الحادثة سبق أن تكررت مع أندية أخرى وسبق أن تحدثت عنها ولكن من جوانب أخرى..
وفي ظني إن لم يكن يقيناً أن اللاعب ادعى الإصابة حتى لا تتضاعف النتيجة عدة مرات..
بغض النظر.. ليس هذا موضوعنا..
هذه الحادثة أعادتني لموضوع سبق أن تطرقت له قبل أسابيع عند حديثي عن الأمر الملكي الكريم بدعم الأندية بما يزيد عن نصف مليار ريال.. ضمن قرارات ملكية تهدف لرفاهية المواطن بعد عودته ـ حفظه الله سليماً معافى ـ وبعد وقفة المواطنين في الجمعة المشهورة.. وأشرت فيه إلى أهمية صرف هذا الدعم في أوجه تعود بالنفع على النادي..وتحقيق رسالته.. ودعوت رعاية الشباب أن تطالب الأندية بتقرير مفصل عن خططها في هذا الجانب وأوجه الصرف.. البعض من الأندية اعترض عندما طلبت الرعاية منهم ذلك بحجة أن لا علاقة لها به.. وأن الأندية حرة في التصرف.. إلخ
وهذا غير صحيح في مجمله.. وإن كان كذلك في بعض أجزائه.. فالفضل بعد الله سبحانه لرعاية الشباب في دعم هذه الأندية..
هذا أولاً..
ثانياً.. أتساءل..
من الأولى بالاستفادة من هذا الأمر الكريم.. لاعب وطني لم يتسلم مرتبه ومصدر رزقه عدة أشهر.. أم مدرب أجنبي تم إنهاء عقده بجرة قلم من مسؤول في النادي
كشرط جزائي.. ؟ أو لاعبون أجانب رفعوا قضايا على النادي الذي لم يحسن التعامل معهم ماليا وإداريا..؟
لنترك هذا جانباً..
ونعود للأندية الصغيرة.. وإن كنت أتحفظ على مساواة ناد كذاك الذي أشرت إليه مع آخر صعد لمصاف الدرجة الثانية أو الأولى..
أو ناد هبط للدرجة الأولى وآخر صعد لدوري المحترفين.. وأيهما أولى بالملايين العشرة؟
الهدف من إنشاء النادي خاصة في المناطق النائية وغيرها أن يكون منار إشعاع، وقتل لفراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.. وبالتالي يفترض أن يتم استثمار هذه المبالغ لوضع برامج على المدى البعيد لهذا الغرض..
في مناطق صغيرة.. بإمكان الأندية أن تحصل على قطعة أرض كبيرة بمساحة معقولة تفي بالغرض من المحافظة أو المركز.. وتسجل باسم رعاية الشباب ويمكن إقامة منشأة رياضية عليها أو ناد نموذجي يستفيد منه أبناء المنطقة على الدوام بدلاً من مبان متهالكة..
لا أعني أن تكون هذه المقرات بمستوى الأندية الكبيرة وبنفس التصاميم والإمكانات
.. ولكن بمساحات وتصاميم معقولة تفي بالغرض.. المهم أن تكون مقراً ثابتاً للنادي
.. وأنا على يقين بأن مبغ المليونين مع توافر الأرض سيكون كافياً لبناء مقر دائم يحتوي على غرف خاصة للإدارة وقاعة محاضرات وصالة ألعاب لممارسة الهوايات وغيرها..
وقد وقفت بنفسي على أندية في بعض المدن الصغيرة لا تصل تكاليف إنشائها إلى نصف هذا المبلغ.. تعتبر نموذجية ووافية بالغرض ويرتادها المئات من شباب المنطقة..
هذا ما أعنيه باستثمار مثل هذا الدعم، وهي فرصة لهذه الأندية حتى لا تضيع هباء منثوراً.. والله من وراء القصد.