|


عبدالله الضويحي
لاحقين على خير!!
2010-08-03
ـ قبل أن يسدل الستار على مونديال 2010 في جنوب أفريقيا دشن الاتحاد الدولي لكرة القدم وبحضور الرئيس البرازيلي شعار كأس العالم 2014 الذي سوف تستضيفه البرازيل .
ـ البرازيل كانت قد تقدمت بملفها لاستضافة البطولة في 31ـ07ـ2007 أي قبل ثلاث سنوات من الآن وقبل سبع من موعدها المقرر .. حيث ظل في أروقة الفيفا لدراسته وزيارة البلد ميدانيا للوقوف عن كثب على مدى استعدادها .. وفي 31ـ10ـ2008 تم الإعلان عن استضافة البرازيل للبطولة وإعطائها هذا الشرف .
وبالمناسبة :
فبعد بضعة أشهر وتحديدا في ديسمبر القادم سوف يقرر الاتحاد الدولي بالتصويت وبعد دراسة كافة الملفات من سيستضيف مونديال 2018 (بعد ثمان سنوات) ومونديال 2022 (بعد 12 عاما من الآن) !؟
البرازيل ..
كانت الوحيدة التي تقدمت بطلب استضافة المونديال القادم بسبب نظام الفيفا بتدوير البطولة بين القارات ولم يكن هناك منافس لها من أمريكا الجنوبية .. وهو النظام الذي استفادت منه اليابان ــ كوريا 2002 وجنوب أفريقيا 2010 وتم إلغاؤه مؤخرا .. لكن هذا لايعني الموافقة للبرازيل لو لم تكن مؤهلة لذلك .
ـ فالملف البرازيلي الذي تم الكشف عنه مع تدشين البطولة احتوى أيضا على تفاصيل دقيقة .. لعل من أبرزها:
ـ الافتتاح يوم الجمعة 13ـ06ـ2014 والختام يوم السبت 13ـ07ـ2014 متأخرة يومين فقط عن مونديال 2010 لتكون البداية يوم جمعة والختام السبت ..ولعل طلابنا هم أكثر المستفيدين من هذا الموعد .. بحكم دورة الزمن واختلاف التاريخ الميلادي عن الهجري حيث ستبدأ بإذن الله تعالى يوم 15 شعبان 1435هـ بعد نهاية العام الدراسي وبدء إجازة المعلمين والمعلمات بيومين وتنتهي يوم 16 رمضان 1435.
وأذكر أنني قد أشرت لهذا في مقال سابق عندما طالبت أكثر من مرة مع كل كأس عالم بأن تراعي وزارة التربية والتعليم توافق الاختبارات مع كأس العالم ضمن تقويمها الدراسي حيث إن مواعيد المونديال ثابتة ومعروفة مسبقا وتأتي كل أربع سنوات .. وقلت إنها لن تتجاوز بضع سنوات بحكم دورة الزمن ..
ـ على العموم (جاك يامهنا ماتمنى) .. وسنظل إذا أعطانا الله وإياكم العمر والصحة فترة من الزمن .. وكأس العالم بعيدة عن الاختبارات ..
ـ جاء ضمن التقرير.. الملاعب .. عددها .. طاقاتها الاستيعابية .. الجاهز منها .. ومايحتاج صيانة .. وماهو تحت التجهيز .. ــ تكاليف الإنشاءات .. والميزانية المعتمدة لها ..
ـ الدخل المتوقع للبطولة .. المصاريف .. الأرباح .. وحصة الفيفا .. إلخ !
ومن الطبيعي أن يدخل ضمن ذلك الرعاة .. والناقلون الرسميون .. وغيرهم ..
ـــ بمعنى .. كل مايتعلق بالبطولة .. وكأنها ستقام خلال أيام وليس بعد سنوات ..
ـ قد لا أكون أتيت بجديد .. وأنا أطرح هذه المعلومة .. وهذه حقيقة .. لكن كم آية في الأرض نمر عليها ونحن عنها معرضون !
أريد أن أصل من خلال هذا الطرح إلى تساؤل ..
كيف ننظر لهذا كله في عالمنا العربي .. والخليجي .. بل ولدينا هنا .. سواء في تنظيماتنا الرياضية .. أو حياتنا العامة .. ؟!
بطولاتنا العربية ..
لايمكن أن نجد بطولة عربية منتظمة .. ومعروفا تاريخها .. حتى الأدنى منها ناهيك من جدولتها على مدى سنوات ..!! حتى بطولات القدم .. وبطولات الأندية العربية التي كادت أن تنتظم بوجود راع لها .. إلا أن الراعي انسحب وبكل سهولة على طريقة (ترانا هوٌنا !! ) دون مراعاة ..لأبسط الحقوق .. وتم تعليق البطولة حتى إشعار آخر .. !!
والاتحادات العربية غير متعاونة .. وعندما نعرف أن هذه البطولات غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي .. وأن ارتباط هذه الاتحادات مع الفيفا .. ومع الاتحاد القاري أهم وأبقى .. ندرك جزءا من السبب ..
أنا هنا .. لا أطالب بأن تكون مداخيل هذه البطولات بمليارات الدولارات .. ولا الريالات .. أو أرباحها .. وإنما بما يتناسب وحجمها .. والقدرة على تنفيذها .. فالعملية هنا نسبية ..
دورة الخليج ..
المفروض أن تقام بعد أربعة أشهر .. وحتى الآن لازلنا بين أخذ ورد .. ومصادر تخوف من قدرة البلد المنظم على الوفاء بكافة الشروط والالتزامات .. وربما وجدنا أنفسنا في اللحظة الأخيرة نطالب بتأجيلها .. أو تغيير مكانها أو موعدها .. والسبب أن المجاملات تطغى على الكثير من قراراتنا .. !!
أتساءل وغيري كذلك ..
هل أخطأت اللجنة التنظيمية لبطولات الخليج التقدير في إسناد تنظيم البطولة إلى الأشقاء في اليمن .. !؟
وهل كان المسؤولون يدركون إمكانيات البلد الشقيق من كل النواحي .. !؟
وفق الترتيب المعروف في دورات الخليج فإن البحرين هي التي كان مقررا لها أن تستضيف البطولة .. وهي جاهزة وسبق لها ذلك وتملك الخبرة الكافية .. يليها في الترتيب المملكة العربية السعودية .. وهي أيضا أكثر جاهزية ..
على هذا الأساس .. كان يفترض .. أن تنتظر اليمن ترتيبها أو على الأقل أن تعطى هذا الحق من الآن على أن تعد نفسها للبطولة بعد القادمة .. عبر استضافة بعض البطولات المصغرة .. والانتهاء من مشاريع البنية التحتية اللازمة ..
وأرجو أن لايفهم كلامي هذا على غير مقصده ..
إذ .. لا
اعتراض على استضافة الأشقاء في اليمن للبطولة .. والجميع يدرك تماما .. أنها بحاجة لذلك .. لأن هذه الاستضافة .. ومايترتب عليها من إنشاء للبنى التحتية وغيرها .. من شأنه أن يكون نقطة تحول للرياضة اليمنية .. وربما كانت هذه هي نظرة القائمين على دورة الخليج أو أحد أهدافهم بإسنادها لليمن .. وأتمنى أن تنجح لأن هذا لمصلحة الدورة ولمصلحة اليمن الشقيق !
والقضية من جانب آخر ..
ليست قضية استضافة اليمن من عدمها .. حتى عندما تستضيفها دول أخرى .. القضية تتعلق بانتظامها .. وتثبيت موعدها .. وهو ما أردته من خلال ضرب المثال بالفيفا !!
عدم الانتظام في هذه البطولات انعكس بأثره على المسابقات المحلية .. لهذا نجد أن الموسم لدينا غير منتظم .. !!
والدوري يتم تعديله في وسطه .. فرق تتضرر منه .. وأخرى تستفيد .. ويغيب العدل والمساواة .. ويتأثر أيضا مستوى اللاعب ..
في كل دول العالم .. المسابقات المحلية منتظمة .. ومجدولة على مدى سنين قادمة .. لأنها مرتبطة بأجندة الاتحاد الدولي والاتحاد القاري .. وهذه أيضا معروفة مواعيد مسابقاتها .. ومجدولة .. هذه الجدولة غير موجودة لدينا .. ولا الانتظام ..
الآن ..
أجندة الاتحاد الدولي معروفة على مدى سنوات قادمة .. بما فيها أيام الفيفا .. والاتحاد الآسيوي لكرة القدم هو الآخر استطاع أن ينتظم في برامجه .. ويضع جدولتها على مدى سنوات ..
إذاً .. ما الذي يمنع أن تنتظم بطولاتنا الإقليمية على مستوى الخليج .. !؟ مثل دورة الخليج .. أو بطولاتنا العربية .. !؟
وما الذي يمنع أن يكون لدينا موسم منتظم نعرف متى يبدأ ومتى ينتهي .. !؟ وتعرف الأندية كيف تخطط لبرامجها ونحن أيضا !!
أدرك تماما .. حرص الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه وهيئة دوري المحترفين .. ولعلنا بدأنا نجني ثمار هذه الجهود .. لكننا لازلنا نأمل بأن يأت اليوم الذي نعرف فيه برامجنا على مدى سنوات .. لا على مدى شهور .. أو أسابيع .. !!
وأن نلغي (الله يحيينا حياة طيبة) .. و (لاحقين على خير) .. من قاموس الإعداد لبرامجنا وخططنا المستقبلية .. مع الاحتفاظ بها ضمن برامج حياتنا الخاصة ..!!
والله من وراء القصد

اقتصاديات المونديال
مرة أخرى
ـ (في منتصف الأسبوع الماضي) .. ووفق العنوان أعلاه كتبت موضوعا تطرقت فيه إلى كأس العالم من الناحية المالية.. والاستثمارات فيه ..
قلت في مقدمته :
(أكثر من 10 مليارات دولار .. نعم عشرة مليارات دولار .. حوالي 40 مليار ريال سعودي وربما أكثر كانت تتحرك ويموج بعضها في بعض خلال شهر واحد فقط .. أثناء كأس العالم الذي انتهى قبل أسبوعين ... إلخ) ..
حول هذا الموضوع .. وردني تعليق من صديق المنتصف بدر العتيبي يقول فيه مانصه :
(لو سمحت ضع مصدرك في هذه الأرقام "عشرة مليارات دولار" ومجلة فوريس في بقية الأرقام التي ذكرت ليست مصدرا دقيقا في المراجعات المالية) .
بداية شكرا للأخ بدر على قراءته الموضوع وملحوظته .. وإذا كانت هذه هي ملحوظته الوحيدة فهذا شيء جيد .. كنت أتمنى لو أنه تطرق لبقية الموضوع .. مما هو أهم في نظري ..
وبشيء من التفصيل الموجز ــ إن صح التعبير ــ أجدني مضطرا لتوضيح هذه الأرقام ..
أولا :
بلغت أرباح الفيفا أكثر من (3.5) مليارات دولار .. وهذا الرقم معلن رسميا من قبل الفيفا صرف منها مايزيد عن (2.5) مليار كجوائز ودعم للاتحادات المحلية وللدولة المنظمة .. إلخ .. واحتفظ بمليار دولار في خزينته .. (لاحظوا أن هذا الرقم يمثل الأرباح وليس الدخل العام) ..
ثانيا :
اللاعبون ..
(3 مليارات دولار) .. قيمة عقود لاعبي الدول العشر الأعلى في المونديال .. وما أعلنته المجلة المذكورة مبني على عقود هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم والمعلنة رسميا .. فلاعب مثل كريستيانو رونالدو اشتراه ناديه بـ (94 مليون يورو) .. وهذا المبلغ يعادل أكثر من (130 مليون دولار) .. وهو الرقم الذي ذكرته المجلة .. وكذا الحال مع بقية اللاعبين .. مع الأخذ في الاعتبار الاختلاف في سعر الصرف بين فترة وأخرى ..
يتبقى لدينا 22 دولة في المونديال عدد لاعبيها المشاركين 488 لاعبا (حوالي 500) وإذا فرضنا جدلا أن معدل قيمة عقد كل لاعب منهم (6 ) ستة ملايين دولار فقط (لاحظ الرقم) .. وهل هو معقول !؟ ..
أقول لو فرضنا ذلك .. لكان مجموع عقودهم (3 مليارات دولار) .. وهذا التقدير من عندي كحد أدنى ..!!
هذا يعني بكل بساطة .. أن قيمة عقود اللاعبين فقط .. بالإضافة إلى أرباح الفيفا تعادل (9.5 مليارات دولار) .. أي حوالي عشرة مليارات دولار .. وإذا أضفنا لها .. قيمة المدربين .. والسيولة المادية التي أحضرتها معها الفرق للصرف على نفسها .. وكذلك السياح الذين حضروا لجنوب أفريقيا لحضور المونديال .. وماصرفته وسائل الإعلام .. ووكالات الأنباء على مراسليها .. وتغطيتهم للأحداث .. وهؤلاء جميعا على نفقاتهم الشخصية .. أو جهات عملهم .. وليس على نفقة الفيفا .. أعتقد أننا لو تخيلنا هذه الأرقام لزادت عن عشرة مليارات دولار .. أي تزيد عن اربعين مليار ريال سعودي .. !

بين 2006 و 2014
ـ لعلي أجدها فرصة للحديث عن موضوع هام لم أتطرق له في منتصف الأسبوع الماضي .. للتأكيد على ماذهبت إليه.. فقد تضاعفت أرباح الفيفا في 2010 عنها في 2006 خمس مرات ..
في 2006 كانت أرباح الفيفا 200 مليون دولار فقط .. فيما كانت مليار دولار في 2010 والمعني هنا الذي دخل خزينة الفيفا .. وليس أرباحه كاملة من البطولة .. !
ولهذا .. ضاعف من قيمة جوائزه للمنتخبات المشاركة فرفعها من 216 مليون دولار في 2006 إلى 420 مليون في 2010 ..
الفيفا .. اتبع سياسة تسويقية جديدة في 2010 بتقسيم الرعاة إلى ثلاثة مستويات لتلافي المشاكل التي حصلت بينهم في 2006 ..
الفئة الأولى .. الشركاء
وعددهم ستة يتمتع كل منهم بحق رعاية كأس العالم مقابل 107 ملايين دولار يدفعها .. كل شريك إلى الفيفا ..
الفئة الثانية .. الشركات الراعية ..
ثمان شركات يدفع كل منها 28.5 مليون دولار للفيفا ويتمتع بميزات أقل من الشركاء ..
الفئة الثالثة .. الشركاء المحليون ..
وعددهم خمس شركاء أفريقيين يتمتعون بحقوق الإعلان في السوق المحلية ودفعوا مجتمعين مبلغ 142 مليون دولار ..
ولعلنا نلاحظ كيف قفزت الأرقام من 2006 إلى 2010 ولنا أن نتخيل كيف ستكون عليه في 2014 .. !؟
وعوداً على بدء ..
هذه الأرقام .. لا أهدف من خلالها فقط استعراضها أمام القارئ .. الذي ربما كان يدركها .. لكنني أضعها أمامه .. وأمام المسؤول أيضا .. وأمام المجتمع الاقتصادي لدينا ورجال الأعمال .. لندرك حقيقة هامة .. لازلنا بعيدين عنها.. وهي أهمية الرياضة ,, والاستثمار فيها ..وماتحدثت عنه في منتصف الأسبوع الماضي .. بافتقادنا لهذا النوع من الثقافة ..
قبل أيام ..
تم عقد المؤتمر الدولي الثامن عشر لمكافحة الأيدز .. وقد عجزت الدول المجتمعة عن توفير مبلغ 21 مليون دولار فقط (لاحظوا 21 مليون فقط) تمثل ميزانية المؤتمر للسنوات الثلاث القادمة بمعدل 7 ملايين دولار عن السنة الواحدة ..
وهذا المبلغ يعادل رواتب مدرب المنتخب الإنجليزي في كأس العالم الأخيرة لمدة سبعة أشهر فقط ! وربما أقل من الراتب الشهري أو الأسبوعي لأحد اللاعبين .. !! هذه مقارنة .. أختم بها الموضوع .. وأترك لكم التعليق ..
والله من وراء القصد