|


عبدالله الضويحي
الوطنية .. في يوم الوطن ..
2010-09-28
بات اليوم الوطني جزءا من حياتنا العامة .. ووحدة من نسيجنا الاجتماعي .. أصبح هناك إحساس بيوم الوطن .. ومعرفة بموعده .. وترقب لهذا الموعد لدى الجيل الحاضر ..بعد أن كان اليوم الوطني ــ وهذا مايتذكره جيلنا ـ يوما عاديا كغيره من الأيام .. لايميزه إلا مضاعفة عدد الصفحات في الصحف اليومية .. وملؤها بالتقارير والإعلانات .. أو برامج التلفزيون المعروفة مسبقا مادة ونوعا في ذلك اليوم .. وأصبح اليوم الوطني مظهرا واضحا ومؤثرا من مظاهر حياتنا العامة .. يتنامى الإحساس به يوما بعد آخر ..
لكن هذا الإحساس وحده لايكفي مالم يتنام معه وفي خط متواز الشعور بمعنى الانتماء للوطن وحب الوطن والولاء للوطن ..
يأتي اليوم الوطني فنستلهم فيه سيرة مؤسس .. وتاريخ أمة .. وبناء كيان .. تجسد أعظم وحدة في التاريخ المعاصر ..
80 عاما .. من الولاء المتوارث .. لهذا الكيان .. والحب المتبادل بين القيادة والشعب .. ومن الطبيعي أن أيا من جيل اليوم .. لم يع مرحلة التأسيس أو يدرك بناء هذا الكيان كشاهد عصر ..
لكنه .. يقرأ ذلك . .
عبر سيرة رجال امتزجت دماؤهم بتراب هذه الأرض .. مكونة لبنة البناء الأساسية .. لهذا الكيان . رجال كتبوا ملحمة هذا الوطن بمداد من عرقهم .. يلمس ذلك واقعا ملموسا .. في كيان قاري شاسع يمتد عبر مساحات لايحدها النظر أو تطويها المسافات .. ومن خلال شعب امتزجت ثقافاته المختلفة لتشكل ثقافة واحدة .. ذات تركيبة واحدة .. ولغة واضحة المعالم والمفاهيم ..
والرياضة ..
ونحن بصددها .. هي جزء لايتجزأ من منظومة التنمية في هذا الوطن .. تؤثر فيه وتتأثر به .. وبالتالي فهي تتبادل معه العطاء ..
يعطيها بسخاء ..
مالاً .. هوعصب حياة يساهم في دفع عجلتها للأمام .. وبنى تحتية .. تساهم في بناء الأجيال ..ومشاريع .. تساهم في صناعة الكوادر الشابة .. وتطوير قدراتها الذاتية ..
فتبادله العطاء ..
برامج .. مختلفة في كياناتها .. وكوادر .. مؤثرة في أروقتها .. ورايات .. خفاقة في ميادينها ..
قبل أيام
من الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني .. قدم منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة في كرة القدم .. واحدة من أعظم وأكبر الهدايا الرياضية من أبناء الوطن .. للوطن .. في يوم الوطن .. عندما فازوا بكأس العالم لكرة القدم في هذا الشأن .. وارتفعت الراية الخضراء خفاقة في جنوب افريقيا .. وكأنها تشير إلى أن غياب كرة القدم السعودية عن كأس العالم في جنوب افريقيا ..لايعني غياب الرياضة السعودية عن المحفل ذاته ..
وفي يوم الاحتفاء بيوم الوطن ..
انتصر الهلال والشباب .. يشقان الطريق بعزم وثبات نحو نهائي البطولة الآسيوية للأندية بإذن الله .. وساعتها لا فرق .. فاز الهلال .. أو الشباب .. لأن الفائز .. في النهاية هو الوطن .. وكم نحن بحاجة .. أن نؤصل هذا المفهوم .. ونؤكده ونحن نحتفي بيوم الوطن .. أن نرسخ في أذهان الجيل الجديد .. جيل المستقبل .. المفهوم الحقيقي للمواطنة ومعناها .. أن يدرك هذا الجيل الفرق بين الاتحاد .. والهلال .. والنصر.. والأهلي .. والشباب .. والوحدة .. والرائد والتعاون .. والقادسية والاتفاق .. إلخ .. متى يكون .. ؟ .. وكيف يكون .. ؟ أن يعي متى وكيف يقف مع كل هذه الأندية ؟ أو مع بعضها .. ؟ . أو أحدها . ؟ متى ترتفع أعلام الأندية .. بألوانها .. وشعاراتها .. في المدرجات .. ؟ ومتى تتوحد .. تحت لون واحد .. وشعار واحد .. ؟
للأسف ..
إننا في اليوم الذي نحتفي فيه بيوم الوطن .. والولاء لهذا الوطن .. وحب هذا الوطن .. كنا نلمس بعض التناقضات العجيبة ..تباينا .. بين النظرية .. والتطبيق .. بين الواقع .. والشعور .. البعض .. يكتب باليمين عن حب الوطن .. والولاء له .. وأهمية الحفاظ على وحدته .. وفي اليوم التالي .. وربما في اليوم ذاته .. والعمود ذاته .. يشكك في أمانة ونزاهة أبناء الوطن .. ورجالاته .. وقياداته .. وآخرون تلهج السنتهم بالولاء ذاته .. وتنطق بذات التشكيك .. نحن هنا .. لانشكك في وطنية هؤلاء .. لأن الوطنية .. أكبر من أن أي مفهوم يمكن إدراكه والإحاطة به .. لكن .. من المؤكد .. أن الشعور بالمسؤلية لدى هؤلاء .. والإحساس بمعناها لايرتقي إلى مستوى المفهوم الحقيقي للمواطنة ومعناها .. وهؤلاء الذين يبحثون عن تحقيق مجد ذاتي .. ومكسب شخصي .. وتفوقات ثنائية ـ حتى وإن كانت على حساب مكتسبات الوطن ـ لايدركون أنهم بتوجهاتهم هذه إنما يساهمون .. في تنشئة جيل لايدرك معنى الوحدة الوطنية ومفهوم هذه الوحدة .. وأبعادها على مستقبل هذا الكيان ..
32 عاما ..
من الكفاح .. والجهاد.. وشظف العيش .. بين شمس حارقة .. وصحراء قاحلة .. حتى تم توحيد هذا الكيان بمختلف أطيافه وثقافاته .. لتبدأ مرحلة البناء ..
80 عاما .. من الوحدة الوطنية ..
80 عاما .. من التنمية الشاملة ..
80 عاما .. من الولاء لهذا الكيان ..
80عاما .. كلها .. توحيد وبناء ..
يأبى البعض .. إلا أن يضع على اديمها وشما .. نشازا .. يشوه جمالها ووحدتها .. دون إدراك لأبعاد ذلك .. إننا ونحن نحتفي بيوم الوطن .. في أمس الحاجة لأن نغرس في نفوس النشء .. عبر مدارسنا .. وعبر منتدياتنا .. وعبر إعلامنا ـ وهذا مهم ـ معنى الوطنية كمفهوم شامل .. وكل لايتجزأ ..ومعنى .. حب الوطن .. كشعور لايتبدل .. وهذا لن يتأتى مالم تكن هناك حملة شاملة .. تكرس هذه المفاهيم ..! ومالم يكن القائمون على مشروع كهذا .. مؤهلين للقيام بهذا الدور .. وعلى قدر المسؤولية ..وما لم يكن التنفيذيون على مستوى من الأمانة الفكرية ..والثقافة التأهيلية .. لهذا العمل .. والبعد عن الذاتية .. والمكاسب الشخصية .. والإثارة الإعلامية .. التي قد ـ وأقول قد ـ تحقق مكاسب آنية .. في نظر البعض .. وعلى مدى منظور .. لكنها في النهاية .. وعلى المدى غير المنظور .. تكشف عن واقع سلبي .. يصعب معالجته .. وتصحيحه .. بعد أن تزداد الدائرة اتساعا .. ومحيطها ابتعاداً عن مركز التحكم ..
والله من وراء القصد

ثقافة الفوز .. وثقافة اللاعبين ..
من المؤكد أن ردة الفعل تجاه حدث ما .. تتأثر بالمدة الزمنية التي تعقب الحدث .. وتختلف باختلاف هذه المدة .. ومعظم ردود الأفعال المصاحبة للحدث .. أو التي تعقبه مباشرة هي ـ في نظري ـ صدى لبعضها .. أكثر من كونها معبرة عن ذات الشخص ورأيه .. إذ أن هذا الرأي مايلبث أن يتشكل بعد فترة من الهدوء , وقليل هم أولئك الذين يصنعون ردود الأفعال .. أو تكون ردود افعالهم معبرة عن الواقع .. أكثر من كونها تحقيقا لمعادلة الفعل ورد الفعل ..
مباراة الغرافة القطري والهلال السعودي في إياب ربع النهائي لبطولة الأندية الآسيوية التي أقيمت في الدوحة .. الإربعاء الماضي .. وانتهت بفوز الهلال بـ 2ـ1
وهذه هي النتيجة الصحيحة في نظري .. فمباراتي الذهاب والإياب انتهتا في مجموعهما بالتعادل 3ـ3 وتم اللجوء إلى وقت إضافي هو في الواقع مباراة جديدة وليست إمتدادا لمباراة الإياب .. بدليل نظامها وطريقة احتساب الأهداف .. التي تختلف عن لقاء الإياب ..
عموما ..
سواء كانت النتيجة 4ـ2 للغرافة أو 2ـ1 للهلال .. فقد تأهل الهلال لدور نصف النهائي .. بعد مخاض عسير وولادة قيصرية .. هذه المباراة .. تجسد حقيقة ما أشرت إليه في البداية .. فقد أجمعت ردود الأفعال على تحميل المدرب جريتس الجزء الأكبر من المسؤولية .. إن لم تكن كاملة .. وطالب البعض بسرعة ترحيلة .. وهو الداهية قبل ساعات .. وانكشفت اخطاؤه التي كانت مستترة موسما كاملا .. وكذلك اللاعبون الذين كانوا أبطالا إلى ما قبل المباراة أيضا ..وأنا هنا .. لا أعفي أي مدرب أو لاعب من الخطأ فهو بشر .. لكن لايمكن أن تتبدل قناعاتنا بمقدار 180 درجة.. ويتم تجريده من كل حسناته وقدراته بخطأ واحد .. هذا إذا كان أخطأ بالفعل .. شخصيا ـ وهي وجهة نظرخاصة ـ أرى أن حسن خيرات يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية .. ثم حسن العتيبي .. فما حصل منهما من أخطاء .. أدت إلى انهيار الفريق .. وليس العكس ..هناك نقطة هامة يجب أن يدركها الجميع .. وهي أنه مهما بذلت الإدارة من جهود .. وكذلك المدرب من تعليمات للاعب وإشعاره بأهمية المباراة .. وعدم الإفراط في الثقة .. فإن كل هذه التعليمات لاجدوى لها .. مالم تكن هناك قناعة ذاتية داخل اللاعب نفسه بأهمية ذلك تنبع من ثقافته الرياضية .. وشعوره الذاتي بأهمية الحدث ..
وأنا على ثقة بأن الإدارة والمدرب أبلغوا اللاعبين .. بأهمية المحافظة على مرماهم والخروج على الأقل من الشوط الأول بالتعادل أو تأخير تسجيل الغرافة .. لأن ذلك يساهم في المزيد من الضغوط عليه .. فماذا حصل .. !؟ دخل اللاعبون المباراة .. وفي ذهنهم ان التأهل وارد .. وأن المسألة مسألة وقت .. حتى لو خسر الفريق على أضعف الأحوال بهدفين .. وهو أمر لن يحدث في تصورهم .. وعلى هذا الأساس جاءت غلطة خيرات .. وفي وقت مبكر لم يكن متوقعا ..حتى للغرافة .. فكان بمثابة الصدمة للفريق .. تلاه خطأ حسن العتيبي في الهدف الثاني .. ثم الثالث بعدم ترتيبه الحائط البشري خلف الكرة بشكل سليم .. مما أتاح للاعب تنفيذ الضربة بتلك الصورة وتسجيل الهدف .. هذه الأهداف الثلاثة .. لم يكن أيا منها بسبب ضعف المحور .. وغيابه .. وهو الاتهام الذي واجهه جيرتس .. وكان المطلوب من اللاعبين إنهاء الشوط الأول بهذه النتيجة ..وهو ماحصل بالفعل .. ذلك أن تسجيل هدف رابع لو حصل لقضي الأمر وتم حسم الموقف .. جاءت استراحة مابين الشوطين فرصة لإعادة ترتيب الأوراق .. لمباراة جديدة حيث التعادل سيد الموقف .. وكذلك الوقت الإضافي الذي شعر معه كل واقعي بميل موازين القوى في صالح الهلال .. لأنه الأفضل لياقيا ومعنويا .. ولذلك قلب النتيجة .. ما حصل للهلال قبل المباراة .. وعقب مباراة الذهاب .. هو الشعور ذاته الذي انتاب لاعبي الغرافة بعد الشوط الأول حيث بدأ حلم التأهل يتراءى لهم في الأفق وأن الحسم مسألة وقت ..والحال نفسها أثناء الوقت الإضافي وتسجيلهم الهدف الرابع ..ولو كان الغرافة يملك مدربا ذكيا .. أو قائدا داخل الملعب .. وثقافة لاعبين في هذه المواقف .. لأنهى المباراة لصالحه بالهدف الرابع .. وحافظ عليه ... خاصة وأن الوقت كان في صالحه .. لم يكن الغرافة بحاجة لهدف خامس .. فالأربعة كافية جدا لحسم الموقف .. وكان واضحا أن الاندفاع قد يدفع ثمنه الفريق أمام فريق .. يملك رصيدا لياقيا جيدا .. ويؤمن باللعب المفتوح ويرتاح له ..وهو الخطأ الذي ارتكبه الغرافة ودفع ثمنه أهدافا ثلاثة ..الهدفان الهلاليان جاءا من هجمات مرتدة .. الأول لاندفاع لاعبي الغرافة لتسجيل هدف خامس (لامبرر له) ... والثاني اندفاعهم لتسجيل هدف ثان بعد هدف التعادل الهلالي .. لذلك كان من الوارد تماما ومن الطبيعي انقلاب النتيجة ..
باختصار ..
كان الغرافة الأقدر على التسجيل .. لكن الهلال كان الأذكى في التعامل مع الحدث .. ومن يضحك أخيرا .. يضحك كثيرا .. إنها ثقافة اللاعب .. التي افتقدها الفريقان في هذه المباراة .. ولياقة الهلال .. أو ثقافة الفوز التي ساعدته على كسب النتيجة لصالحه ..

ثقة .. غرور .. لامبالاة ..
تحدثت كثيرا عن أهمية الإعداد والتحضير بالنسبة للمذيع أو المعلق أو المحلل الرياضي .. قبل الدخول إلى الأستوديو .. وعدم الاستهانة بالحدث .. أو المباراة .. والحال نفسه ينطبق على الحكم أيضا .. مشكلة بعض المعلقين لدينا والمذيعين أيضا .. أنه وصل إلى مرحلة من الثقة بالنفس إلى الدرجة التي يعتقد معها أن خبراته تكفيه للتعامل مع الحدث أو المباراة دونما حاجة .. لتحضير مسبق .. وهو بذلك تنطبق عليه مقولة (يظل الإنسان يتعلم ويتعلم فإذا ما أدرك أنه علم فقد جهل) ..في مباراة الغرافة والهلال .. ظل أحد المعلقين يردد .. معتقدا أن الهدف بهدفين في الوقت الإضافي وأن الهلال يكفيه تسجيل هدف ليكسب المباراة .. دون أن يدرك أنها مباراة جديدة .. وهو بذلك يضلل المتابع .. ويعطيه معلومة غير صحيحة .. !! ومعلق آخر .. ظل بداية الشوط الإضافي يطالب ويستجدي الأستوديو التحليلي والمحللين وغيرهم بأن يؤكدوا .. له كيفية حسم النتيجة ؟ .. وهل الهدف بهدفين .. أم بهدف .. ؟ علما بأن هذا .. أو ذاك .. كان بإمكانه الحصول على هذه المعلومة وتجهيزها قبل المباراة .. أو كان هذا هو المفروض .. بدلا من الوقوع في مثل هذا الموقف ..فهل كان يظن .. أنها لن تصل لهذه المرحلة .. .. علما أنه أمر وارد ..وفي الأستوديو التحليلي لإحدى القنوات .. ظل المذيع والمحلل يتحدثون عن لقاء الهلال القادم مع فريق كوري .. علما أن الموقف تم حسمه قبل البرنامج بساعات على أن المباراة مع الفريق الإيراني .. ! وهما اللذان وقعا في خطأ سابق عند تنفيذ المشعل ضربة جزاء الرائد ضد التعاون التي ألغاها الحكم بداعي توقف اللاعب قبل التنفيذ .. وهو التعديل الذي جرى مؤخرا .. دون أن يدركا ذلك .. ولو كانت مثل هذه الأخطاء تحدث في نقاش عابر .. لكانت مقبولة إلى حد .. ما .. لكن أن تحصل من مذيعين ومعلقين ينتظر منهم تثقيف المتلقي .. وعبر وسائل إعلام .. يفترض فيها المصداقية .. وصحة المعلومة .. فهذا يطرح علامة استفهام ..حول أهمية الثقافة والاطلاع بالنسبة للمذيع .. والمحلل والمعلق .. على حد سواء .. وغيرهم ممن يتعامل مباشرة مع الإعلام والحرص على صحة المعلومة ودقتها .. بدلا من البحث عنها أثناء الحدث .. فقد تأتي وقد لا تأتي .. ومن ثم تقديم معلومة غير صحيحة .. !
والله من وراء القصد