|


عبدالله الضويحي
دورة الخليج .. ونحن والفيفا..
2010-11-23
كنت ـ ولا أجد مراء في قول ذلك ـ من المتحفظين على إسناد تنظيم خليجي 20 إلى اليمن الشقيق وكتبت عن ذلك.، وأشرت إليه أكثر من مرة، ليس إقلالاً من شأن الأشقاء بقدر ما هو خوف عليهم.. ورغبة في نجاحهم كبلد جديد لا يملك المقومات الأساسية ولا البنى التحتية لتنظيم حدث رياضي كهذا، في زمن قياسي وكنت أرى إعطاءه مدة أطول لترتيب أموره، ناهيكم من الأوضاع السياسية والاجتماعية.. التي كانت تخيم ـ ولازالت ـ على البطولة بدليل تدخل الأجهزة الأمنية ولأول مرة في دول المنطقة لتحديد مدى أهلية الدولة للتنظيم، والتقرير الذي رفعته تلك الجهات.. وكان مليئا بالتحفظات، والتوصيات.
وليس سرا أن بعض الدول كانت تنوي الاعتذار أو هي بادرت، وأوشكت على ذلك لولا بعض الضغوط التي مورست على هذه الاتحادات ومن سلطات أعلى..
لنطو هذه الصفحة....
دورة الخليج..بدأت أمس.. والموضوع هذا يكتب قبل افتتاحها بساعات.. ولم يعد أمامنا وقد أصبح الأمر واقعا.. إلا أن نقف مع الأشقاء اليمنيين وندعمهم معنويا.. وبكل ما نملك من إمكانات.. لأن نجاح اليمن في تنظيم البطولة هو نجاح للدورة نفسها.. أو لنقل امتداد لنجاحاتها.... دورة الخليج.. وجدت لتبقى.. هذا هو شعارها وشعار أبنائها...
ومن هنا.. فإن نجاح اليمن هو ترسيخ لهذه الدورة.. وإرساء لقواعدها بل وبناء دور جديد في بنائها الشامخ ..
دورة الخليج.. كلنا ندرك.. أنها البداية.. وهي الأساس في انطلاق الكرة الخليجية نحوا آفاق أوسع... وقد ساهمت كثيرا في توسيع قواعد البنى التحتية للرياضة في المنطقة من منشآت رياضية.. أو إعلام.. أو غير ذلك مما انعكس بأثره على أبناء المنطقة.
واليمن.. جزء غال من هذا الوطن الكبير..
وجزء غال.. من هذه المنطقة..
ولأنه أصبح جزءاً من دورة الخليج فقد أصبح لزاماً علينا أن نساهم في تطويره والرفع من مستواه.
ويأتي تنظيمه لدورة الخليج كخطوة هامة وكبيرة في مرحلة البناء هذه.
إن المنشآت الرياضية وترسية البنى التحتية والمنشآت الأخرى التي ظهرت في اليمن.. ظاهرها دورة الخليج ومن أجمل دورة الخليج، لكنها في الواقع هي خطوة أولى وهامة في مستقبل الكرة اليمنية بصورة خاصة والشباب اليمني بصورة عامة.
أمنياتنا للأشقاء في اليمن بالنجاح في تنظيم هذه الدورة.. وأن يكون هذا هدفهم الأول والأساس أما الكرة اليمنية وإن كنا نتمنى أن تحقق مركزاً جيداً.. ومرموقا في هذه الدورة وأن تصل للأدوار النهائية فلا زال الطريق أمامها طويلا لتحقيق الكثير من الطموحات.. ولعل في نظرتها إلى دول المنطقة وتاريخها.. وتاريخ وصولها لما هي فيه الآن.. ما يجعلها تحسب خطواتها نحو المستقبل وتدرك أن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة..
والله من وراء القصد

خطاب الفيفا..
إدانة له.. وإدانة لنا

قبل عشرة أيام.. أرسل الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خطابا إلى الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم يجيب فيه على تساؤلات الأمانة العامة للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم حيال ما تم نشره في موقع الاتحاد الدولي من معلومات غير دقيقة عن بطولات بعض الأندية السعودية حيث قال فيه بعد حذف المقدمة.. والديباجة المعروفة ما نصه:
(أفيدكم أن المعلومات الواردة في الموقع الرسمي للفيفا التي أشرتم إليها قد جُمعت من العديد من المصادر بما فيها مواقع الأندية على شبكة الإنترنت إضافة إلى مصادر أخرى موثوقة وتم مراجعتها من قبل المحررين العرب بالموقع.. والقسم المعني مخصص للألقاب الرئيسية فقط ولن يشمل كافة الألقاب التي فاز بها كلا الناديين).
قبل الدخول في مناقشة خطاب الفيفا لابد من الإشارة هنا إلى نقطتين هامتين:
الأولى : إن خطاب الاتحاد السعودي لكرة القدم تم إرساله يوم 1ـ11ـ2010م وقد جاء الرد يوم 13ـ11ـ201 أي بعد 12 يوماً.
الثانية : إن الاتحاد الدولي عندما نشر المعلومات على موقعه نشرها عن ثلاثة أندية فقط هي: الاتحاد (27 بطولة) والنصر (26 بطولة) الهلال (24 بطولة).
وبغض النظر عن عدد هذه البطولات.. ومن هو النادي الأكثر.. أو الأقل.. إلا أن خطاب الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم.. فيه إدانة للفيفا.. ويطرح حوله علامة استفهام كبرى، كما أنه أيضاً إدانة لنا.. سواء كأندية.. أو مواقع.. أو اتحاد كرة قدم.

أولا.. الفيفا
وأعني الملاحظات المتعلقة بالاتحاد الدولي من خلال خطابه، وعلامات الاستفهام المطروحة.. ولعل من أبرزها ما يلي:
الأولى :
أن رد الفيفا جاء بعد 12 يوماً.. والسؤال المطروح:
هل يحتاج اتحاد مثل الفيفا.. بما لديه من تنظيم وإمكانات إلى مثل هذه المدة للرد على تساؤل حول موضوع نشره على موقعه؟! خاصة أن المبررات التي ساقها لا تحتاج لمثل هذه المدة لكشفها أو التأكد منها.. مما يوحي بأنه كان يبحث عن مخرج معين لموقف وضع نفسه فيه.
الثانية :
أن الاتحاد الدولي ذكر بطولات أندية ثلاثة فقط وهي: الاتحاد والنصر والهلال.. وهي أندية معروف لدينا نوعية.. وطبيعة المنافسة بينها ليس على المستوى الفني.. ولكن أيضا على مستوى الحضور الإعلامي والمنافسة الجماهيرية ....الخ! مما يجعل السؤال الهام المطروح عن بقية الأندية ولماذا لم يرد لها أي ذكر.. وهي التي حققت بطولات محلية وخارجية رسمية ومعتمدة كالأهلي والشباب والاتفاق والوحدة والقادسية والرياض.
وإذا كان هدف الاتحاد الدولي هو رصد إنجازات وبطولات الأندية السعودية.. فالمفروض أن يشمل هذا الرصد جميع الأندية.. وليس أندية معينة فقط.
الثالثة :
أشار الفيفا إلى أنه جمع هذه المعلومات من مواقع الأندية ومن مصادر موثوقة.
أما مواقع الأندية.. فهي تشير إلى أرقام غير هذه الأرقام.. وتختلف كل حسب نظرته للبطولات وبالتالي فالوضع لا يتعدى أحد أمرين.
ـ إما.. أنه (أي الفيفا) اختار منها ما يريد ووفق نظرته الخاصة وترك ما لا يريد.
ـ أو.. أنه لم يعتمد عليها نهائيا وإنما زج باسمها في الرد كنوع من التأكيد على مصادره وخروجا من الموقف.
أما المصادر الموثوقة.. كنا نتمنى من الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم ولا زلنا نتمنى منه أن يخبرنا عن هذه المصادر الموثوقة التي تملك معلومات دقيقة وصحيحة – في نظره – عن كرتنا السعودية أكثر مما نملكه نحن.
الرابعة :
أشار الفيفا.. عبر أمينه العام أن هذه المعلومات تم تدقيقها من قبل المحررين العرب بالموقع، والتساؤل المطروح.
من هم هؤلاء المحررون العرب..؟!
وما هي معلوماتهم عن الكرة السعودية وتاريخها؟!
وإذا كان كلام الأمين العام للفيفا هذا صحيحاً فعليهم مراجعة حساباتهم في المحررين الذين لديهم لأنهم لا يملكون المعلومة الصحيحة والدقيقة.. وأخشى أن يكون بقية المحررين من الجنسيات الأخرى على هذه الشاكلة.. مما يجعلنا نراجع حساباتنا في أي معلومات تنشر على موقع الفيفا.
الخامسة :
في ختام رده.. قال الأمين العام للفيفا رداً على استفسارات الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم: (... ولن يشمل كافة الألقاب التي فاز بها كلا الناديين).
وهذا يطرح استفسارات جديدة.
لماذا.. قال (الناديين).. وهو الذي نشر معلومات عن ثلاثة أندبة..؟
هل استفسرت الأمانة العامة للاتحاد السعودي عن ناديين فقط؟
ومن هما هذان الناديان؟
ولماذا هما بالذات؟
وماذا عن الثالث؟ هل معلوماته صحيحة؟ ومن هو إذن؟
كل هذه التساؤلات وما سبق طرحه من ملحوظات تشير إلى شيء ما يؤكد عدم دقة المعلومات التي نشرها الفيفا.. ولا دقة مصادره وإن في الأمر شيئا لابد أن يتضح.
ثانياً :
الاتحاد السعودي..
تلك كانت الملحوظات المستنتجة من خطاب الفيفا.. التي (تدنيه) إن صح التعبير.
وهنا نتطرق إلى ما يتعلق بنا كأندية.. وكسعوديين وكاتحاد كرة القدم.
بكل بساطة سأطرح هذا السؤال.
لو كنا نملك ثقافة المنافسة الشريفة؟
لو كان عملنا.. منظماً ودقيقا؟
لو كنا ندرك أهمية المعلومة والأرشفة؟
لو... لو...
هل كان سيحدث هذا؟
تحدثنا كثيراً عن ذلك وجاءت الإدانة بطريقة غير مباشرة من أعلى سلطة رياضية.. ويجب ألا ننساق وراء الذين صفقوا للفيفا لأنه قدم المعلومة واعتبروها شهادة لمجرد أنها دغدغت مشاعرهم.. وأرضت توجهاتهم.
وإنما علينا أن ندرك حقيقة موقعنا وما يجب أن نكون عليه في منظومة عملنا الاحترافي وفي الاهتمام بالمعلومة ودقتها.
هذا.. أولاً..
وثانياً ..
أعتقد أن كثرة التعديل لدينا في أنظمة المسابقات الرياضية وتغيير هذا النظام وهذه الطريقة والمسميات وكثرة المسابقات وتعددها جعل البعض لا يدرك حقيقة هذه المسميات أو على الأقل لنقل مدى أهميتها.. أو إعطائها الصفة الرسمية وأعني من هم خارج منظومتنا كسعوديين.
على سبيل المثال:
الدوري العام.. كم مرة تغير نظامه؟
وأين تاريخ الدوري الممتاز؟
والدوري العام؟
الكأس.. سواء كأس الملك.. أو كأس خادم الحرمين الشريفين أو كأس ولي العهد.. كأس الأمير فيصل.. أو كأس الاتحاد..
لماذا.. لا تأخذ المسابقة صفة ثابتة.. ومسمى ثابتاً؟
لماذا.. لا يكون ما ورد في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم دافعاً لنا والبداية لأن نصحح أوضاعنا ونبدأ من الآن العمل على توثيق البطولات السعودية وكتابة تاريخنا الرياضي عموما.. وتاريخ كرة القدم على وجه الخصوص.. أما أن نبقى على اجتهادات (زيد) وتخبطات (عمرو) فانتظروا المزيد من التحريف والمغالطات في تاريخنا الكروي.. وتاريخنا الرياضي.. وستكون هذه مرجعا.. ومستندا للآخرين لقراءة هذا التاريخ بصورة خاطئة وبعيدة عن الحقيقة والواقع.
والله من وراء القصد

منتخبنا.. وخليجي 20

كان من الطبيعي والمتوقع أن نشارك بهذه المجموعة في دورة الخليج وهي خطوة جيدة تحسب للاتحاد السعودي لكرة القدم، وأعتقد أن بعضا من الاتحادات ستحذو الحذو نفسه.
فكأس أمم آسيا وهي الأهم على الأبواب وإبعاد اللاعب عن الضغوط النفسية وإعداده إعداداً جيداً لها.. أكثر أهمية.. والقضية لا تتعلق بالمباريات والنواحي الفنية.. بل إن الأوضاع العامة حول البطولة قد تلقي بظلالها على إعداد اللاعب ونفسيته.
لكنني كنت أتمنى والأمر كذلك لو تم إسناد مهمة الإشراف الفني على هذا المنتخب إلى مدرب وطني جديد مثل خالد القروني.. خاصة وأنه يحتاج لمتابعة بعض عناصره، كما أنها تعتبر بالنسبة له أشبه ما تكون بدورة تدريبية تساهم في إكسابه المزيد من الخبرات. سواء في تعامله مع لاعبي المنتخب أو احتكاكه بالمدارس التدريبية الأخرى.. بحيث يتفرغ بوسيرو.. لإعداد المنتخب الذي سيشارك في كأس أمم آسيا.
ربما رأى المسؤولون أن يقف بوسيرو على حالة هؤلاء اللاعبين وأوضاعهم وأعتقد أن هذه ليست قضية كبرى، فهو أدرى بهم وقد عرف عنهم ما يريد من خلال معسكر المنتخب.
عموماً.. نتمنى لمنتخبنا كل التوفيق والنجاح في هذه البطولة.

خليجي 20
والمعاناة

تعاني خليجي 20 من ناحيتين هامتين ربما كان لهما تأثيرهما الكبير على نجاحها.
الأولى :
اعتذار الحكام الأوروبيين عن الحضور لليمن مما وضع لجنة الحكام في مأزق البحث عن حكام محايدين آخرين.
الثانية :
رفض بعض الأندية الأوروبية وغيرها مشاركة لاعبيها مع منتخباتهم لارتباطهم معها بالدوري المحلي.
وأعتقد أن إعادة النظر في موعد الدورة بحيث يتم خلال فترة يمكن لهذه الأندية أن تستغني عن لاعبيها مثل فترة أعياد الميلاد أو غيرها.. يمكن أن يساهم في حل مثل هذه الإشكاليات ومحاولة عدم اقترانها أو تأثيرها على كأس أمم آسيا من خلال التنسيق مع الاتحاد الآسيوي بهذا الخصوص لأن نجاح دورة الخليج أمر يهم كل الخليجيين ونجاحها مرتبط بنوعية ومستوى المشاركة ونوعية التنظيم.
والله من وراء القصد