|


عبدالله الضويحي
خليجي 20.. وكأس العالم..
2010-12-07
لا أدري..
هل عدم متابعتي الدقيقة لخليجي 20 بسبب ظروف خاصة أم توافقها مع دورة الألعاب الآسيوية في الصين..
أم أنه البعد المكاني.. أشعرنا بذلك.. بعد أن كانت قريبة جغرافيا..
أم عدم مواكبة الإعلام لها كغيرها من الدورات لسبب أو لآخر.. وانشغاله بدورة الألعاب الآسيوية.
أم أنها هذه الظروف مجتمعة.. جعلت خليجي20 لا تظهر بنفس المستوى والحضور أو الاهتمام العام لها.. كما جرت العادة في دورات الخليج..! أرجو أن تكون نظرتي خاطئة..!!.. لكن المؤكد أن خليجي 20 افتقدت لثلاثة عناصر أساسية هامة.. لها أثرها.. ودورها في لفت الأنظار إليها والاهتمام بها. هذه العناصر هي:
الأول: غياب بعض الأسماء والرموز التي عادة ما تثري البطولة بطروحاتها.. ونقاشاتها أو مستوياتها الفنية.. سواء على صعيد القيادات الرياضية في المنطقة..
أو الإعلاميين..
أو اللاعبين..
حيث غابت بعض النجوم عن مشاركة منتخباتها في البطولة.
الثاني: ضعف مستوى التحكيم في البطولة.. سواء كان ذلك بسبب غياب الحكم الأجنبي.. أو مستوى الحكام المرشحين من قبل اتحاداتهم الوطنية.
الثالث: التلويح بتأجيل الدورة تارة.. والتأكيد بإقامتها في موعدها المحدد تارة أخرى.. سواء بسبب الهاجس الأمني.. أو اكتمال المنشآت.. حتى أن بعض الاتحادات كادت أن تعتذر عن عدم المشاركة أو تشارك بمستوى تمثيل أقل.. لولا بعض التدخلات على مستويات رسمية أعلى.
على أن هذا.. لا يبخس الأشقاء اليمنيين حقهم في قدرتهم على تبديد الهاجس الأمني.. وتقديم دورة ناجحة بكل المقاييس في ظل الظروف المحيطة وما سبق الدورة أيضا من إرهاصات..
إلى جانب محدودية خبرتهم في هذا المجال كأول دورة يستضيفها اليمن بهذا المستوى والحجم.
ولا يعيب اليمن خروجها المبكر من البطولة.. ولا حتى عدم فوزها بأي نقطة.. وهو ما أزعج بعض الأشقاء هناك حتى على المستوى الرسمي والشعبي لدرجة أن طالب البعض بمحاكمة المسؤولين عن الرياضة.. وعن المنتخب.. متهما إياهم بهدر مبلغ 600 مليار ريال يمني على إعداد المنتخب و200 مليار للمنشآت ..الخ!
هذا ما قرأته في بعض وسائل الإعلام..
وأرجو أن يكون هناك خطأ في الرقم.. فالأرقام هنا خرافية.. وتتجاوز المقبول..
فإذا كانت صحيحة.. فهناك هدر فعلا.. لكن يجب أن لا ندخل في الذمم – هذا من جهتي على الأقل - بقدر ما نعزوه إلى قلة الخبرة في التعامل مع هذه الأحداث.. وإن كانت غير صحيحة.. فلابد من مساءلة المتهم أيضا أو تصحيح الوضع..
عموماً..
هذا شأن داخلي للأشقاء.. لكنني هنا سأتحدث عن الكرة اليمنية وأرجو أن يتقبل الإخوة هناك هذا الرأي.. لعل من أكبر وأهم الميزات لدى الأشقاء.. الطموح والرغبة في التطور.. ومسايرة الركب في النجاح.. وهذه ميزة تحسب لهم.. لكن الطموح يجب أن يتماشى مع الواقع والمنطق.
مدرب المنتخب اليمني
على سبيل المثال.. يتقاضى كما تقول الأخبار ثاني أعلى مرتب في المنطقة..
ومهما كانت قدرات المدرب.. وإمكاناته وتاريخه.. فإنه لن يحقق شيئا ما لم يعمل على قاعدة صلبة ينطلق من خلالها.. فالمنشآت الرياضية.. واللاعب الموهبة.. والدوري القوي.. والفكر الرياضي.. عوامل أساسية لنجاح عمل المدرب وبالتالي نجاح المنتخب.. وهي عوامل كانت تفتقدها اليمن إلى ما قبل دورة الخليج.. ثم يأتي بعد ذلك العمل وفق سياسة الخطوة خطوة.. والصبر..
والدول القريبة والمجاورة خير مثال..
المنتخب العماني
على سبيل المثال ظل يشارك عدة سنوات.. ولم يستطع الوصول إلى عتبة المنافسة.. إلا بعد فترة قاربت العقدين ودورات تجاوزت الـ15 دورة.
والمنتخب السعودي
رغم الإمكانات والتفوق القاري والعالمي كانت تمثل له هذه الدورة هاجسا.. وربما (محطات فشل).. ولم يسطع تطويعها إلا بعد 24 عاما من نشأتها ومشاركته فيها..!!
الآن.. توفرت لدى الأشقاء القاعدة الأساسية لصناعة الرياضة.. وهي المنشآت.. وتحتاج أيضا لتطويرها وتعميمها.. كما توفرت لديها الخبرة الرياضية في التنظيم والمشاركة..!! وأعتقد أنها الآن في حاجة لأربع خطوات هامة :
الأولى: التوسع في بناء المنشآت الرياضية.. على مستوى الأندية لأنها الأساس لصناعة منتخب قوي.
الثانية: الاهتمام بالنشء.. وبالرياضة المدرسية.. كمصدر للمواهب.
الثالثة: التوسع في الاحتكاك الخارجي على مستوى الأندية.. والمنتخبات.. سواء من خلال المشاركة في بطولات ودورات خارجية.. أو استضافة وتنظيم البطولات مثل بطولة صداقة دولية سنوية.. أو غيرها.. من البطولات.
الرابعة: الاهتمام بالفرد اليمني وتطوير قدراته.. والرفع من مستوى كفاءته.. سواء كان إداريا إشرافيا.. أو تنفيذيا وعلى كافة الأصعدة.. في الاتحاد.. والأندية.. والإعلام الرياضي أيضا.. من خلال المشاركة في الدورات واللقاءات الخارجية.. أو تنظيمها داخل اليمن لتعميم الفائدة على أكبر عدد ممكن من الكوادر اليمنية.
هذه بضع ملاحظات.. وغيرها كثير.. أثق أن الإخوة في اليمن الشقيق يدركونها أكثر من غيرهم..
وأرجو.. ألا تصبح دورة الخليج بالنسبة لهم محطة محاكمة.. – إن صح التعبير - وخروج مدرب وقدوم آخر.. وإبعاد إداري.. وتعيين بديل.. فالتخطيط السليم.. والاستقرار.. عاملان أساسيان في نجاح أي عمل.
خليجي 20 فنياً :
يتفق كثيرون على أن خليجي 20 لم ترتق بمستواها الفني.. إلى مستوى الدورة الماضية لأسباب ذكرتها في البداية.
هذا بصورة عامة.. وإذا ما دخلنا إلى التفاصيل التي تهمنا في هذا الخصوص.. فقد أكدت أن المجموعة الأولى هي الأقوى بدليل وصول فريقين منها إلى النهائي.. وتفوق هذين المنتخبين على نظيريهما من المجموعة الثانية.. (المتصدر ووصيفه)..!
وأثبتت أيضا.. أن الإعلام.. لا زال لعبة المنتخب الكويتي ولديه القدرة على توظيفه والاستفادة منه.!
أما منتخبنا..
فقد توقعت – وهذا ما أكدته للبعض - أنه سيحقق هذه النتيجة.. وربما أفضل. لسبب بسيط وهو بعده عن الضغوط النفسية والفنية وتحرره منها.. لكن خسارته النهائي لا تقلل من قيمته كفريق حقق أكثر مما هو مطلوب.. أو متوقع في ظل العناصر الموجودة.. وقلة خبرتها.. وطبيعة المنافسة..
ولي هنا وقفات ثلاث :
الأولى: أننا كسبنا عناصر (لاعبين) تمكنت من خلال هذه الدورة.. تطوير قدراتها وخبراتها الذاتية لتصبح عناصر رديفة ومساندة للمنتخب الأساس.. من جهة.. ولأنديتها من جهة أخرى.. بما ينعكس على مستوى الدوري..
هذا المنتخب الذي شارك كفريق أول.. أو تحت هذه المظلة.. تحول بعد الدورة إلى منتخب رديف.. وبرزت فيه عناصر اكتسبت خبرة المشاركة في الدورات.. أو المنافسة أيضا.. مما يجعلها مهيأة لاحتلال مقاعدها في المنتخب الأول.. أو على الأقل بديلا جاهزا.. لأي عنصر.. وهذه نقطة إيجابية تحسب لهذا المنتخب وللاتحاد السعودي لكرة القدم.
الثانية: لا أرى أي مبرر لانفعالات المدرب بسيرو وتشنجاته أثناء المباراة.. في محاولة للنأي بنفسه عن الأخطاء.. أو إيهامنا بأن عوامل خارجية هي السبب في ذلك صحيح أن الحكم العماني أخطأ في حق منتخبنا في المباراة النهائية.. لكنها لا تبرر هذه الانفعالات.. حتى وإن كانت هذه الأخطاء مؤثرة.
وانفعالات بسيرو.. ليست وليدة هذه المباراة لكنها مصاحبة له في كل مباراة.. وليس لها ما يبررها – كما أشرت - كما أنها قد تلقي بظلالها.. على اللاعب نفسه داخل الملعب وتنعكس على أدائه وتصرفاته.. ويجب عليه أن يكون أكثر هدوءا ورزانة.. واتزانا في تعاطيه مع المباراة.
الثالثة: موقف البعض خصوصا من الإعلاميين أو المحللين.. السلبي من هذا المنتخب أو التشكيك فيه وقدراته.. قبل أن تبدأ الدورة وأثناءها وبعدها.. رغم أن كثيرا منهم يدرك كافة الظروف والملابسات التي صاحبت مشاركته.. وقضايا أخرى تتعلق بقيادة الفريق.. ونوعية أو أسماء عناصره.. مما أكل الدهر عليه وشرب.. دون ممارسة للنقد السليم الهادف للإصلاح والتقويم وأخشى أن يمتد ذلك إلى المنتخب أثناء مشاركة في كأس أمم آسيا بعد أسابيع.. دون إدراك لأبعاد هذا النوع من النقد.. أتمنى أن نرتقي بمستوى طروحاتنا ونقدنا إلى مستوى تطلعاتنا وآمالنا في المنتخب وفي الكرة السعودية.. وما أبرئ نفسي..
والله من وراء القصد

قطر..
ومصداقية الفيفا..
أخيراً..
تمت الإجابة على التساؤلات التي ظلت مطروحة طوال الفترة الماضية.. وفازت روسيا بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2018 وقطر 2022. (في منتصف الأسبوع) الماضي تحدثت عن هذا الموضوع قبل التصويت عليه بيومين.. وعن قطر بالذات.. وطموحها الذي تجاوز جغرافية المكان والزمان مقارنة بآخرين وأنها تملك إمكانات التفوق والقدرة على التنظيم متوقعا حصولها على هذا الشرف أو على الأقل المنافسة عليه بقوة لتقول (نحن هنا).
وأشرت إلى أن روسيا قد تعتمد على ورقة أوربا الشرقية التي لم تحظ بهذا الشرف طوال تاريخ كأس العالم.. وبورقة الإمكانات والبنى التحتية.. غير أنني أخطأت التقدير في قدرة الولايات المتحدة على المنافسة.. أو في ترشيحي لإنجلترا عطفا على إمكاناتها.. وتاريخها الكروي والبنى التحتية.. وعدم نجاحها في طلب تنظيم 2006 بأن تستفيد من ذلك الدرس. منح الحق لكل من روسيا وقطر.. أكد على حقيقة هامة وهي أن قرار منح التنظيم ليس بيد الفيفا كمنظمة.. بقدر ما هو في يد أشخاص يمثلون الأعضاء في الفيفا.. وقيادة هذه المنظمة.. وبقدر استطاعتك كاتحاد محلي.. وكدولة إقناع هؤلاء بقدراتك وإمكاناتك بقدر ما تفوز بهذا الحق والشرف. وقد استطاعت قطر بملفها المتكامل.. ووضعها لجميع الحلول.. والإجابة على كل الاستفسارات المحتمل طرحها.. أن تقنع هؤلاء بالتصويت لها.. رغم ما واجهته من تشكيك في قدراتها على التنظيم.. أو محاولة اللعب بورقة الطقس والأجواء.. أو السياحة وعامل الإرهاب في المنطقة كعامل تأثير سلبي على منحها هذا الحق. ولو كان الأمر بيد الفيفا.. ومصلحته الذاتية لقام بمنح هذا الحق لإنجلترا.. والولايات المتحدة.. بناء على التاريخ أو التجربة.. وأيضا وهذا هو المهم.. العوائد المادية المتوقعة.. لأسباب لا مجال لذكرها.. وهو ما ينشده الفيفا أكثر ويبحث عنه.
الأمر الآخر الذي أفرزه التصويت هو أن هناك – لا أقول كرها - ولكن على الأقل عدم رغبة.. أو ارتياح للكرة الانجليزية , فقد خرج الانجليز من الترشيح لتنظيم كأس 2006 الذي جرى عام 2000 من الدور الأول.. ونفس الحال هذه المرة.. وبصورة مخجلة.. جعلت الانجليز يتمنون عدم الدخول في الترشيحات.. ربما لأن استضافة انجلترا الوحيدة لكأس العالم 1966 وفوزها الوحيد بهذه الكأس.. الذي لا زال الشك فيه قائما.. وكذلك مواقف الجماهير الانجليزية.. والشغب.. كل ذلك كان له أثره في عدم التصويت.
وإذا ما أرادت الكرة الانجليزية أن تعود إلى أو لنقل أن تبقى ضمن المنظومة الكروية بنجاح عليها أن تعيد النظر في كثير من سياساتها وأبرزها سلوك المشجعين.. والنزول من البرج العاجي.. الذي لا زالت تعيش فيه.. واعتقادها أنها لا زالت البلاد التي لا تغيب عنها الشمس.. ففوزها مرة واحدة بالكأس.. وحضورها المتذبذب في النهائيات لا يرتقي إلى سمعة وتاريخ الكرة الانجليزية.. كمهد لكرة القدم الحديثة.. وربما أن هذا الشعور هو ما أدى بها إلى ما هي عليه الآن.
وعودة لقطر..
واستضافتها لنهائيات كأس العالم 2022.. فهذا سيكون له مقال قادم بإذن الله.. لأن الموضوع لا يتعلق فقط بقطر.. لكنه أشمل وأعم إذا ما أدركنا أبعاده ومفاهيمه.
والله من وراء القصد
تمر الأيام..
و تمضي السنون..
محسوبة في عمر الزمن..
عمرنا الحقيقي.. هو تلك الساعات التي نقضيها بقلوب بيضاء لا يعرف الحقد لها طريقا ولا الحسد سبيلا ونفوس طاهرة طبعها العفو والتسامح وابتسامة صافية تنبع من ذواتنا وتعبر عنها.
عام مضى..
طرحنا فيه رؤى.. وتناقشنا.. ومارسنا النقد.. اللهم.. ونحن نودع عامنا.. أشهدك ربي أني قد عفوت عن كل من لي حق عليه فاعف عنه وتجاوز واغفر له زلته. ومن كان له حق علي.. فأعني على رده والوفاء به.
اللهم اجعل عامنا هذا خيرا من سابقة واعف عنا واغفر لنا جميعا ولوالدينا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
والله من وراء القصد