|


عبدالله الضويحي
الجعجعة .. بين الأندية.. والوكلاء..
2010-08-17
يبدو أن دوري زين للمحترفين هذا الموسم سيشهد الكثير من الإثارة والتنافس والنجاح.. هذا الرأي لم يأت من نتائج الجولة الأولى التي انطلقت مطلع هذا الأسبوع.. لكنه جاء مع نهاية الموسم الماضي.. ثم بعد إقرار زيادة عدد أندية الدوري إلى 14 فريقا.. مما أعطى دافعا معنويا لبعض الفرق للمحافظة على هذا المكتسب..
هناك العديد من العوامل التي تؤكد هذه الحقيقة لعل من أبرزها.. ــ الخبرة التي اكتسبتها هيئة دوري المحترفين والقائمين عليها وتلافي الكثير من الأخطاء.. ليس من النواحي الفنية فقط.. ولكن أيضا من النواحي التنظيمية والإدارية.. حيث سيشهد هذا الدوري نقلة أخرى في هذا المجال.. وهذا ما أكده القائمون على الهيئة من خلال بعض اللقاءات سواء على الصعيد الفردي.. أو المؤتمرات الصحفية..
ــ غياب بعض الفرق عن سماء البطولات مدة طويلة خاصة بطولة الدوري.. وهي فرق عريقة وذات تاريخ.. ولا ترضى أن تكون بهذا الوضع.. وتسعى لإثبات وجودها هذا الموسم بالعودة إلى "نادي الأبطال".
ــ اتساع قاعدة الفرق المتنافسة على البقاء ضمن دوري المحترفين.. بعد إقرار زيادته إلى 14 فريقا من خلال صعود (الفيصلي والتعاون) وعدم هبوط (الرائد ونجران).. وقد تمثل ذلك الاستعداد.. في المعسكرات الخارجية التي نظمتها هذه الفرق بصورة لم يسبق لها مثيل.. سمعنا من خلالها الكثير من (الجعجعة)..
وسيكشف الدوري إن كنا سنرى (طحينا) أم.. لا ؟ ومن المؤكد أننا سنراه.. ولكن ممن !؟

مستويات ثلاثة..
وطموحات مختلفة..
على أنه يمكن تصنيف الفرق المشاركة في دوري المحترفين من وجهة نظري.. إلى ثلاثة مستويات..
الأول..
فرق دخلت الدوري بهدف واضح ومحدد وهو نيل اللقب.. وإضافة رصيد جديد من البطولات إلى سجلاتها.. أو على الأقل الحصول على مقعد يؤهلها للمشاركة في دوري أبطال آسيا..
الثاني..
فرق تدرك صعوبة تحقيق هذا الهدف.. وتدرك أن إمكاناتها لاتؤهلها لذلك.. لكنها تسعى لتحتل مركزا ضمن الثمانية الأبطال الذين يتأهلون للمشاركة في البطولة الكبرى.. كأس خادم الحرمين الشريفين.. وربما استطاعت أيضا الظفر بهذه البطولة.. وفق الظروف المتاحة فيما بعد..
الثالث..
فرق ينطبق عليها (رحم الله امرئا عرف قدر نفسه) وهذا ليس تقليلا من شأنها لكنه الواقع.. فهي تعرف وتدرك في قرارة نفسها أن إمكاناتها الفنية والمادية لاتسمح لها بمقارعة الكبار.. إلا أن هذا لا يلغي طموحها كحق مشروع لها بتحقيق ما تهدف إليه.. من الاحتكاك بهذه الفرق من أجل البناء للمستقبل.. ولهذا.. فهي تسعى في المقام الأول للبقاء ضمن دوري المحترفين.. لاكتساب المزيد من الخبرات في التعامل مع الدوري.. ومجرد البقاء فيه عدة مواسم.. يمثل بالنسبة لها نجاحا.. وخطوة نحو الأمام.. في ظل ظروفها وإمكاناتها المادية والفنية.. وقد يؤدي إلى استمرارها وبالتالي استمرارية النجاح..

مشكلة الموسم
وكل موسم..
رغم مضي عشرين عاما على تطبيق تجربة الاحتراف.. ورغم أنها تجربتنا الثانية في العصر الحديث في التعامل مع اللاعب غير السعودي.. ورغم تراكم الخبرات والتجارب.. إلا أننا لازلنا نعاني من قرارات الساعة الأخيرة وربما الدقائق أو اللحظات الأخيرة.. وآمال الساعات الأخيرة.. حيث تسعى الأندية لإنهاء المشاكل المادية المعلقة مع لاعبيها.. أو تسجيل لاعبين جدد.. أو.. أو.. قبل انتهاء المهلة المحددة.. قبل أن ندخل إلى التفاصيل نشير هنا إلى أبرز الملحوظات على هذه النقطة بالذات..
فالهلال..
هو الفريق الوحيد الذي دخل هذا الموسم باستقرار إداري وفني دون أي تغيير على جهازه الفني.. أو لاعبيه الأجانب الذين كانوا معه في الموسم الماضي.. وهذه ميزة تحسب للفريق لكن عقد مدربه جيرتس.. والحديث عن انتقاله لمنتخب المغرب.. لازال يلقي بظلاله على الفريق..
الأهلي..
تعاقد مع لاعبين أجانب جميعهم يلعبون في مركز الهجوم.. في حين أن الفريق يملك مهاجمين أكفاء ويحتاج أكثر للاعب القائد داخل الملعب في مركز المحور أو متوسط الدفاع.. الاتحاد..
بدأ الموسم بمدرب جديد.. ومشكلة متجددة.. مع لاعبه وقائده محمد نور.. لكنها هذا الموسم تختلف.. ويبدو أن لها ضحية كبيرة هذه المرة.. بقية الفرق.. جميعها دخلت الموسم. بتغييرات بعضها جذري في الجهاز الفني واللاعبين الأجانب.. وأخرى في جزئية منها.. خاصة اللاعبين.. والملاحظ أيضا.. أن بعض اللاعبين.. ينتمون لدول لا يرتق مستوى الكرة لديها إلى مستوى طموحاتنا.. وبحثنا عن الاستفادة من لاعبيها والمشكلة ليست في مستويات هذه الدول إذا كان اللاعب يستحق.. المشكلة عندما يكون اللاعب دون مستوى طموحاتنا حتى ولو كان من دولة لها تاريخ وباع في كرة القدم.... وكأن الأمر بالنسبة لها تنفيذا ملزما لقاعدة (3+1) في حين أنها يمكنها توظيف مثل هذه المبالغ في استعارة أو التعاقد مع لاعبين وطنيين أبقى وأكثر فائدة للنادي..

100 لاعب..
يموج بعضهم في بعض..
أكثر من مائة لاعب.. بين محلي (سعودي) وأجنبي (غير سعودي) استقطبتها الأندية لهذا الموسم.. منهم (50) لاعبا سعوديا تقريبا انتقلوا من أنديتهم لأندية أخرى.. إما بنظام الإعارة أو الانتقال النهائي.. وهي خطوة تحسب لقرار الإتحاد السعودي لكرة القدم بتخفيض عدد اللاعبين المسجلين في الدوري لكل ناد.. مما يتيح الفرصة لهؤلاء وبعضهم مواهب جيدة.. أن يجدوا فرصتهم في أندية أخرى.. كما يفيد الأندية أيضا.. على أن الملاحظ.. أن اللاعبين غير السعوديين وعددهم (56) لاعبا بواقع (4) لاعبين في كل ناد.. معظمهم يدخل القائمة للمرة الأولى.. حيث أنهت الأندية عقود لاعبيها أو بعضهم.. أكثر من (35) لاعبا (يعادل الثلثين).. هم جدد على القائمة.. لا أريد أن أكون متشائما. لكنني.. وأنتم معي سننتظر فترة التسجيل المقبلة.. باحثين عن الإجابة عن تساؤل.. حول الذين سيستمرون إلى نهاية الموسم..وإن كنت أظن أن كثيرين لن يكونوا كذلك.. وفقا لمواسم سابقة.. وللآلية التي تتم من خلالها هذه التعاقدات.. هؤلاء... بدلاء لرقم مقارب في الموسم الماضي.. مما يعني خللا ما.. يدور داخل الأندية حول كيفية الاختيار للاعبين الأجانب.. أو تقييم عطائهم مع الفريق.. والحديث نفسه ينطبق على المدربين.. ومع ذلك تعاني الأندية.. من الهدر المالي وتشتكي الفاقة.. ويتحكم بعض أصحاب القرار في نوعية العقد واستمراره.. أو إنهائه.. وماهية المتعاقد..

الجدول المتوازن..
وتساؤلات..
يحسب للجنة المسابقات جهودها في إعداد جدول الدوري لهذا الموسم.. والحقيقة أن جدول الدور الأول جاء متوازنا ودقيقا.. ومنتظما من حيث جولاته.. أو عدم ضغط مبارياته.. حتى المباريات المؤجلة للهلال والشباب تم اختيار مواعيدها بعناية.. عدا مؤجلتي (الهلال ــ الفتح) و (الشباب ــ القادسية) من الجولة الخامسة حيث لم يتحدد موعدهما بعد..
على أن هناك بعض الملحوظات.. ماذا.. لو أقيمت هاتان المباراتان في بداية العشر الأواخر.. حتى ينتهي الدور الأول بكامله دون مؤجلات.. أو مباريات معلقة..
الزمن الفاصل بين صلاتي التراويح والقيام.. كاف لإقامة المباراة.. خاصة وأنها يوم واحد فقط.. ولا أعتقد أن هذا سيؤثر على روحانية الشهر.. وهذه الليالي المباركة..
أو.. وهذا مهم..
تم تقديم بداية الدوري أسبوعا أو بضعة أيام.. وبالتالي أصبحت هناك فرصة لتحديد موعد مناسب لها.. كما أن تقديم الدوري قد يفيد من ناحية أخرى..
المعروف..
أن الدور الأول ينتهي يوم الخميس 5 ذي الحجة.. ودورة الخليج تبدأ يوم 16 من الشهر نفسه.. (أي بعد 11 يوما ).. يتخللها عيد الأضحى.. وهو موعد غير مناسب.. لإعداد المنتخب.. حتى وإن شارك بفريق غير الذي سيمثلنا في كأس أمم آسيا.. أو تحت سن 23 سنة.. إذ ربما تفقد بعض الأندية بعض لاعبيها لهذا السبب.. ولذا فإن تقديم الدوري أسبوعا.. كان بإمكانه أن يساهم في حل جزء من هذه الإشكالية لو حدثت.. وإن كان وضع دورة الخليج بصراحة غير متضح الرؤية بعد..
ــ تبدأ بطولة كأس أمم آسيا 2011 يوم 7 يناير أي بعد نهاية الدوري (11نوفمبر) بـ 57 يوما (حوالي شهرين).. هذه الفترة.. لم يتم الإشارة إليها.. وهل ستكون جميعها فترة إعداد للمنتخب لكأس أمم آسيا..!؟.. وأعتقد أنها وافية وربما تزيد.. لفريق لاعبوه في كامل جاهزيتهم حيث يعيشون مرحلة منتصف الدوري..
وهل سيبدأ الدور الثاني.. بعد العيد مباشرة.. ؟
بمعنى.. أن تقام أربع أو خمس جولات منه.. ثم يتوقف من أجل كأس آسيا.. !؟
هذه الأمور يفترض أن تكون محسومة ومبرمجة.. حتى تستطيع الأندية.. وغيرها رسم سياساتها.. ومعرفة موقعها من الإعراب.. خلال الموسم.. !

من يضحك
على من.. !؟
من يضحك على من.. !؟
ومن يستغفل من.. !؟
وهل (الفاعل) ظاهر !؟.. ام ضمير مستتر.. !؟
وهل يدرك أبعاد ما يفعله.. ؟
هل يعتقد أن وضعه صحيحا.. وتصرفه سليما.. ؟
أم انه يحاول أن يوهم الآخر بذلك.. ؟
المتلقي..
الإعلام..
المجتمع الرياضي.. !
كيف يتعاملون مع الحدث.. ؟
تساؤلات كثيرة تبرز بين فينة وأخرى.. خصوصا في حالتين..
ـــ عندما يتم التلويح بعقد خارجي للاعب محلي..
ـــ أو.. عندما تحدث مشكلة بين لاعب محلي وناديه..
المشكلة..
ليست في وكلاء لاعبين يعلنون عن إحضارهم لعقود خارجية من أندية أوروبية للاعبين محليين.. أو وكلاء.. يلوحون بعقود خارجية من أندية قريبة (أكثر للمصداقية) يهددون بها الأندية.. وبانتقال اللاعب إذا لم تتحقق مطالبه.. حتى وإن كانت فترة التسجيل قد انتهت!
ولا في لاعبين.. يصدقون هذا كله.. ويسيرون من خلفه.. ويقررون بين لحظة وأخرى تغيير وكلائهم.. وكأنهم في معارض بيع السيارات.. أو (الحراج).. دون احترام للعقود.. أو فهم لها ومضامينها..
المشكلة ..
في ثقافة هؤلاء جميعا.. وتفكيرهم في عصر الاحتراف الذي يدخل عقده الثالث..
وفي الإعلام ــ مع احترامي الشديد ــ الذي يعطي الفرصة لهؤلاء للحديث.. وبث الاتهامات هنا.. وهناك.. وإثارة البلبلة.. بين النادي واللاعب.. وبين الجمهور وناديه.. أو لاعبه المفضل.. نحن في زمن.. أصبح الحصول فيه على المعلومة.. أقرب من الحصول على كأس الماء.. ومن مصدرها الأساس.. ومع ذلك.. نتلقاها من أقرب المصادر دون عناء ودون تأكد من صحتها.. ونتبناها بغباء (وعفوا لهذا التعبير) البعض منا.. لم يستوعب بعد.. البعد الثقافي.. والمسافة الزمنية بين الأندية الأوروبية وأنديتنا.. وأن أولئك.. يضعون اللاعب تحت المجهر فترة طويلة.. ويعرفون أسراره.. تاريخه.. انضباطه.. إلخ.. ! وحتى لو تم عرضه عليهم.. فإن الأمر عندهم لا يؤخذ على حين غرة.. وبين يوم وليلة..
مشكلة بعض الوكلاء.. أو السماسرة.. أنهم يريدون أن يتعاملوا مع الأندية الأوروبية.. كما يتعاملون مع أنديتنا.. رغم الفارق الذي أشرت إليه.. تعود هؤلاء.. على إحضار اللاعبين لأنديتنا في اللحظة الأخيرة.. وعلى تصديق الأندية لهم.. واعتمادها عليهم دون تدقيق و تمحيص.. ويريدون أن يتعاملوا بالأسلوب ذاته مع لاعبينا ومع الأندية الأوروبية.. قلناها.. مرارا وتكرارا.. إن وكلاء اللاعبين لدينا.. وإن اللاعبين أنفسهم.. وحتى غيرهم من المهتمين من الإعلاميين ومنسوبي الأندية بحاجة إلى دورات تثقيفية.. وتأهيلية مستمرة بين آونة وأخرى.. في مجال عملهم.. لا تتعلق فقط.. باللوائح والأنظمة.. ولكن أيضا كيفية التعامل.. والثقافة العامة.. ومسؤولياتهم تجاه أنفسهم وتجاه الغير.. والحقوق.. والواجبات.. إلخ
إن مثل هذه المواقف من هؤلاء.. تضع الكرة السعودية.. في حرج كبير أمام الأندية الأوربية وغيرها.. عندما نقرأ عبر أجهزتهم الرسمية.. ومواقعهم.. نفي ما يتردد وألا صحة له..
وهذا يعني بالنسبة لهم أحد أمرين:
ـــ إما.. أننا نكذب ونتقول عليهم.
ـــ أو.. أننا لا نفهم في اللوائح والأنظمة.
وكلا الأمرين أسوأ من الآخر.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
والله من وراء القصد