|


عبدالله الضويحي
المستقبل او صفحه من االتاريخ..!!؟
2010-08-10
عاد منتخب المملكة المدرسي من بيروت عقب مشاركته في الدورة العربية الرياضية المدرسية .. بعد أن حقق نتائج مشرفة تدعو للفخر سواء من النواحي الفنية أو على الصعيد الفردي أو حتى على المستوى الإداري بصورة عامة .. متمثلا ذلك في الانضباطية التي كان عليها الفريق وروح التعاون التي كانت عليها البعثة في تعاملها فيما بينها .. أو مع الآخرين ..
عادت البعثة بعد أن حقق المنتخب بطولة هذه الدورة ــ إن صح التعبير ــ على صعيد الذكور .. وشخصيا أعتبر هذه حقيقة وإن خالفت العرف العام .. وغابت عن السجلات لأننا ندرك أن هذا النوع من الدورات .. مثله مثل الدورات الأولمبية وغيرها من الدورات التي يشارك بها الجنسان (الذكور والإناث).. ومن الطبيعي ألا نتصدر البطولة في هذه الحالة ونحن الذين نشارك بفريق ذكوري فقط ..! لكننا ولله الحمد تفوقنا في هذه الناحية .. بعد أن حقق المنتخب 16 ميدالية منها ذهبيتان ، و 6 فضيات و8 برونزيات .
والتفوق لم يكن فقط جماعيا وعلى الصعيد الكمي .. لكن حتى على المستوى الشخصي والفردي .. فقد نجح كل من عبد الله الصالحي ومحمد سيكو في التأهل لبطولة العالم للناشئين لألعاب القوى التي ستقام في فرنسا بتحقيقهما للرقم المؤهل للمشاركة في هذه البطولة كل في مسابقته ، كما فاز الطالب هتان باهبري بجائزة أفضل لاعب في مسابقة كرة القدم ، والبعثة بالانضباط والمثالية كأفضل المنتخبات في هذه الناحية .. ووصلت جميع المنتخبات السعودية إلى الأدوار النهائية كل في لعبته .. وهو إنجاز لم يتحقق لأي بعثة عربية ..
هذه النتائج تؤكد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى على الدور التربوي الكبير الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم في إعداد طلابها تربويا وعلميا .. ممثلة في إدارات المدارس والإشراف التربوي بصورة عامة والتربية الرياضية على وجه الخصوص .. دون أن نغفل دور إدارة البعثة ممثلة في رئيسها صالح بن عبدالعزيزالحميدي مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالوزارة ونائب الرئيس عصام بن عبدالله الخميس الرجل الرياضي والتربوي والمشرف العام على النشاط الطلابي بالوزارة .
لكن السؤال المطروح ..
والمهم في ذات الوقت .. والذي دائما مانطرحه بعد كل مناسبة ونجاح كهذا ..
وماذا بعد .. !؟
طرحنا هذا السؤال عقب الكثير من المشاركات دون أن نجد إجابة وافية وكافية .. !! لأننا نكتفي بالإشادة بإدارة البعثة وأفرادها ..ونمنحهم المكافآت .. ويستقبلهم كبار المسؤولين .. ثم تصبح جزءا من التاريخ ..! وربما (بيضة ديك) .. كما يقولون .. وعفوا لهذا التعبير ..
لاشك أن ماسبق .. عامل مهم وضروري تقديرا لهؤلاء وتشجيعا لهم وتحفيزا لغيرهم .. !!
لكن .. ماذا عن الوطن .. ومستقبل الوطن !؟
الكل يدرك أن المدرسة هي الأساس في كل شيء .. ! ومتى ماتم إعداد التلميذ إعدادا سليما .. من جميع النواحي سواء الفكرية أو التربوية .. كلما كان ذلك أدعى لبناء وطن واعد.. يعتمد على سواعد أبنائه في جميع المجالات .. والرياضة جزء من منظومة التنمية الشاملة وبالتالي فهي أحد هذه المجالات ..
وزارة التربية والتعليم مهيأة اليوم أكثر من أي وقت مضى لممارسة دورها الحقيقي في المجال الرياضي .. طالما أننا نتحدث في هذا المجال .. وتمر بفترة ذهبية من تاريخها .. سواء في الطفرة المادية التي تمر بها المملكة .. أو في قياداتها الإدارية والتربوية ..
لقد تشرفت بالتعامل بصورة مباشرة .. أو غير مباشرة . مع كل من الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم أثناء تشرفي برئاسة تحرير مجلة الفروسية .. وكان في ذلك الوقت رئيسا لاتحاد الفروسية .. وعرفت عنه سمة التواضع ودماثة الخلق والرغبة الصادقة في العمل .. ومع نائبه فيصل بن عبدالرحمن بن معمر عدة سنوات وفي أكثر من موقع لمست فيها عن كثب أنه رجل عملي وصاحب قرار .. يقبل الرأي والرأي الآخر .. وعرفه كثيرون من خلال قيادته لمركز الحوار الوطني .. ويدرك أهمية الرياضة ويؤمن بها ..
(وجود الفيصلين) .. مع الاحتفاظ بالألقاب لكل منهما .. في قيادة الوزارة وهما المهتمان بالشأن الرياضي من شأنه أن يضيف لها بعدا جديدا إذا ماتوفر لهما ومعهما الإداري الكفء والمخلص .. الصادق معهما ومع نفسه، وإذا ما أردنا لرياضتنا بصورة عامة النجاح .. فيجب أن يكون هناك تعاون وتكامل بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم .. وهما الجهازان المعنيان بالاهتمام بالنشء ورعايته .. وعليهما تقع أكبر المسؤوليات في هذا الجانب .. والتعاون والتكامل الذي أعنيه هنا .. هنا هو تعاون شامل من كل النواحي الفنية والإدارية ..
هذا التعاون .. قائم الآن ولا أحد ينكر ذلك .. لكنه يحتاج أيضا لتوسيع نطاقه .. وتفعيله أكثر ..
أذكر ..
أن هناك اتفاقية تم توقيعها قبل أكثر من 15 عاما بين الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله كرئيس عام لرعاية الشباب وبين معالي وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محمد الأحمد الرشيد الذي يحسب له إلقاء الحجر في بركة المياه الراكدة للوزارة .. بصورة عامة .. وبعث الرياضة المدرسية فيها من جديد ..
تلك الاتفاقية .. نصت على وضع جميع مرافق رعاية الشباب تحت تصرف الوزارة التي تعاني من شح في هذا الجانب وهي ــ أي الاتفاقية ــ أحد أوجه التعاون بين الجهازين ..
ويحسب للوزير (الرشيد) أيضا إشراك القطاع الخاص في استثمار بعض مرافق الدولة ... خاصة في مجال التربية والتعليم عبر تبادل المنافع بين الطرفين ..
وأذكر .. في هذا الجانب ..
أنني طرحت قبل بضع سنوات رأيا حول هذا الموضوع يتلخص في التأكيد على أن تحتوي المخططات السكنية على مرافق تعليمية (كل مخطط مرفق واحد على الأقل) .. بمساحة معينة .. على أن يتم تأجير هذا المرفق للقطاع الخاص .. الذي يتولى بدوره انشاءه وفق أحدث المواصفات .. بحيث يحتوي إلى جانب الفصول الدراسية والمعامل والمختبرات .. على صالة رياضية متعددة الأغراض وملعب كرة قدم وملاعب مختلفة ومسبح ومكتبة (غرفة مصادر التعلم)ومطعم راق وصالة طعام .. إلخ تستفيد منها الوزارة في الفترة الدراسية .. فيما يتولى القطاع الخاص المنفذ إدارتها في الفترة المسائية واستثمارها وفق اتفاقية تحدد واجبات وحقوق كل طرف وبما يضمن مصلحته .. وذلك بأجور رمزية ليستفيد منها أبناء الحي يزاولون فيها هواياتهم تحت إشراف مباشر من معلمي تربية رياضية يتم الاستفادة من خبراتهم .. وآخرين في تخصصات أخرى لتنمية المواهب .. أو فصول دراسية إثرائية (التقوية) ويشرف عليها مجلس إدارة مكون من أولياء الأمور في الحي نفسه .. دون أن نغفل تطوير المرافق القائمة حاليا في السياق نفسه ..
هذه الفكرة ...من شأنها أن تساهم في تحويل المدرسة إلى مركز إشعاع حضاري .. يستفيد منه أهل الحي عبر محاضرات توعوية ولقاءات ثقافية .. أو أبناؤهم باستثمار وقت الفراغ بما يعود عليهم وعلى مستقبلهم ووطنهم بالفائدة خاصة في هذا الوقت الذي يعاني منه الشباب من الفراغ بكل أطيافه ومعانيه وأبعاده .. وبما يبعدهم عن السير وراء تيارات ومذاهب فكرية ترحل بهم بعيدا عن واقعهم وما يفترض أن يسيروا فيه ..
والله من وراء القصد

الموزان ..
بين الوسطى والمملكة
الصديق العزيز والخبير عبدالرحمن الموزان المحاضر الدولي في قانون كرة القدم .. والكاتب في جريدة الرياض كل أربعاء حيث يثرينا كثيرا بآرائه وخبراته .. كتب الأسبوع الماضي مقالا تحدث فيه عن مباراة الهلال السعودي والوداد البيضاوي المغربي ضمن بطولة النخبة الدولية بأبها .. مشيدا فيه بقدرات الحكم عباس إبراهيم وقراراته ومشيرا إلى الأشقاء العرب في شمال أفريقيا وعدم قدرتهم على ضبط أعصابهم وكيفية تعاملهم مع بعض الأحداث مستشهدا بلقاء أداره للمنتخب التونسي أثناء زيارته للمملكة قبل أكثر من أربعة عقود .. قال فيه :
(سبق أن قدت مباراة منتخبنا مع تونس عام 1388 هــ وانتهت بفوز منتخبنا 1-0..... إلخ )
ومع تقديري لأبي إبراهيم .. .. يبدو أن الأمر اختلط عليه .. فالمباراة المذكورة كانت بين منتخب المنطقة الوسطى ومنتخب تونس .. ثم لعب المنتخب التونسي الشقيق مع منتخبنا الوطني وانتهت لصالح منتخبنا 4-0 ضمن زيارته للمملكة في تلك الفترة حيث لعب ثلاث مباريات مع منتخبات المناطق ثم مع المنتخب الوطني على النحو التالي :
الأولى في جدة .. مع منتخب المنطقة الغربية وانتهت بفوز منتخب تونس 5/2
الثانية في الخبر.. مع منتخب المنطقة الشرقية وانتهت بفوز تونس 3-1
الثالثة في الرياض .. مع منتخب المنطقة الوسطى وانتهت بفوز منتخب الوسطى بهدف دون مقابل سجله مبارك الناصر من ضربة جزاء .. ويبدو أن هذه النتيجة غير المتوقعة من قبلهم .. أثارت حفيظتهم فحصلت تلك الأحداث ..
الرابعة في الرياض .. مع منتخب المملكة وانتهت بفوز منتخبنا 4-0
وكانت تلك النتائج والمستويات أفضل ماقدمه المنتخب في تلك الفترة وأعتقد أنها ضمن إعداده للمستقبل ولدورة الخليج الأولى بالبحرين التي أقيمت في نهاية عام 1389 هـ

أبها ..
بين الدولية والنخبة
قبل أيام اختتمت بطولة النخبة الدولية لكرة القدم في أبها ..
هذه البطولة كما هو معروف هي امتداد لبطولة الصداقة الدولية .. التي كانت تقام هناك ثم توقفت بعد عدة دورات .. إلا أن حرص المسؤولين في المنطقة بقيادة أميرها فيصل بن خالد بن عبدالعزيز على أهمية مثل هذه التجمعات في دعم السياحة في المنطقة .. ورفع مستوى كرة القدم فيها .. جعلهم يعيدون النظر في البطولة .. وإحداث بطولة تحقق تلك الأهداف ..
إلا أن تسمية البطولة بـ (بطولة النخبة الدولية ) من وجهة نظري .. قد لايطابق الواقع ، وربما يقلل من هدف إعلامي أبعد .. من وراء تنظيمها ..
فالفرق المشاركة لاتمثل النخبة في دولها .. فالنخبة هنا عملية نسبية .. وربما لاتمثل فرق الصدارة .. !!
كما أن طول الاسم (بطولة النخبة الدولية في أبها لكرة القدم) من شأنه أن يقلل من البعد الإعلامي للبطولة (يفقدها بعضا من البعد الإعلامي)
لذلك أعتقد .. وهو رأي أطرحه أمام المسؤولين عن تنظيمها أن تسميتها (بطولة أبها الدولية في كرة القدم) أبلغ .. وأكثر تحقيقا للهدف ..
فهو أولا ..
لايحدد نوعية الفرق المشاركة .. او مستوياتها .. في دولها ، وإنما يؤكد فقط على أنها فرق عالمية .. مع الحق بالحرص على مستويات هذه الفرق ..
وثانيا ..
يحفظ لـ (ابها) اسمها وقيمتها كون البطولة تحمل الاسم الذي سيظل صداه يتردد مع ذكر البطولة ..وحتى في كأسها .. ولدى الفرق المشاركة عندما تحضر أو تعود من بلدانها ..
فالاختصار .. أدعى لحفظ الاسم .. وأكثر بعدا من الناحية الإعلامية .. وهو ماتنشده أبها من وراء تنظيمها إلى جانب رفع مستوى الكرة في المنطقة .

الدين المعاملة ..
اسلام (وليام) ..
مع إطلالة شهر الخير زفت لنا الصحف خبرا أبهج الجميع وفرحوا له ولاشك وهو خبر إسلام طبيب نادي الهلال وليام (البلجيكي)وتغيير اسمه إلى فيصل
وبغض النظر عن الأسماء التي كان لها دور في هدايته . والتي حاول البعض التركيز عليها والعزف على لحن الإثارة من خلالها .. دون تعمق في المغزى الأساس من إسلامه وأبعاد الخبر ..فإن المهم هو معرفة الأسباب الرئيسة في تحوله لهذا الدين ..
وإذا كنا نهنئ (فيصل) .. أو .. وليام سابقا ونهنئ من كان لهم دور في ذلك من لاعبي الهلال وكذلك الشيخ فؤاد الرشيد مدير مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالبديعة .. مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).. فإن علينا أيضا أن ننظر لتلك الأسباب ..
يقول وليام عن قصة إسلامه ..
إن التعامل الذي وجده من الهلاليين .. وخاصة اللاعبين وانضباطهم وحسن خلقهم .. كان الدافع الأساس للتعرف على هذا الدين .. وجاءت لفتة حسن العتيبي وحسه الإعلامي والديني بإهدائه ترجمة لمعاني القرآن الكريم لتعطيه الفرصة أكثر بالتعرف على هذا الدين .. وهو ماجعله يقبل عليه عن قناعة ورضا (مع ملاحظة أن عقده مع الهلال قد انتهى وقد يعود إلى بلاده) مؤكدا على قناعة زوجته بقراره وأنها ربما أقدمت على خطوة مماثلة وهو مانتمناه وندعو الله جل وعلا أن يحققه ..
هذا ..
يؤكد نقطة هامة .. وهي أن الدعوة لهذا الدين ليس شرطا أن ترتبط بالتعامل المباشر سواء من خلال الحديث أو الدعوة أو المغريات ..أو غيرها .. إذ إن الخلق القويم والاستقامة وحسن التعامل .. هو الأساس في توضيح المفهوم الحقيقي للإسلام الذي هو في الحقيقة دين التعامل ودين الخلق ودين المحبة والتسامح .. بل ربما كان هذا أبلغ في توصيل الرسالة .. وهو مايفتقده كثير من أبناء الإسلام اليوم ..
يقول الشيخ محمد عبده .. عندما سألوه كيف وجد أوروبا بعد زيارته لها في النصف الأول من القرن الماضي (وجدت إسلاما بلا مسلمين) .. !!
وللأسف ..
فإننا نقابل في مجتمعنا الإسلامي كثيرا من المسلمين بلا إسلام !!
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(الدين المعاملة) .. وفي موضع آخر (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
ولعلها فرصة .. نؤكد فيها على كل بعثاتنا الرياضية للخارج سواء على مستوى الأندية .. أو المنتخبات وسواء في مشاركاتها الرسمية أو المعسكرات .. على أهمية التمثل بـ (الإنسان القدوة) .. لأننا منبع الإسلام وأساسه .. ويجب أن نكون كذلك في كل تعاملاتنا مع الأجانب .. سواء في العقود التي ألزمنا الله سبحانه وتعالى على الوفاء بها بغض النظر عن أطرافها (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .. الآية) .. أو في الانضباط في المواعيد .. والالتزام بتعاليم الدين ..
أنا هنا ..
لا أشكك أبدا في أن كثيرا من المنتمين للقطاع الرياضي بمختلف فئاتهم هم كذلك بإذن الله .. لكنها فقط جاءت تداعيا للأفكار .. ومن باب ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

ميادين الرياضة ..
وميادين الخير ..
بمناسبة حلول رمضان المبارك أدعو المولى عز وجل أن يجعله شهر خير وبركة على الجميع وأن يعيننا على صيامه وقيامه ويجعله شاهدا لنا .. لاعلينا وألا يجعل حظنا منه الجوع والعطش ..أتمنى ..أن تستغل أنديتنا الرياضية هذه المناسبة لتشعرنا بروحانيته .. وتستغل لياليه في برامج ونشاطات تتناسب ومكانته .. وتؤكد أن رسالتها تتجاوز التنافس في ميادين الرياضة إلى التنافس في ميادين الخير ..
والله من وراء القصد