|


عبدالله الضويحي
المونديال ..وهل من مزيد !؟
2010-07-06
كلما مر يوم من مونديال جنوب أفريقيا 2010 كلما زادت القناعة بأنه مونديال ( سقوط الكبار) وأن هذا الوصف يزداد رسوخا مع الأيام ..فبعد أن سقطت إيطاليا وفرنسا وإنجلترا بالتعادل والخسارة مع فرق أدنى مستوى ، وألمانيا بالخسارة أمام صربيا وأسبانيا أمام سويسرا في الدور الأول .. خرجت فرنسا تتبعها إيطاليا من هذا الدور وكل منهما يجر أذيال الخيبة .. وجاء دور الـ16 ليشهد خروج انجلترا بشعور لايقل خيبة ولا مهانة من أمام ألمانيا 1/4 .. وبعد أن ظن معظم المراقبين أن إنجلترا هي (آخر الناس المحترمين) .. وبعد أن دخلت أمريكا الجنوبية بأربعة منتخبات تمثل نصف عدد دور الثمانية .. بالإضافة إلى غانا .. لتكتفي أوروبا بثلاثة ممثلين .. جاء تساقط هذه المنتخبات الخمسة تباعا .. بدءاً بالبرازيل . تلاها وخلال 24 ساعة الأرجنتين .. وتأهلت الفرق الأوروبية الثلاثة لتضمن مقعدا في النهائي وبات أمل أمريكا الجنوبية معلقا بأوروجواي .. لكنه أمل ضعيف !
ولعلها المرة الأولى في تاريخ المونديال التي يخلو فيها الدور نصف النهائي من منتخبات مثل .. إيطاليا ، فرنسا ، إنجلترا ، البرازيل ، الأرجنتين .. فقد كان حضور هذه المنتخبات أو أحدها ــ على الأقل ــ في الدور نصف النهائي أمرا اعتاد عليه المراقبون خلال المونديال ..
ولأول مرة أيضا .. يخرج البلد المضيف من الدور الأول للمسابقة ..
ولأول مرة أيضا ... يخرج بطل النسخة السابقة ووصيفه من الدور الأول للبطولة .. وهذا ما أكد وصف (سقوط الكبار) على مونديال 2010 ولا ندري ماذا تخبئ لنا مباريات هذا الدور اليوم وغدا .. !؟
والقضية ليست في خسارة هذه المنتخبات، فهذا الأمر وارد في كرة القدم .. وفي بطولة تأخذ منافساتها الطابع الهرمي .. في الصعود نحو القمة .. !!
ولكن في شخصية هذه المنتخبات .. وأسلوب أدائها داخل الملعب ..
فمنتخب مثل .. إيطاليا .. كان بدون شخصية داخل الملعب وهو الفريق الذي كان يملك هذه الميزة .. وبدون قيادة رغم مايملكه قائد المنتخب كانافارو (36عاما) من خبرة سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد المنتخب ..
ومنتخب فرنسا .. طغت عليه مشاكل .. لا تحدث في منتخبات دول العالم الثالث ..
وإنجلترا .. اقتنع الإنجليز أخيرا .. أنهم غير مؤهلين لمقارعة المنتخبات الكبيرة .. وعموما .. فهو لم يأت بجديد من حيث أدائه في المونديال على مدى تاريخه .. وإذا كنا تحدثنا عن هذه المنتخبات في المقالين السابقين .. فإن الحديث اليوم .. عن البرازيل وجارتها الأرجنتين ..
البرازيل
قلت في منتصف الأسبوع الماضي .. أن مشكلة البرازيل في الثقة المفرطة ..!! وأن هذا هو مصدر الخوف عليها .. وهو ما حدث بالفعل مشكلة المنتخب البرازيلي .. أو ثقافة اللاعب البرازيلي شعوره بأن لديه القدرة أن يسجل في أي لحظة .. يستكين .. و يميل للهدوء .. والاستعراض .. بمجرد تسجيله لهدف في مرمى الخصم دون الحرص على تعزيزه و بالتالي يعاني المنتخب من القدرة على العودة إلى المباراة عندما يستقبل مرماه هدفا .. من الخصم . وهذا ما حصل أمام هولندا .. خاصة وأنه استقبل هدفين و بسبب أخطاء من حارس المرمى .. بخروجه الأول .. وثباته في الثاني و كان المفروض العكس .
في هذه البطولة .. ارتكب مدرب الفريق دونغا خطأ جسيما .. و افتقد الجرأة – في نظري- بالثقة في الكرة البرازيلية .. فعمد إلى أسماء معظمها تميل للأسلوب الدفاعي أو ذات مواصفات دفاعية أكثر منها هجومية .. أمثال .. نيلمار , جوليوبا تسيتا , و غرافيني .. في حين استبعد اسماء ذات خبرة مثل رونالدينو .. أو شابه ذات طموح بأن تقدم شيئا في المونديال مثل مهاجم إي سي ميلان الواعد الكسندر باتو .. و جانسوا ( 19 عاما ) لاعب فريق سانتوس .هذه العناصر أو هذا التشكيل جعل الفريق لا يستطيع العودة إلى المباراة سريعا .. ولا يملك القدرة الهجومية التي يصل من خلالها إلى مرمى الخصم من أقرب الطرق لذلك فقد البوصلة .. بعد تأخره بهدفين و أصبح أداؤه غير مركز .. و يفتقد للمنهجية الواضحة .
البرازيل ..
لم تفقد البطولة فقط ..!! و لا رفع عدد مرات الفوز بها إلى رقم يصعب كسره على المدى القريب .. لكنها فقدت ميزه كادت أن تنفرد بها .. وصار يصعب عليها تحقيقها على المدى البعيد .. وربما قد لا تتحقق .. وهي أن تكون المنتخب الوحيد الذي يفوز بكأس العالم في جميع القارات والمناطق التي أقيم بها . فقد فازت في أوربا و في أمريكا الجنوبية .. و الشمالية .. والوسطى وآسيا .. بواقع مرة واحدة في كل قارة أو منطقة من العالم .
الأرجنتين
الخطأ الأكبر في نظري الذي وقع فيه الأرجنتينيون هو إسناد مهمة تدريب الفريق إلى مارادونا
..فهو لا يملك أي سجل تدريبي .. و منقطع عن الكرة و متابعتها فترة لظروفه الخاصة .. اعتمد فقط .. على تدريب اللاعبين على مهارة التسديد .. وعلى رفع الروح المعنوية .. وبادله اللاعبون ذلك .. وكانوا يحرصون على تحقيق ذاته من خلالها ..الفريق .. يضم عناصر ممتازة على المستوى الفردي .. وقادرة على المضي قدما في كأس العالم أكثر لكنها لم تجد من يستطيع توظيفها بصورة صحيحة .
مارادونا .. هو الآخر .. أخطأ في اختيار التشكيلة المناسبة للفريق .. بإبعاد بعض العناصر و الاعتماد على عناصر أخرى لم تكن قادرة على تحقيق طموحاته .
و لهذا ..
كان من المتوقع أن ( تسقط ) الأرجنتين في أي لحظة .. متى ما واجهت فريقا منظما .. و أذكر أنني أشرت لذلك من قبل .. لكن مالم يكن متوقعا .. هو الخروج بهذه الطريقة .. و السقوط بهذه الصورة .

الدور
نصف النهائي
بعد أن كانت منتخبات أمريكا الجنوبية قاب قوسين أو أدنى من احتلال مقاعد هذا الدور .. أو على الأقل معظمه .. تمكنت أوروبا من أخذ هذه المكانة - كما ـ أشرت قبل قليل ــ
و ضمنت أوربا مقعدا في النهائي .. وقد تسيطر عليه وتعود البطولة ستة و ثلاثين عاما للوراء .. عندما التقت ألمانيا وهولندا في النهائي الشهيرعندما استضافت الأولى المونديال عام 1974م . الذي تقدمت فيه هولندا بضربة جزاء احتسبها الحكم الانجليزي تايلور في بداية الدقيقة الثانية سجل منها نيسكنز هدف التقدم لتتعادل ألمانيا فيما بعد بضربة جزاء في الدقيقة 21 سجل برايتنز هدقا ثانيا في الدقيقة الـ 43 لتفوز 2-1 .
و إذا ما حدث ذلك فسنشهد نهائيا مثيرا رفيع المستوى بين منتخبين .. وهما الأفضل في هذا المونديال .

ألمانيا ـ أسبانيا
تعتبر ألمانيا أكثر المنتخبات الأربعة خبرة ومشاركة في المونديال .. بل إنها تأتي في المركز الثاني من حيث عدد المشاركات ( 17 مرة ) متساوية في ذلك مع إيطاليا ... بعد البرازيل التي شاركت في جميع النهائيات ( 19 مرة ) حيث لم تغب عن البطولة منذ عام 1954 وحتى الآن .
وعلى صعيد النتائج فإنها الأفضل على الإطلاق ..
طوال مشاركات ألمانيا .. لم تخرج من الأدوار الأولى .. و كانت دائما ماتتأهل لمرحلة أكثر تقدما .. ووصلت نصف النهائي 12 مرة ( بما فيها هذه البطولة ) .. منها 4 بمرتبة الوصيف و ثلاث كبطل ..
أسبانيا :
فيما شاركت أسبانيا 13 مرة ( ثاني هؤلاء الأربعة من حيث المشاركات ) .. لكنها كانت تغادر مبكرا .. غادرت ربع النهائي أربع مرات آخرها 1998 , 1994 و وصلت مرة واحدة لنصف النهائي .. لكن كان ذلك قبل 60 عاما عندما استضافت البرازيل البطولة عام 1950

الأسبان .. ند .. الألمان
على صعيد التنافس الثنائي تمثل أسبانيا ندا قويا للألمان ..
التقى الفريقان على الصعيد الرسمي ست مرات فازت ألمانيا 3 مرات .. و أسبانيا مرتين .
في كأس العالم .. كانت الغلبة لألمانيا مرتين ( 66 , 82 ) . و آخر لقاء جمعهما كان في مونديال أمريكا 94 وانتهى بالتعادل .
وفي كأس أمم أوربا الغلبة دائما لأسبانيا و بهدف واحد .. في 1984 .. و الأخيرة على النهائي الشهير عام 2008 .
على هذا الأساس ..
يخطئ من يظن أن المباراة ستكون سهلة على الألمان ..
الألمان يسعون لإضافة لقب جديد يجعلهم في المركز الثاني مع إيطاليا بعد البرازيل .. والأسبان يتطلعون لحلم راودهم كثيرا وباتوا قريبين منه في فرصة تاريخية .. و كانوا أحد المرشحين له قبل أن يبدأ ..
وبينهما نهائي أوربا 2008 .. الذي لابد أن يلقي بظلاله على هذه المباراة .!

هولندا ـ الأورغواي
تعتبر الأورغواي الأكثر مشاركة 11 مرة .. و الأفضل نتائجا .. حيث فازت باللقب مرتين .. فيما شاركت هولندا 9 مرات .. وصلت فيها للدور ربع النهائي 4 مرات منها واحدة نصف النهائي .. و مرتين وصيف البطل 1974, 1978.
لكن إنجازات أورغواي .. هي تاريخية تعود لأكثر من خمسين عاما ..
بطل ( 1930 , 1950 ) و نصف نهائي ( 1954 , 1970 ) .. و آخر مشاركة لها كانت 2002 وخرجت من الدور الأول .. و قبلها 1986 و تأهلت للدور الثاني كثالث المجموعة ثم خرجت من هذا الدور فيما تعتبر هولندا الأفضل في العصر الحديث ..
البطولة هاجس هولندي .. ظل يراودها خصوصا في نهائي 1974 , 1978 .. وكانت الأجدر باللقب حيث صرح جوهافيلانج في عام 2008 و بعد مغادرته كرسي الفيفا بـ 14 عاما بأن نهائيات 66 ، 74 شهدت تلاعبا في النتائج.
وأفضل إنجازاتها بعد ذلك التاريخ نصف نهائي 94.. وباتت على خطوتين من تحقيق هذا الحلم .
فيما ترى أورغواي التي وجدت نفسها تصل لهذا الدور .. ( وهي التي تأهلت عن طريق الملحق ) .. على أنقاض فرنسا المتهالكة .. ثم كوريا الجنوبية .. وأخيرا بركلات الترجيح أمام غانا حيث كان الاختبار الحقيقي .. في مباراة كان بطلها مهاجمه سواريز الذي فضل البطاقة الحمراء وارتكاب ركلة جزاء- على أمل ..
و فعلا تحقق الأمل و ضاعت ضربة الجزاء ..!! .. ترى أورغواي .. أنها أمام فرصة مواتية .. لإعادة المجد و التاريخ .. لمهد كأس العالم .
والله من وراء القصد

اصدقاء المنتصف
(في منتصف الأسبوع) الماضي تناولت استمرار تساقط الكبار في المونديال وتحدثت عن انجلترا بشيء من التفصيل وأخطاء الفرق الأخرى وعن الـ 32 فريقا في كأس العالم .. والجزائر ومعنى التمثيل العربي ..ومواضيع أخرى ! حول هذا المقال ورد تعليقان من القراء الأعزاء :
الأخ إبراهيم (الرياض) يقول :
مقال طويل ومكرر لمعلومات تناولها الإعلام قبل يومين مثل هدف انجلترا الملغي ومقارنته بما حدث قبل أربعة عقود وسقوط إيطاليا وفرنسا .. والأسوأ في المقال المغالطات .. خسارة انجلترا في أول مباراة في المونديال والصحيح تعادل مع أمريكا .. وتكلم الكاتب عن مباراة السعودية وكوريا الشمالية وأن خطأ تمركز المدافع هو الذي لم يؤهلنا رغم أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي لعله يقصد مباراة البحرين وهذه أيضا مغالطة لأنه حتى لو فازت السعودية لم نتأهل لكأس العالم فهناك مواجهة نيوزيلانده والمشكلة تعليق عدم التأهل على خطأ مدافع !! فأين أخطاء مباريات كاملة في التصفيات ونقاط خسرها المنتخب بأخطاء فادحة من اتحاد الكرة قبل اللاعبين
أخي إبراهيم :
أشكرك بداية على اهتمامك ويكفيني أنك تقرا مواضيعي وهذا مصدر اعتزاز .. وأنشر رسالتك كاملة رغم اسمك المستعار وتعليقا عليه أقول:
1 ـ كلمة مغالطات كبيرة وتعني قلب الحقائق عن ترصد وإصرار وأنا لم اقلب الحقائق .. وهناك فرق بين المغالطات والأخطاء ..
2 ـ التكرار .. كل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام إذا .. تتناول مواضيع مكررة .. وهدف إنجلترا ليس خافيا على أحد والكل تناوله فهل جميع هؤلاء يتناولون مواضيع مكررة !؟ .. يا أخي كل يتناول الموضوع من وجهة نظره ,, وهناك فرق بين الرأي والخبر !
3 ـ ماتقوله عن خسارة انجلترا وأنها تعادلت مع أمريكا فقد كانت العبارة الأصلية كما يلي .. (انجلترا وضعت نفسها في موقف حرج بخسارتها بذلك الهدف الذي ولج مرماها بخطأ من حارسها .. نقطتان لم تكن في الحسبان في أولى مبارياتها ..إلخ ) فسقطت عبارة كاملة أخلت بالمعنى أثناء طباعتي المقال وعدم مراجعتي له !.. ونفس المشكلة مع موضوع السعودية وكوريا الشمالية .. فقد كان كالتالي ..(لو أن المدافع تمركز جيدا وأنقذ تلك الكرة التي جاء منها هدف البحرين أو أننا فزنا على كوريا الشمالية لكنا مكانهم في المونديال ... إلخ) فسقطت عبارة (البحرين أو أننا فزنا) فاختل المعنى ! والكل يتذكر مباراة البحرين ولا أعتقد أن أحدا نسيها أو سينساها !
أما مايتعلق بتحميلي عدم التأهل لخطأ مدافع فهذا غير صحيح .. فقد كنت أقارن بعض الدول وتأهلها للمونديال أو عدمه بخطأ في بعض الأحيان كما حصل مع فرنسا والسعودية .. والمتابع لما أكتب (إذا كنت منهم) يدرك أنني تناولت في أكثر من موضوع أسباب عدم تأهلنا وأن لانربطها بمباراة أو خطأ مدافع (بالنص) وتطرقت إلى أخطاء الاتحاد وغيرها من الأسباب ..
أشكرك أخي الكريم مرة أخرى على هذا التنبيه وإعطائي الفرصة لتوضيحه !
الأخ فيصل المالكي (الرياض) يقول :
تطرقت أخ عبدالله إلى الطريقة الإيطالية كالتشيو والصحيح أنها (كتناتشيو) وذكرت أن منتخب غانا هو أول منتخب أفريقي يصل الدور ربع النهائي في المونديال وهذه معلومة خاطئة والصحيح هو أن منتخب الكاميرون أول منتخب أفريقي يصل هذا الدور في مونديال إيطاليا 1990 وخروجه من هذا الدور أمام منتخب انجلترا !
أشكر الأخ فيصل وبالنسبة للطريقة الإيطالية فقد كنت ذكرت أنها (كاتشيو) وظهرت كالشيو والبعض يكتبها (كاتنشيو) وهي بالفعل كما تقول (كتناشيو) واختلاف اللفظ بين اللغتين لايعتبر مشكلة وبالمناسبة فمبتدع هذه الطريقة مهاجم إيطالي هو نيريو روكو في بداية النصف الثاني من القرن الماضي ..
وفيما يتعلق بغانا والكاميرون .. أعترف بأن هذه المعلومة فاتت علي ربما بسبب الاستعجال رغم أنها معروفه .. وغانا هي أول دولة بعد إقرار الـ 32 فريقا في المونديال ! أشكرك أخي فيصل مرة أخرى ..
تحياتي للجميع .. والله من وراء القصد