|


عبدالله الضويحي
المسابقات.. بين التأجيل والتأويل
2010-10-05
أثار تأجيل مباراة الهلال والاتحاد ضمن الدور الأول (الذهاب) من دوري زين للمحترفين والذي جاء بناء على طلب الهلال.. لمبررات رأت القيادة الرياضية وجاهتها.. بسبب مشاركة الهلال في بطولة الأندية الآسيوية ووصوله لمرحلة حساسة وهامة من البطولة وهو الذي يشارك باسم الوطن.. أثار هذا التأجيل الكثير من الطروحات والنقاشات.. وفق رؤى ظاهرها فيه الرحمة.. ولم يكن بعض الإعلاميين وللأسف على مستوى الحدث والتعامل معه.. عونا للاتحاد السعودي لكرة القدم ودعما لنجاح برامجه وخططه.. مما ساهم في إثارة بعض الجماهير الرياضية.. وتأثرها بهذه الطروحات.. يؤكد ذلك هتافات البعض ضد أندية سعودية تمثل المملكة.. وتعبيرها عن فرحها واحتفائها بخروجه الذي كاد أن يحصل لولا توفيق الله سبحانه وتعالى.. وهي جماهير محسوبة ولا تمثل أبدا الرأي العام السعودي.. ولا الأندية التي حاولت أن تتسمى باسمها وتستظل تحت مظلتها وتتغنى بشعاراتها.. لكنها كانت صدى لما كان يطرح في الإعلام في تلك الأيام ومن قبل.. على أية حال.. لن نطيل الحديث.. فهي صفحة وطويت.. فقد قطع تصريح الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.. قول كل خطيب عندما أكد.. أن التأجيل هو لمصلحة الكرة السعودية.. ودعما لممثليها.. الذي يأتي امتدادا لدعم أندية أخرى في مناسبات سابقة.. كما هو ديدن الاتحاد وعادته في الوقوف مع كل الأندية.
والهلال..
عندما طلب تأجيل المباراة.. لم يكن ينظر للفوز أو الخسارة.. فهي واردة في عالم كرة القدم.. ولا أحد يعلم ماتخبئه الأيام.. لكنه نظر إلى مدى تأثيرها السلبي وانسحاب ذلك على الفريق.. وهو في هذه المرحلة الهامة والحساسة من دوري أبطال آسيا.. فمباريات الديربي.. أو مباريات الكلاسيكو.. عادة ماتخضع لظروف ومقاييس معينة.. ويقع اللاعب فيها تحت ضغوط نفسية وفنية.. قد تنعكس على سلامته.. وتوافقه الذهني والعصبي.. أو تؤثر في نفسيته وانفعالاته.. أيا كانت النتيجة.. سلبا أو إيجابا.. فالقضية ليست في النتيجة.. بقدر ماهي فيما يترتب على المباراة وينتج عنها من مؤثرات أو تأثيرات على اللاعب.. وهذا مانظر إليه الهلال وخشيه من أن تؤثر هذه المباراة بضغوطها النفسية والفنية على لاعبيه..
والذين تساءلوا..
لماذا لم يطلب الهلال منذ البداية.. وعند وضع الجدول.. مراعاة ذلك.. كما فعل غيره.. ؟! محملين الهلال المسؤولية.. وأن عليه أن يدفع الثمن.. هم مخطئون في نظرتهم وتساؤلهم..
فالهلال..
قد طلب ذلك عن طريق ممثله في الاجتماع أمينه العام أحمد الخميس وجاءته الإجابة.. إن هذا سيتم حله في حينه.. ولكل حادث حديث.. كما أكد ذلك رئيس نادي الهلال.
هذا أولاً.. وثانياً.. لماذا ننتظر من الأندية أن تطلب.. !؟ لماذا لاتكون لجنة المسابقات هي صاحبة المبادرة في وضع الجداول.. ومراعاة ظروف الأندية.. وماهو الأنسب والأصلح للكرة السعودية.. لنترك هذا الجانب.. ونطرح سؤالا هاما.. هل كان بالإمكان تلافي هذا كله..!؟ وأعني الزوبعة.. وما حدث من أخذ ورد..؟ أعتقد أن هذا بالإمكان.. أوعلى الأقل أن يكون الوضع أفضل مما كان.. لو ملكت لجنة المسابقات قدرا من الفطنة.. وبعد النظر.. !!.. لكنها إرادة الله التي قضت بأن يحدث هذا (وعسى أن تكرهوا شيئا وهوخيرلكم) ؟؟
وفعلا..
فتحت هذه الحوارات والنقاشات.. الطريق أمام اتحاد القدم..ليعالج بعضا من السلبيات.. ولعل تأكيد الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم على معالجة الوضع مستقبلا.. ووضع آلية واضحة لتأجيل المباريات يؤكد هذه النظرة.. نعود إلى لجنة المسابقات.. وجداول الدوري.. فالجدول هذا الموسم.. تم وضعه بطريقة جديدة.. لم تعتمد نظام عقارب الساعة أو نظام السلسلة.. كما كان يتم في مواسم سابقة.. وإنما خضع لنظام جديد.. أساسه القرعة.. وبالتالي فهو يتصف بالمرونة.. وإمكانية تحريك بعض المباريات.. !! حتى ولو كان بالنظام القديم فالجدول ليس قرآنا منزلا.. غير قابل للتعديل أو التحريف..
كان بإمكان اللجنة.. وهي تضع الجدول.. وأمامها روزنامة الاتحاد الآسيوي.. ومشاركات الأندية السعودية الخارجية أن تراعي هذه الناحية.. وتنقل مباراة الاتحاد والهلال (مثلا) إلى أسبوع آخر.. وتضع بدلا منها مباراة أخرى.. لاتحمل الحساسية ذاتها.. وهذا ما يفترض أن تراعيه مستقبلا عند وضع الجدول.. صحيح أن جميع مباريات الدوري مهمة.. لكن هناك مباريات ذات طابع تنافسي معين.. له تأثيره على عطاء اللاعب.. وأخرى لاتحمل الطابع ذاته..
ولو تم ذلك.. لكان بالإمكان تلافي كل ماحدث.. ولم يحدث ــ أيضا ــ أي تأجيل. ولم يطلب الهلال تأجيل مباراته المتوافقة مع هذا التوقيت.. وأعتقد أن مثل هذه النقطة.. هو مايجب أن تراعيه اللجنة في المواسم القادمة.
وامتداداً.. لما حدث..
فإن الأيام القادمة قد تشهد إشكالية أخرى نتيجة عدم وضوح الرؤية لدى اللجنة.. والتي لم تراع احتمالية وصول ممثلي المملكة في بطولة الأندية السعودية إلى أدوار متقدمة.. وأعني تحديدا المباراة النهائية.. حيث لم يتم توضيح ذلك في الجدول.. وصول الهلال والشباب إلى الدور نصف النهائي.. أدى إلى تأجيل مباراتيهما أمام النصر والأهلي أربعة أيام فقط.. تلي مباراة الإياب في الدوري الآسيوي لكل منهما.. وعلى هذه الأساس.. سيلعب كل منهما ثلاث مباريات قوية وهامة خلال عشرة أيام فقط يلعب الهلال.. أمام النصر ثم الرائد ثم القادسية! ويلعب الشباب.. أمام الأهلي ثم الوحدة ثم الاتحاد ثم يرتاح الفريقان عشرة أيام.. قبل أداء المباراة النهائية.. في حالة تأهلهما.. أو تأهل اي منهما لهذه المباراة.. والمباراة ستقام في طوكيو.. مما يعني أن الأيام العشرة قد لاتكون كافية للراحة.. والتدريب.. ثم الانتقال إلى هناك.. وصولهما بإذن الله.. أو أحدهما.. وهو أمر وارد بإذن الله.. يعني تأجيل مباراة الجولة الأخيرة من الدورالأول..! وهما: الشباب مع الفيصلي.. والهلال مع نجران.. حيث تقام هاتان المباراتان يوم الخميس 5 ذي الحجة.. فيما تقام المباراة النهائية.. السبت الذي يليه 7 ذي الحجة.. الموافق 13 نوفمبر.. وهو مالم تراعه لجنة المسابقات.. أو تشير إليه من قريب أو بعيد..! كل ما نأمله.. أن تراعي اللجنة مثل هذه الأمور.. خاصة وأن الأمر أصبح واضحا.. من حيث روزنامة الاتحاد الدولي.. والآسيوي.. وغيرهما من البرامج.. مما يعني اتضاح الرؤية في التعامل مع جدولة الدوري.. وترتيب أسابيعه.. ومبارياته. إن الوضوح في البداية.. وعدم التبديل والتعديل في الوسط.. وأثناء مجريات الأمور.. من شأنه.. أن يضع الأمور في نصابها الصحيح.. ويقطع الطريق أمام كل عوامل الشك.. أو إثارة مالا يفترض أن تتم إثارته..
والله من وراء القصد

نواف..
(ابن) فيصل..
رحم الله إبراهيم الدحيم عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للمبارزة ورئيس بعثة منتخب المملكة إلى بطولة الخليج.. الذي وافاه الأجل المحتوم إثر نوبة قلبية وهو يؤدي عمله ورسالته لوطنه على أكمل وجه.. فقدت الرياضة السعودية بموته والمبارزة على وجه الخصوص.. واحدا من أكثر رجالاتها إخلاصا وولاء.. حقيقة.. لاأعرف الفقيد.. لكن شهداء الله في أرضه وثناؤهم عليه.. والحديث عنه وحوله.. يؤكد هذه الحقيقة.. وحقه علينا الدعاء له.. وأن يلهم الله أهله وذويه الصبر والسلوان.. اتصلت ببندر الصالح رئيس اتحاد المبارزة معزيا في الفقيد.. حيث أفاض في الحديث عنه وسجاياه الطيبة وخصاله الحميدة وإخلاصه ونزاهته.. ثم نقل (أبومشعل) الحديث إلى جانب آخر مشيرا.. إلى أنه وقع في موقف حرج قائلا: فوجئت بالأمير نواف بن فيصل يتصل بي شخصيا ويسأل عن صحة الخبر.. وبعد تأكيدي له.. عاتبني أنني لم أخبره بذلك. فقلت والحديث لبندر: إنني لم أشأ أن أزعجكم في هذه اللحظة.. على أن أنقل الخبر لكم بعد ترتيب الأمور.. فقال الأمير نواف: ــ أبدا.. هذا ابننا.. ومواطن منا.. وهو في مهمة عمل. وواجبنا الاهتمام به وبغيره.. ومتابعته.. ثم أمر يحفظه الله بطائرة خاصة لنقل البعثة والجثمان إلى المملكة.. ويقول بندر: ــ إنني فوجئت في الحقيقة وبحكم خبرتي في هذه الأمور بسرعة تأمين الطائرة ووصولها.. كما فوجئ بذلك الإخوة الخليجيون في البطولة.. لكن هذه المفاجأة تلاشت عندما تأكدت بنفسي ووقفت على ذلك أنها من جيب الأمير الخاص.. متجاوزا بذلك الروتين.. ويضيف بندرالصالح: ــ إن الأمير نواف سألني عن وضع الفقيد الاجتماعي والاقتصادي.. وطلب مني تقريرا عاجلا عن ذلك.. متكفلا يحفظه الله.. بكل مايلزم الفقيد وعائلته.. ومايساهم في تخفيف آلامهم ومعاناتهم.. قلت للأخ بندر: جزى الله الأمير نواف كل خير.. وجعل ذلك في موازين أعماله.. وليس هذا بغريب عليه.. فمواقفه المعلنة في هذا الجانب كثيرة.. وغير المعلنة أكثر.. مما لاتعلم شماله ماتنفقه يمينه.. وأنت ــ أبامشعل ــ أقرب مني وأدرى بهذه المواقف.. وغيرها.. قال: هذا صحيح.. لكن سرعة التفاعل مع الموقف.. وسرعة التنفيذ.. وإصراره على معرفة أوضاع المرحوم.. و.. قاطعته قائلاً وبعفوية متناهية: أبا مشعل.. من هو أبوه !؟ رد بالعفوية ذاتها: أنا أشهد..

محمد السقا
( أخونا محمد السقا إلى رحمة الله.. ادعوا له بالمغفرة) كنت في مكان عام.. عندما تلقيت رسالة بالجوال من الأخ الزميل والصديق طارق الحماد.. كان أعلاه نص الرسالة.. وفقني الله وله الفضل والمنة أن ذكرته سبحانه ثلاثا.. ثم أردفت (إنا لله وإنا إليه راجعون) وبدأت اكرر ذكره جل وعلا.. حتى هدأت النفس قليلا.. اتصلت بالأخ طارق.. قلت: ــ أبا زياد.. !! بلغة استفهامية !؟.. فقال: ــ الله يرحمه.. ــ كأنما ــ قرأ تساؤلي.. قلت: ــ الله يهديك.. ألم تجد غير هذا الأسلوب؟.. كنت أعني التمهيد للخبر لأن حدثا كهذا.. بمثابة الفاجعة لنا كزملاء.. بل هو الفاجعة بعينها.. فقال أبو زياد: ــ ابا بدر.. اعذرني.. الخبر أكبر من أن أستوعبه.. لذا تصرفت ربما بلا شعور.. وأجهش بالبكاء.
. محمد السقا..
زميل.. ارتقى بمستوى الزمالة إلى مرتبة الصداقة. وصديق.. أضاف للصداقة بعدا آخر من العلاقات.. على مدى السنوات التي عرفته فيها.. لم ألتقه يوما.. إلا وكان باسما.. ضاحكا.. مستبشرا.. هادئ في طبعه.. خافت في صوته.. هامس في حديثه.. حتى في وفاته يرحمه الله.. كان يمثل هذا كله.. وكأنما هي إرادة الله أن يرحل في هدوء حتى وهو يودع هذه الدنيا.. دون أن يزعج الآخرين.. أو يثير هدوءهم..
لم يختلف اثنان على محبته.. ولم يتفق اثنان كما اتفقا على حسن خلقه.. عرفناه مذيعا.. ومقدم برامج.. ثم انتقل إلى شبكة أوربت.. عند بدايتها.. وشكل مع زميله ورفيق دربه آنذاك حسين الشمري ثنائيا متفاهما.. كان يمثل الريادة في التغطية الميدانية للأحداث الرياضية.. ثم مع زميله عبدالله العضيبي..
كان محمد يرحمه الله يمثل مدرسة مستقلة ورائدة في هذا الجانب.. مثير في حواره.. دون أن يتجاوز الخطوط الحمراء.. جريء في طرحه.. دون أن يخرج عن هدوئه.. لازلت أتذكر حوارا له.. وذكرني به الزميل فهد الدوس مع الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمة الله عليهما جميعا.. وكيف كانت حدة الحوار وجدليته.. وجرأة الطرح.. وكيف كانت انفعالات الأمير.. لكن (محمد).. ظل هادئا.. رابط الجأش رغم إثارته في الطرح وجرأته.. ورغم أن الحديث كان على الهواء مباشرة.. كان رحمه الله مثالا للإنسان الملتزم.. بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى! ومثالا للإعلامي المخلص لمهنته.. ملتزم في أدبه.. ملتزم في خلقه.. محترم لمهنته.. لهذ نجح.. وكان واحدا من أفضل المذيعين الميدانيين في التغطيات الصحفية..
يغيب أبو الوليد وهذه كنيته ــ في وقت أحوج مانكون فيه إلى الإعلامي الملتزم المتصف بشرف المهنة.. يغيب أبو الوليد.. أو صوت العقل وقد اختلطت الساحة بالأصوات النشاز..
هكذا هم الكبار..
يغيبون.. لكن ذكراهم تظل فوق كل الغيابات.. وهكذا هم الناجحون.. يرحلون.. لكن نجاحاتهم تظل نبراسا يهتدي به السائرون في دروب النجاح.. أعرف أنني لو تركت لنفسي العنان لما توقفت.. فما في القلم ينفد.. وما في الذهن عن الفقيد باق.. والذين شيعوه.. ووقفوا على قبره.. من الأصدقاء والمحبين.. كنت تقرأ في وجوههم نظرة الأسى.. دمعتهم واحدة.. صوتهم واحد.. نبرتهم واحدة.. كانوا شهداء الله في أرضه على أحد خلقه.. فكان محمد السقا محظوظا.. بهذه الشهادة..! فهنيئا له بها..
وعزاؤنا..
أنها سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.. رحم الله الأخ والصديق محمد السقا.. رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. وجمعنا به في جنات النعيم.. في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. أحسبه كذلك.. ويحسبه غيري كثير.. والله حسيبه..
والله من وراء القصد