|


عبدالله الضويحي
نجران.. التعاون .. جيت أو أم القضايا
2011-03-29
سيطرت قضية مباراة نجران والتعاون في دوري زين للمحترفين على المشهد الرياضي خلال الأسبوع الماضي، ويبدو أنها ستظل مشتعلة حتى يأتي ما يطفيها... إما بقطع الوقود المغذي لها.. أو بروز قضية أخرى تسحب البساط وتشغل الرأي العام من جديد.. كما فعلت هي مع قضايا أخرى سبقتها.
ويبدو أننا موعودون كل يوم بقضية أو أكثر من قضايا لاتنتهي.. كما أشار زميلي مساعد العبدلي في (دائرة المنتصف) قبل أيام. ويبدو أنني أمام سيل هذه القضايا وغيرها أصبحت في موقف خراش الذي تكاثرت عليه الضباء فما يدري خراش مايصيد.. وهذه مشكلة الكتابة الأسبوعية مما جعلني أحاول انتقاء ثلاثة مواضيع أرى أنها الأبرز من أحداث الأسبوع.. على أن قضية (نجران.. التعاون.. جيت) إن جازت التسمية على طريقة (إيران جيت) في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تعتبر في نظري أخطر القضايا وأكثرها أهمية، فهي ليست مجرد احتجاج وقبول واستئناف بقدر ما أعطتنا تصورا عن الكثير مما لم نكن على علم به، وأماطت اللثام عن بعض الوجوه المختبئة خلف الأقنعة وكشفت عن جمر يختبئ تحت الرماد ورب ضارة نافعة.
وباختصارشديد..
وقبل الدخول في التفاصيل فإن سيناريو القضية تم وفق المراحل التالية:
ــ فاز التعاون على نجران في نجران 3ـ0 .
ــ رفع نجران احتجاجا لاتحاد الكرة لإشراك التعاون لاعبا لم يمض على تحويله من محترف إلى هاو 30 يوما كما تنص لائحة الاحتراف.
ــ لجنة الاحتراف أكدت أنه ليس من اختصاصها البت فيه وإحالته إلى اللجنة الفنية.
ــ اللجنة الفنية (عجزت) و(فشلت) في اتخاذ قرار.. ورفعت الموضوع لجهات أعلى.
ــ لجنة الاحتراف وعلى لسان رئيسها والمتحدث الرسمي كانت تؤكد صحة الاحتجاج.
ــ تم قبول احتجاج نجران واعتباره فائزا 3ـ0 .
ــ استأنف التعاون ضد القرار معتمدا على موافقة مسبقة من أحد أعضاء اتحاد القدم على مشاركة اللاعب وصحة المشاركة.
ــ حدث اختلاف بين اللجنتين ونقاشات وصلت إلى الإعلام الفضائي.
ــ تم قبول الاستئناف واعتماد النتيجة 3ـ0 للتعاون واعتبار القرار نهائيا لا يجوز الاعتراض عليه حسب اللوائح.
ــ اعترض نجران على القرار بحجة أن نائب رئيس لجنة الاستئناف هو رئيس اللجنة القانونية وهذا يخالف اللوائح التي تنص على عدم جواز الجمع بين عضوية لجنة الاستئناف وأي لجنة أخرى.
ــ وبعد أن انتهيت من كتابة الموضوع وقبل أن أرسله للجريدة طالعتنا الأخبار بمناشدة نجران الرئيس العام ورئيس اتحاد القدم والمطالبة برفع القضية إلى الاتحاد الدولي (فيفا) للبت فيها. من خلال السيناريو أعلاه نستطيع أن نتلمس بعض أو كل ما أشرت إليه في مقدمة الموضوع
هنا..
لن أتحدث عن الاحتجاج ومدى صحته فهذا لاشأن لي به.. وهناك جهات تفصل فيه ومن يتحدث باسم أطرافه.. لكنني سأتحدث عما أشرت إليه وما أفرزته القضية
أولا:
قبول الاحتجاج ثم الاستئناف تؤكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أبوابه مفتوحة وأن قرارات اللجان ليست (قرآنا منزلا) فهي قابلة للأخذ والرد في حدود اللوائح والقوانين بغض النظر عن النتائج التي ترتبت على ذلك.
ثانيا:
إن اختلاف وجهات النظر بين لجان الاتحاد ظاهرة صحية للوصول إلى الحقيقة.. لكن هذا داخل أروقة الاتحاد.. وليس عبر وسائل الإعلام.. إذ يتحول في هذه الحالة إلى ظاهرة غير حضارية حيث يعطي الفرصة لأطراف أخرى.. سواء المستفيدة أو المتضررة من القرار أو ثالثة تبحث عن الإثارة لاستثمار هذا الاختلاف وتطويعه لصالحها بغية الوصول لأهدافها.
وإذا كنا نعتب على الأندية وأعضائها الذين يمرون بمثل هذه الحالات.. فإن العتب أكثر على أعضاء اتحاد الكرة إذ يفترض أن يتم حصر مداولاتهم واختلافاتهم داخل أروقة الاتحاد أو داخل أروقة اللجنة.. لمصلحة العمل وأن يتم التأكيد على ذلك والتمشي بموجبه.
ثالثا:
عدم اتخاذ اللجنة الفنية قرارا بشأن الاحتجاج عند إحالته إليها ورفعه لجهة أعلى يعني أحد أمرين:
ــ إما..
عدم فهم للائحة.. أو عدم القدرة على تفسيرها ومدى انطباق هذه الحالة عليها.
ــ أو..
عدم جرأة اللجنة في اتخاذ قرار والتهرب من مسؤولية كهذه.. وسواء كانت هذه أو تلك.. فإن اللجنة الفنية لم تمارس دورها كما ينبغي.. وهي مسؤولة عن ذلك.. ووضعها المستقبلي تجاه العديد من قضايا قد تستجد.. وكيفية التعامل معها.
رابعا:
هذا التردد والتضارب في القرارات بين القبول ثم الرفض يدل على أن هناك نوعا من (الفوضى) في اتخاذ القرار لدى هذه اللجان وعدم تبصر أو رؤية، ألم يكن بالإمكان معالجة الوضع من البداية عبر قرار واضح ومدروس قبل أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه؟
وكيف نقبل اتهام هذه اللجان للأندية بعدم فهمها اللوائح وتطبيقها وهي تقود هذا المبدأ.. من خلال تواجد بعض الأعضاء في لجنتين متضاربتين، لست ضد تعدد المناصب إذا كان الشخص مؤهلا لذلك لكن إذا كان هذا التعدد يرفضه نظام اللجنة ولائحتها فهنا مكمن المشكلة.
لقد انفتح اتحاد القدم على القانونيين، والقانونيون كما نعرف لا يتفقون إلا ماندر فــ(لكل وجهة هو موليها) وكل له أساليبه قي الخروج من أية معضلة.
الاستعانة بهم شيء جيد..
ومفروض.. لكن هذا مرهون بما لدى هؤلاء من فهم في القوانين الرياضية وأسرار اللعبة، فالقاضي لا يمكن أن يفصل في قضية اقتصادية ما لم يكن لديه خلفية في هذا الجانب.. وكذلك قضايا الشرع.. وغيرها. والحال كذلك مع الرياضة، ولعل أكبر المشاكل التي واجهت لجنة الانضباط كقضية النصر والهلال وغيرها من القضايا التي تأخرت في البت فيها إن معظم أعضائها خاصة القياديين بعيدون عن الرياضة وشجونها وأسرارها، وهذا الوضع ينطبق على لجان أخرى تعاني من نفس المشكلة، ولهذا يفترض أن يراعي اتحاد القدم هذا الجانب ويعيد النظرفي كثيرمن لجانه.
خامسا:
عدم إلمام الأندية باللوائح وبنودها.. أو حتى الإطلاع عليها عند الحاجة والبحث عن أقرب الطرق من خلال سؤال الآخر أو الاستفسار من المسؤول.. دون أدنى استعداد للبحث في النصوص رغم توافرها لديهم، وفي حالة نادي التعاون هذه.. وحتى لا أدخل في دائرة الاتهام فإنني أعتقد أنها أحد أمرين:
ــ إما
أنهم يجهلون اللائحة.. رغم أن رئيس النادي عضو في لجنة الاحتراف.
ــ أو..
انهم مارسوا نوعا من الذكاء بالبحث عن غطاء قانوني لتمرير عمليتهم (أو على الأقل الخروج من مأزق الشك) برمي المسؤولية على الغير من خلال الاستفسار.. فإما أن يأتيهم الضوء الأخضر.. أو لا يأتيهم.. وفي كلا الحالين لن يضرهم شيء.. على طريقة المثل الشعبي الدارج والمعروف.
سادسا:
تخطي البعض صلاحياته.. والفتيا بغيرعلم.. وأعني المسؤول الذي أفتى للتعاونيين(حسب روايتهم) بجواز مشاركة اللاعب.
هذا المسؤول..
إما أن يكون عضوا في إحدى اللجنتين وهذا يعني عدم أهليته لأي منهما لجهله باللوائح.. أو من خارج اللجنتين.. وهذا يعني تعديه على حقوق الآخرين وتجاوز صلاحياته.. إذ المفروض في الحالة هذه أن يحيل السائل إلى جهة الاختصاص بدلا من توليه الإجابة وهو غير مخول أو مؤهل لذلك.
سابعا:
ما نتج عن ذلك من تنمية روح التعصب وتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات بين الأندية.. سواء نجران والتعاون.. أو التعاون والرائد الذي تحول إلى جزء من اللعبة.. بل ولاعبا رئيسا فيها.. أو تجاه المسؤول ولجان الاتحاد كجهات رسمية.. (وهذا له حديث آخر).. خاصة أن أهمية المباراة تكمن في تنافس الفريقين على الهروب من الهبوط إلى الدرجة الأولى.
وعلى هذا الأساس..
لابد أن يكون هناك من يتحمل مسؤولية ما حدث..
ــ فإما..
أن يتحملها التعاون من منطلق وجود اللوائح لديه وأن السؤال لا يعفيه.. فقد يكون هذا المسؤول الذي تم الاستفسار منه يريد إلحاق الضرر بالسائل سواء كان التعاون أو غيره.. أو اجتهادا في غير محله.. وبالتالي يتحمل السائل جهله ونتيجة قراره، فالشرع لايعفي المخطئ إذا بنى خطأه أو تصرفه على فتوى من إنسان غير مؤهل.
ــ أو..
أن يتحمل الشخص الذي أشار للتعاون بجواز مشاركة اللاعب المسؤولية كاملة تجاه ما حدث لتدخله في شؤون غيره وإجابته بغير علم حتى يعتبر غيره لأنه ــ في نظري ــ ضلل الآخر وهو الأساس في كل ما حدث والذي كان بالإمكان تجاوزه لو التزمنا بأحد أمرين أو كلاهما: ــ فهمنا للوائح. ــ احترام كل منا لخصوصية الآخر وعدم التدخل في شؤونه.
يعلم الله..
إنني لا أعرف أياً من أطراف القضية سواء كأندية أو كأفراد (ولو بالاسم) عدا (عن اليمين ــ كما يقال ــ) لجنتي الاحتراف والفنية، حيث تربطني بأعضائها صداقة وأخوة واحترام متبادل ـ ولله الحمد، لكن هذا لايمنعني من الادلاء برأيي وطرح وجهة نظري فما أنا إلا مجتهد..
ــ إن أصبت لي أجران.. وإن أخطأت فلي أجر واحد.. الهمني الله وإياكم كلمة الحق والصدع بها.. والله من وراء القصد.

الانتخابات وشراء الأصوات
تقول الأنباء الواردة من نادي القادسية إن أحد المرشحين لرئاسة النادي سدد رسوم عضوية 270 عضوا ليتمكنوا من التصويت في الجمعية العمومية كأعضاء ناخبين، هذه الحادثة سبق أن ظهرت في انتخابات نادي الوحدة وتم إبطالها لعدم قانونيتها.. وأيضا في أندية أخرى.
هذا التصرف يخرج بالرياضة عن قيمها النبيلة.. وبالانتخابات عن نزاهتها.. بعيدا عن قانونيتها من عدمها.. لأن مثل هذا الناخب لايهمه لمن يدلي بصوته.. قدر اهتمامه بتسديد عضويته.. فآخر اهتماماته هي مصلحة النادي.. إذ لو كان مهتما بذلك لبادر بتسديدها في وقتها المحدد.. وفي كل عام، سبق أن كتبت عن هذه النقطة.. ولعلي هنا أكرر ما أشرت إليه سابقا من وضع شرط أساسي لأهلية الناخب، وهو أن يكون قد مضى على تسديده رسم العضوية مالا يقل عن ستة أشهر بالتمام.. وبحساب الساعات قبل الأيام.. كما هو معمول به في الغرف التجارية.. إن مثل هذا الإجراء من شأنه..
أولا:
يضمن نزاهة الانتخابات ويحفظ لها شرعيتها، فالناخب سيقوم بتسديد رسوم العضوية في مواعيدها.. وبنفسه.. حتى إذا ما جاء موعد الجمعية العمومية وجد نفسه ناخبا كامل الأهلية يدلي بصوته للمرشح الذي يريد.. وفق رأي حر ومستقل.. غير مفروض عليه عن غير قناعة.. وربما يرشح نفسه هو لمجلس الإدارة.
ثانيا:
ضمان موارد مالية للنادي على مدار العام تساهم في دعم ميزانيته.. وبالتالي تفاعل أعضاء النادي ومنسوبيه مع برامجه، فالعضو المسدد للرسوم سيجد نفسه تلقائيا يتواجد في النادي.. ويمارس بعض النشاطات فيه.. مقابل هذه العضوية.. ناهيك عن أن مثل هذا الإجراء يضمن لنا العمل باحترافية.. ويضع الأندية في المسار الصحيح في هذا الوقت الذي تعيش فيه مرحلة جديدة من البناء والتطور على مختلف المستويات.

التأريخ الجميل لـ(أحمد جميل)
أحمد جميل هو أحد النجوم الذين وضعوا الخطوات الأولى للكرة السعودية نحو العالمية في الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، حيث شكل مع قائد المنتخب آنذاك صالح النعيمة ثنائيا متفاهما في متوسط الدفاع وقف سدا منيعا قاد المنتخب إلى الفوز بكأس أمم آسيا التاسعة للمرة الثانية على التوالي.. ثم تحول إلى قائد لهذا الخط.. ثم قائدا للمنتخب.
أحمد جميل..
أحد قلائل لايعدون على أصابع اليد الواحدة الذين مروا على تاريخ الاتحاد.. أداء.. وخلقا.. وإخلاصا، أحمد جميل.. أكثر من ذلك أيضا، ومن هنا استغرب وغيري أن حفل التكريم الذي أقيم له بمناسبة اعتزاله نهاية الأسبوع الماضي لم يرتق إلى مستوى عطائه وتاريخه الجميل.. خاصة الحضور الجماهيري، فالقضية ليست في تغطية قيمة التذاكر والحفل الذي تكرم به مشكورا أحد أعضاء الشرف وكذلك إدارة النادي.. ولكن في الحضور الفعلي للمهرجان والتفاعل معه.
عموما..
أحمد جميل يدرك أن موقعه ومكانته في قلوب محبيه.. وقلوب الذين عاصروا الكرة السعودية وعاصروا فترة تواجده فيها أكبر من هذا التكريم. كنت قبل يومين في حديث مع الزميل زيد الغريبي ونقاش حول ذات الموضوع قال الزميل زيد: المشكلة التي واجهها أن الجيل الحالي والمعاصر لايعرف مرحلة أحمد جميل ولا تضحياته.. أو تاريخه، وهذا في نظري أحد أسباب العزوف الجماهيري.. إلى جانب عوامل أخرى كان الحديث يجري حول كثير منها بالهمس أحيانا وبالتصريح أحيان أخرى أو عبر وسائل الإعلام.. في الوقت الذي ظل أحمد بعيدا عن الساحة على مستوى الحضور الإعلامي أو الفني. واستشهدنا زيد وأنا.. بالنجم ماجد عبدالله.. الذي رغم ابتعاده عن الكرة ما يقارب عشرين عاما إلا أنه ظل في الصورة سواء من قبل الإعلام المحب لماجد.. أو من خلال حضوره الإعلامي عبر الفضائيات..
وبعيدا عن هذا كله..
فإن المشكلة التي تواجه اللاعب المعتزل عند تكريمه تأتي من ناحيتين
الأولى:
أن التكريم في بعض حالاته أو الكثير منها انتقائي.. بمعنى لنجوم معينة دون أخرى.. إما لأسباب إنسانية.. أو علاقات شخصية.. أولعلاقة معينة تربط اللاعب بعضو شرف ما.. فيتكفل الأخير بإقامة حفل تكريمه.
الثانية:
تأخير حفل التكريم عدة سنوات يصبح فيها اللاعب خارج المشهد.. حتى إن ملامحه تتغير ويظهر بصورة غير لائقة في المهرجان لاتدل على أنه رياضي حقيقي أو لاعب دولي.
ولهذا..
فإن العدل والمساواة في تكريم النجوم الذين خدموا أنديتهم ومنتخب الوطن.. والمبادرة بهذا التكريم هوالعامل المميز في نجاح المهرجان وتحقيقه لأهدافه.. والله من وراء القصد.