|


عبدالله الضويحي
سـؤال المرحلة ..
2011-02-15
كثيرا ما أواجه هذا السؤال من بعض الأصدقاء والمعارف أو في الأماكن العامة من المحبين والغيورين: كيف تنظر للمرحلة القادمة..؟
وما هو رأيك في مستقبل الكرة السعودية..؟
ولست وحدي الذي يواجه هذا السؤال على ما أعتقد..
بل أكاد أجزم أن كل منتم للقطاع الرياضي والشبابي.. أو قريبا منه بطريقة أو بأخرى.. يواجه السؤال ذاته.. هذه الأيام بالذات.. ولاشك أن مبعث السؤال.. الحرص على مستقبل الرياضة السعودية.. وخصوصا كرة القدم والاطمئنان على هذا المستقبل.. والرغبة بأن تعود إلى واجهة الأحداث كما كانت.. من موقع إيجابي.. لا.. لتستعيد مكانتها فقط.. بل لتتجاوز ذلك إلى ماهو أفضل. ودائما ما أجيب على هذا التساؤل بــ (خيراً إن شاء الله) منطلقا من مبدأ لايمكن أن أحيد عنه وطبع مجبول عليه.. وهو (التفاؤل).. ومؤكدا في الوقت ذاته أن هذه النظرة تنطلق من رؤيتين:
الأولى..
أنها امتداد للمرحلة من حيث الرغبة في التطوير وتأهيل الكوادر.. والعمل على توفيركل مامن شأنه خدمة شباب هذا الوطن من خلال البرامج والمشاريع الرياضية والشبابية..
الثانية..
الفلسسفة الإدارية لدى القائد أو المسؤول.. وهذا أمر طبيعي.. فكل تغيير أيا كان نوعه أو مستواه.. لابد أن يتأثر بالفكر الإداري لقائده وثقافته.. وينطبع بشخصيته.. دون أن يؤثر ذلك في الأهداف العامة للمنظومة التي تنتمي إليها هذه الهيئة أو تلك التي طالها التغيير..
نواف بن فيصل..
هو رجل المرحلة.. كما قلت في مقال سابق.. وبالتالي.. فإنه ينطلق في قيادته للمرحلة القادمة من خلال الرؤيتين السابقتين.. ورغم أنه لم يمض على توليه المسؤولية أكثر من شهر إلا أنه أحدث كثيرا من الحراك في الوسط الرياضي أبان من خلاله عن ملامح المرحلة القادمة.. ورؤيته لهذه المرحلة..
هذا التحرك سار في اتجاهين متوازيين..
أحدهما.. داخل منظومة العمل الشبابي والرياضي..
والآخر خارجه.. لكنه في النهاية يلتقي معه في نقطة واحدة.
أولا.. داخل المنظومة..
وأعني بذلك ما يتعلق بالشأن الرياضي والشبابي حيث تمثل ذلك في مواقف ثلاثة.. كانت هي الأبرز واللافت للنظر في الأيام الماضية..
الأول..
كان في اليوم الأول لتوليه المسؤولية أو الساعات الأولى.. وهو دعوته.. أو تبنيه لمؤتمر عام يناقش وضع الرياضة السعودية..يشارك فيه المهتمون بالشأن الرياضي والشبابي من مختلف القطاعات.. أو حتى على مستوى الأفراد وانتماءاتهم الذاتية.
الثاني..
عقد الاجتماع الأول للجنة الأولمبية العربية السعودية برئاسته.. وما تخلل ذلك الاجتماع من قرارات هامة لعل من أبرزها..
تقييم مشاركة منتخبات المملكة في دورة الألعاب الآسيوية 2010 التي أقيمت مؤخرا في جوانزو بالصين.. ومناقشة الاتحادات المشاركة قبل محاسبتها.. ووضع خطة متكاملة للإعداد لأولمبياد لندن 2012 عبر مراحل متعددة تأخذ في الاعتبار تصنيف الاتحادات بناء على مستوى المشاركة وماهو مطلوب أو متوقع منها.. وفقا لنتائجها السابقة وإمكاناتها.. وتشكيل لجنة للإعداد والتأهيل لهذه المشاركات.. إلى جانب تعيين مساعدين للأمين العام.. أحدهما لشؤون الاتحادات والثاني للدورات.. بهدف تفعيل دور اللجنة وتحريك العمل الأولمبي ونقله من الإطار التنظيري إلى الواقع العملي.
الثالث..
الخطاب الذي وجهه بصفته رئيسا لمجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم إلى الأمانة العامة للاتحاد وكشفت عنه هذه الصحيفة في عددها الصادر أمس الأول وطالب فيه الأمانة أن تبدأ بنفسها في تقديم خطة عمل واضحة يتم عرضها على مجلس إدارة الاتحاد ومناقشتها حرصا على تطوير عمل الاتحاد.. ومواكبة أعماله وفقا لما تشهده الاتحادات الدولية من تطورات تنظيمية وإدارية.. , والتأكيد على لجان الاتحاد المختلفة بسرعة مراجعة لوائحها وأنظمتها وفق آلية محددة عبر اللجنة القانونية محذرا من مغبة التأخر أو الإهمال أو عدم الالتزام بتطبيق الأنظمة بوضوح وشفافية.. وأن على الأمانة في حال عدم التقيد بذلك الرفع للجنة التنفيذية للاتحاد لاتخاذ القرار المناسب تجاه اللجنة المقصرة.
ثانيا.. خارج المنظومة
وأعني هنا تحركه خارج إطار منظومة رعاية الشباب والهيئات الرياضية.. وذلك عبر مسارين:
الأول..
استقباله لعدد من مجالس إدارات الأندية.. والشخصيات الرياضية.. لتهنئته بالثقة السامية في توليه مسؤولية رعاية الشباب.. هذه الاستقبالات وإن كان ظاهرها بروتوكوليا.. إلا أنها في الواقع.. فرصة لتبادل الرأي.. والاستماع لوجهة نظر أصحاب الشأن ومن هم في الميدان.. حول الكثير من العمل الشبابي والرياضي.. وآليات تطوير هذا العمل وأساليب تطويره.. والوقوف عن كثب على هذا الواقع وحقيقته.. بعيدا عن الاعتماد على التقارير المرفوعة.. والرؤى التي قد لاتستند على حقائق في بعض الأحيان.
الثاني..
اهتمامه بالإعلام الرياضي ورجاله.. وتوفير كل مامن شأنه تيسير أمورهم وعملهم.. وهي ليست بغريبة على (ابن فيصل بن فهد) رجل الإعلام والرياضة.. الذي وضع أسس الإعلام الرياضي السعودي وتبناه وتعهده بالرعاية.. وقد تمثل اهتمام الأمير نواف بهذا الجانب من ناحيتين..
أولاهما..
تجاوبه الدائم مع وسائل الإعلام ورجاله أيا كانت مواقعهم وإجاباته على كل استفساراتهم ومايدور في أذهانهم دون أدنى تحفظ على مايطرحونه من رؤى أو مواضيع معه.
الثانية..
توجيه الهيئات الرياضية خاصة اللجان العاملة في الاتحاد بالاهتمام بالجانب الإعلامي ووسائله والتأكيد على هذه اللجان بالتواصل مع وسائل الإعلام بكل شفافية وتزويدها بالمعلومة الصحيحة.. عبر متحدث رسمي لكل لجنة لديه القدرة على التجاوب الفوري مع الإعلام ويملك كافة المعلومات التي تمكنه من ذلك. ولعلنا نخلص من هذه التحركات إلى عنصرين أساسيين يرسمان ملامح المستقبل..
الأول..
الرغبة الصادقة في دفع عجلة الحركة الرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص نحو الأمام بصورة أكثر تسارعا وفق خطى ثابتة وموزونة.. بغية اللحاق بالركب ومن ثم تخطيه.
الثاني..
الإيمان بدور الآخر.. في دفع هذه العجلة والانفتاح عليه.. والاستفادة من آرائه وطروحاته كشريك رئيس في بناء هذه المنظومة.. ورسم الخطوط العريضة لمستقبلها والنهج الذي تسيرعليه.. وعدم التفرد بالرأي في رسم هذه السياسات وقصرها على رعاية الشباب أو اتحاد القدم..
هذه الملامح.. ليست الوحيدة.. ولكنها جزء من خطة شاملة.. تتضمن أيضا ما أدلى به من تصاريح سابقة وعد من خلالها بمزيد من الإصلاحات والتطوير في قطاع الشباب والرياضة وتنفيذ العديد من الخطوات التطويرية للكرة السعودية.. من خلال مسابقاتها.. وبناء قاعدتها وهياكلها التنظيمية وتوفير الخبرات مع تأكيده الدائم على الشفافية والوضوح.. وتوخي العدالة في كل الأعمال.. وبالتالي.. فإن ما تمت الإشارة إليه يمثل في الواقع الخطوط العريضة (Head Lines) أوالعناوين الرئيسة للمرحلة القادمة..

ويبقى السؤال..
ويبقى السؤال الأكثر أهمية..
ما هو دورنا تجاه هذه الاصطلاحات التي لا زالت مشاريع تنتظر التنفيذ وترجمتها على أرض الواقع..
وأعتقد أن المسؤولية هنا تقع على جهات ثلاث:
الأولى.. الدولة :
وأعني هنا.. الوزارات.. والمصالح الحكومية ذات العلاقة والتي تقع عليها مسئولية دعم هذه التوجهات.. وتوفير السبل الكفيلة بنجاحها.. سواء كان هذا دعما مباشرا من (وزارة المالية).. بما يحقق هذه التطلعات ويضمن تنفيذها.. أودعما (لوجستيا).. من مصالح حكومية أخرى..كتيسير أمور الابتعاث للكوادر الوطنية.. أو توفير الأراضي المخصصة للمشاريع الرياضية.. أو حماية استثمارات الأندية.. أو التعجيل بخصخصة الأندية.. إلخ.. من أمور قد لا أتذكرها في هذه العجالة.. لكنها موجودة في ملفات الرئاسة العامة لرعاية الشباب
الأندية :
أن ترتقي بفكرها.. وثقافتها إلى مستوى المسؤولية الملقاه على عاتقها.. وأن تتجاوب مع هذه الاصطلاحات بما يحقق أهدافها..
وتجاوب الأندية.. يأتي من خلال تقبلها للقرارات سواء كعقوبات أو غيرها.. وسواء كانت تجاه لاعبيها كأفراد.. أو تجاهها ككيانات.. والإيمان بالهدف من هذه العقوبات.. وحسن النية فيها..
هذا من ناحية..
ومن ناحية أخرى..
العمل على تطوير ذاتها وقدرات منسوبيها ولاعبيها.. وألا تعتمد في ذلك على الجهات المسؤولة فقط.. أو أن تتخلى عن هذه المسؤولية بحيث تدرك أن مسؤوليتها ليست في إعداد اللاعب للمباراة فقط بقدر ما تتجاوز ذلك إلى إعداده فكريا وبدينا والارتقاء بمستوى ثقافته.. باعتبارها (أي الأندية) الأساس في دعم المنتخبات الوطنية باللاعبين المؤهلين.. الجديرين بتمثيل المملكة في المحاقل الدولية.
ثالثا.. الإعلام..
يمر الإعلام الرياضي هذه الأيام وسيمر بطفرة معنوية كبرى.. فالأمير نواف محب للإعلاميين وصديق لهم ويؤمن بدورهم ورسالتهم.. ويجب عليهم أن يبادلوا ذلك بتأدية هذا الدور على الوجه الصحيح.
الإعلام..كما هو معروف.. سلاح ذو حدين.. وبإمكان هذا الإعلام خلق ثقافة معينة.. أو تشكيل رأي عام..
هذا الرأي العام.. قد يكون إيجابيا.. وقد يكون غير ذلك.. وفق توجهات الإعلام وما يريد.... وهنا تكمن المشكلة
وخطورة الإعلام الرياضي.. تكمن في توجهه لشريحة معينة يسهل تشكيلها.. وبالتالي تأثرها بما يطرحه هذا الإعلام مما ينمي لديها ثقافة معينة تتحدد من خلال توجهات هذا الإعلام أو ذاك. وأعتقد أن مسئولية الإعلام تفوق كل المسئوليات.. ودوره يتخطى كل الأدوار.

المسؤولية الجماعية..
إن اختلال عمل أي من هذه الجهات الثلاث.. أو تقصيرها في أداء دورها من شأنه أن يؤثر في سير عجلة الإصلاح.. ويؤخر انطلاقها..
والمرحلة القادمة..
هي مرحلة عمل.. ومسؤولية.. فإما أن نواكب المرحلة.. أو.. أن نعتذر إذا لم نجد في أنفسنا الكفاءة أو القدرة على تحمل المسؤولية.. وهنا تكمن الشجاعة.

أصدقاء المنتصف
الأخ.. رائد سبرينغ فيلد ــ أمريكا.. يقول :
الأخ عبدالله.. كريستيانو رونالدو يلعب في ريال مدريد وليس برشلونة.. أرجو تصحيح هذه المعلومة.. مع الشكر
الأخ رائد..
أشكرك على ملاحظتك وأعرف ذلك.. والواقع أنها زلة لسان ربما مع السرعة وعدم المراجعة.. كنت حينها خلصت للتو من متابعة مباراة لبرشلونة ويبدو أن الاسم كان راسخا في ذهني.. وهي معلومة يفترض أن لاتفوت على المتابع فكرستيانو معروف أنه يلعب لريال مدريد.. كما كنت وقتها أطالع أسعار عقود اللاعبين الأغلى في العالم وأبرزهم كان كريستيانو ممايؤكد معرفتي بناديه.. لكنها كما أشرت زلة.. وأعتذر..
الأخ فهد التميمي ــ حائل.. يقول:
صحيح الأندية هي الأساس.. إذا صلحت صلح المنتخب.. حان الوقت للخصخصة.. حان الوقت لتطوير الأندية..
تحياتي وتقديري للجميع...
والله من وراء القصد