|


عبدالله الضويحي
المونديال .. لا زال العرض مستمراً
2010-06-29
(في منتصف الأسبوع الماضي) قلت بما معناه.. إذا كان كل مونديال يتميز ببصمة معينة.. كبروز نجم.. أو تميز فريق.. الخ!.. فإن مونديال 2010 يمكن أن نعتبره مونديال سقوط الكبار! وجاء الدور الثاني من البطولة ليؤكد هذه المقولة رغم أنني أكتب هذا المقال بعد مضي نصف مرحلة هذا الدور.. والسقوط الذي أعنيه ليس شرطا أن يكون على صعيد النتائج.. والفوز والخسارة.. ولكنه أيضا على مستوى الأداء.. والمستوى الإداري.. والتحكيمي.. الخ! إيطاليا.. بطل النسخة السابقة 2006 وفرنسا الوصيف.. خير مثال للسقوط بمختلف أبعاده ومعانيه في هذه البطولة !! فالقضية لدى هذين المنتخبين تجاوزت النتائج!
إيطاليا على سبيل المثال..
الذي تعودنا منه في جميع البطولات والمناسبات أسلوبا دفاعيا بحتا وصلبا ابتدعه (الكالتشيو).. يقوده دائما إلى منصة التويج في النهاية.. تحول هذا الخط لديه إلى دفاع هار.. فانهار به خارج البطولة !!
وفرنسا..
لم يخسر النتائج فقط! ولكنه خسر الاسم والسمعة.. وعصفت به المشاكل الإدارية.. لدرجة تدخل رئيس الدولة واستدعائه لنجم الفريق تيري هنري والاجتماع به.. على حساب اجتماعات رسمية!
إنجلترا..
لم يكن إلغاء هدفه الصحيح في مرمى ألمانيا مبررا مقنعا ليظهر بهذه الصورة ويخسر بالأربعة.. فالفرق الكبيرة لاتتأثر بمثل هذه الأحداث.. ولاتهزها هذه المواقف.. لكن المنتخب الإنجليزي ــ كما قلت الأسبوع الماضي ــ ليس فريق حسم.. ولامناسبات كبيرة.. وسأتحدث عن ذلك بعد قليل!
التحكيم..
مباراتان من مباريات دور الـ 16.. ولا أعلم ماذا سيحدث اليوم وماذا حدث بالأمس (تمثلان نصف ما مضى من الدور).. حدثت فيهما أخطاء تحكيمية لا تغتفر ولا تحصل من حكام الدرجة الثالثة.. !! احتساب هدف غير صحيح للأرجنتين أمام المكسيك..(تسلل) وإلغاء هدف آخر (تجاوزت الكرة خط المرمى) لإنجلترا أمام ألمانيا.. وحتى لو انتهت مباريات اليوم دون أخطاء تحكيمية.. فإن 25% من مباريات دور الـ 16 حدثت فيها أخطاء تحكيمية أثرت في مجرى المباراة.. وهي نسبة كبيرة.. خاصة أن مثل هذا الدور يتم اختيار الحكام الأكثر كفاءة وقدرة على إدارة مبارياته.. لنترك هذا جانبا.. ونعود إلى ما تحدثنا عنه (في منتصف الأسبوع الماضي) من رؤى.. وتوقعات.. وهل انطبقت مع الواقع !؟

وحدث.. ماتوقعناه
أولا لابد من التأكيد على أنني هنا لا أدعي فهما أكثر من الآخرين بقدر ماهي رؤى وتوقعات مبنية على متابعة حدث ما.. وقراءته.. وبالتالي إدراك السيناريو المحتمل.. وهو أمر يدركه الكثير من المتابعين!
الثالثة.. والثامنة
كما توقعنا فقد كانت هاتان المجموعتان أكثر المجموعات غموضا حتى اللحظة الأخيرة.. حيث انقلبت الموازين.. فتأهلت إنجلترا ثانيا بعد أمريكا.. على حساب سلوفينيا.. أكثر الفرق ترشيحا للتأهل عن المجموعة الثالثة.. وفي الثامنة.. صعدت اسبانيا أولا.. وهي المرشحة ثانيا على أفضل الأحوال.. وأصعب الطرق.. تلتها تشيلي.. على حساب سويسرا.. أقرب الفرق وأكثرها فرصة للتأهل!..
أمريكا الجنوبية
تأهل جميع ممثليها الخمسة للدورالثاني (دور الـ 16) كما توقعنا.. والفرصة متاحة أمام أربعة منها للوصول إلى دورالـ 8 (ربع النهائي).. وهو ما أشرت إليه سابقا..
وكذلك ايضا.
. الفرصة متاحة أمام أوروجواي وكوريا الجنوبية وغانا للتأهل لمرحلة متقدمة.. قد تصل لنصف النهائي وهو ماحصل أوسيحصل بين أورغواي وغانا! ــ تصادم الأرجنتين مع ألمانيا.. ــ تأهل الباراجوي أو اليابان إلى نصف النهائي.. وهي فرصة لازالت متاحة.. حيث سيتأهل أحدهما إلى ربع النهائي.. ليلتقي الفائز من أسبانيا والبرتغال !
غانا.. والأرجواي
فرصة تاريخية كما قلت سابقا.. لهذين المنتخبين للوصول لمرحلة متقدمة في المونديال.. تعيد أمجاد الأورجواي.. أو تضع بصمة لغانا..
غانا..
هي أول منتخب أفريقي يصل للدور ربع النهائي.. والفرصة متاحة له لبلوغ الدور نصف النهائي كإنجاز تأريخي غير مسبوق.. وقد لا يتكرر مستقبلا.... لمنتخب من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية (باستثناء كوريا الجنوبية على أرضها 2002) المنتخب الغاني منتخب شاب.. معظمه من الذين فازوا بكأس العالم للشباب 2009.. والوصيف في كأس الأمم الأفريقية 2010 وبالتالي فهو متجانس ويملك لياقة بدنية وفنية عالية.. تساعده في لعب الأشواط الإضافية.. وهو ماسيسعى منتخب أورغواي على تلافيه..، وقد ينعكس هذا على عطائه... وقد لاحظنا كيف تمثلت هذه اللياقة في تسجيل الهدف الترجيحي على أمريكا وأهلته لدور الـ 8 (ربع النهائي)
إنجلترا.. وكما تدين.. تدان
شربت إنجلترا من ذات الكأس التي شرب منها الألمان في لقائهم على نهائي كأس العالم الشهير في لندن 1966عندما استضافت النهائيات ذلك العام.. وانتهى بفوز الإنجليز 4/2 في الوقت الإضافي بعد أن تعادلا في الوقت الأصلي 2/2.. وهي المرة الأولى والأخيرة التي تصل فيها إنجلترا إلى الأدوار النهائية.. في تلك المباراة احتسب الحكم هدفا لإنجلترا (الثالث).. رغم أن الكرة لم تعبر خط المرمى.. وهو ماثبت فيما بعد.. وأثار لغطا كبيرا.. ولازال حديث الأوساط الرياضية والمتابعين.. في كل مناسبة.. في مباراة أمس الأول في دور الـ 16.. لم يحتسب الحكم هدفا صحيحا للإنجليز أمام ألمانيا.. رغم عبور الكرة خط المرمى.. ربما كان كفيلا ــ أقول ربما ــ بتغيير مسار المباراة حيث كان هدف التعادل.. فكأنما استعاد الألمان هدفهم بعد أربعة عقود ونصف! هذا الهدف لا يعني أن الإنجليز مؤهلون لتجاوز هذه المرحلة.. أو التفوق.. وهو ماصرح به مسؤولوه.. فخرج ذليل الرأس بـ 4/1 عموما.. وكما قلت ــ في منتصف الأسبوع الماضي ــ فإن منتخب إنجلترا غير مقنع ــ في نظري ــ وهو ليس فريق حسم.. أو مواجهة في اللقاءات الكبيرة.. وهذا ما أثبته تاريخ الكرة الإنجليزية في كأس العالم.. فمنذ عام 1950 عندما شاركت انجلترا لأول مرة.. وعلى مدى 16بطولة.. تأهلت 13مرة فقط للمونديال.. وفيما عدا بطولة 1966 التي فازت بها إنجلترا وأشرت لها قبل قليل.. فإن أفضل مركز حققته في النهائيات هو وصول الدور نصف النهائي في مونديال روما 1990 وخرجت على يد ألمانيا بركلات الترجيح.. وفيما عداه كانت تخرج من الدور الثاني وأحيانا من الدور الأول.. ودائما ماتخرج على يد المنتخبات الكبيرة.. كما خرجت 3 مرات بركلات الترجيح.. وهذا يؤكد أنه ليس فريق حسم أو مواجهة! ومع ذلك.. عندما يتأهل يرشحه البعض للبطولة ,.. ويخرج منها مبكرا.. ولا أدري على أي أساس يتم ترشيحه.. وهو السؤال الذى طرحته الأسبوع الماضي !
32 منتخباً..
ضعف.. أم تطوير !؟
يرى البعض أن مشاركة 32 فريقا في نهائيات كأس العالم.. هو إضعاف للنهائيات.. من خلال تفاوت المستويات بين الفرق.. والحقيقة أن الـ (فيفا) عندما تولى تنظيم كأس العالم.. كان هدفه الأساس تطوير مستوى كرة القدم في العالم بصورة عامة.. ورفع مستواها لدى أعضائه.. من خلال احتكاك المنتخبات مع بعضها البعض.. ومن الطبيعي أن يتنامى عددالمنتخبات المتأهلة للنهائيات وفقا لتنامي عدد أعضائه.
في 1930 عندما تم تنظيم أول بطولة.. كان عدد المشاركين فيها 13 فريقا.
وفي عام 1934 حيث أقيمت تصفيات تمهيدية لأول من شارك فيها 32 فريقا وصل منها للنهائيات 16 فريقا.. وفي هذا العام 2010 شارك في التصفيات 204 منتخبات وصل منها 32.. وهو ما يمثل نسبة 16% من العدد الكلي.. وهي نسبة معقولة.
وقد استقر الرقم في النهائيات على 16 فريقا حتى 1978 بتقسيم الفرق إلى 4 مجموعات يتأهل منها 8 للدور الثاني واعتماد أسلوب خروج المغلوب.
وفي بطولة, 1974 و1978 تم تقسيم الفرق الـ 8 المتأهلة إلى مجموعتين تلعب كل منها بطريقة الدوري ويتقابل بطلا المجموعتين على النهائي.
وقد ثبت فشل هذا النظام في 1978 بمباراة الأرجنتين وبيرو الشهيرة.
في 1982 تم زيادة الفرق إلى 24 فريقا يتأهل منها 12 تم تقسيمهم لـ 4 مجموعات (دوري) ثم يلتقي أبطال المجموعات بطريقة خروج المغلوب وأيضا لم ينجح هذا النظام حيث اجتمعت منتخبات ايطاليا , البرازيل والأرجنتين في مجموعة واحدة تأهل منها إيطاليا.
وفي 1986 أضيف للمتأهلين الـ12 أربعة منتخبات الأفضل بين أصحاب المراكز الثلاثة في المجموعات.. وجاء دور الـ 16.. بطريقة خروج المغلوب حتى النهائي.. ونفس الحال في 1994.
في 1998 تم زيادة المنتخبات إلى 32.. بنفس النظام الحالي..!
هذه الزيادة لم تكن عشوائية.. وإنما وفقا لمعايير مقننة، فإلى عام 1978 كان يمثل آسيا واقيانوسيا منتخب واحد.. وكذلك أفريقيا وأيضا الكونكاكاف.. وثلاثة منتخبات من أمريكا الجنوبية.. فيما تمثل أوروبا بعشرة منتخبات
وفي عام 1982 تم رفعها إلى منتخبين عن كل من آسيا وأفريقيا.. وأربعة لأمريكا الجنوبية.. الخ. إلى أن وصل العدد كما هو الآن خمسة منتخبات لكل من (آسيا واقيانوسيا).. و(أفريقيا) و(أمريكا الجنوبية).. وثلاثة عن الكونكاكاف وأمريكا الشمالية , و14 من أوروبا.
هذه الزيادات كانت بناء على تاريخ ممثلي هذه القارات في النهائيات.. وعلى حساب تقليص المشاركة الأوروبية مما يؤكد نجاح خطة (الفيفا) وانعكاسها على الكرة في مختلف إنحاء العالم! إن مشاركة هذه المنتخبات أمام منتخبات قوية في دوري المجموعات من شأنه أن يرفع من مستواها.. كما أن هذه المباريات لا تخل من المفاجآت مما يعطي البطولة أبعادا أخرى وإثارة أكبر حيث تبدأ القوة من الدور الثاني..
والفيفا لا يتحمل وزر أخطاء بعض المنتخبات القوية أو تواضعها وخروجها من الدور الأول.. فهو يضع الجدول وفقا لرؤى معينة.. ووفقا لمستويات المنتخبات
في هذه البطولة.. على سبيل المثال.. كان بإمكان ايطاليا وهي بطل النسخة السابقة أن تتأهل للدور الثاني بديلا للباراجوي.. وفرنسا الوصيف.. بديلا للأورجواي
و كذلك انجلترا.. التي وضعت نفسها في موقف حرج بمواجهة الألمان بخسارتها أولى مباريات الدور الأول.. كما ينظر الفيفا من خلال هذا العدد.. والمدة.. إلى العوائد المادية الضخمة التي تساعده في تطوير الكرة في العالم.. وتساعد الدول المنظمة على تطوير ذاتها وكرة القدم لديها عبر المنشآت وغيرها.

الجزائر..
و تمثيل العرب
يخطئ كثير من المحللين والإعلاميين في القنوات العربية المسموعة والمرئية والمقروءة وهم يصفون المنتخب الجزائري بأنه ممثل العرب الوحيد في المونديال.
فالجزائر هنا.. هو أحد ممثلي أفريقيا.. وإذا ما أردنا أن نتحدث عن الكرة العربية.. وحضورها.. فيمكننا القول أن الجزائر هو المنتخب العربي الوحيد في المونديال.. أو أن المنتخبات العربية المتأهلة أو المشاركة.. وما شابه ذلك من مصطلحات.. هي كذا.. وكذا..!! حتى ونحن نتحدث عن تاريخ العرب مع المونديال.. فالعرب.. لا يشاركون في المونديال مستقلين وممثلين لأنفسهم.. وقد يخلو المونديال منهم.. وإنما عبر القارات التي ينتمون إليها.. وهو النظام الذي يعتمده الفيفا ويسير عليه.!!

خسارتهم... وخسارتنا
الأخ والصديق / إبراهيم النعيم أمين سر لجنة الاستثمار بنادي الاتفاق ومدير مطابقة التنقلات الدولية في الفيفا..علق على (منتصف الأسبوع) الماضي حول سقوط الكبار بقوله: (صحيح أخي أبابدر.. ولكن ألا تظن أن سقوط الكبار قد خفف من احتقاننا كسعوديين على أنفسنا.. الذي أقصده أن لا أحد يستطيع أن يتهم.. دولا متقدمة إداريا وفنيا مثل إيطاليا وفرنسا وغيرهم بأنهم لايجيدون التخطيط وأن معالجتهم لمشاكل المنتخب ليست على صواب.... ألخ)
أخي إبراهيم:
هذا صحيح لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد.. أيضا لاحظ ردود الفعل سواء لدى الجماهير أو الإعلام أو المسؤول.. وأضيف لها إنجلترا.. فقد طالبوا بتغييرات جذرية.. وابتعاد الاتحاد.. وإنشاء أكاديميات و... إذا الفكر واحد.. فنحن بشر.. نحن وفرنسا على سبيل المثال.. فقد تأهلت عن طريق هدف غير شرعي على حساب ايرلندا.. وخرجنا نحن بخطأ في تمركز مدافع.. تصور.. لو ــ أقول لو ــ وهو أمر انتهى.. أن المدافع تمركز جيدا وأنقذ تلك الكرة التي جاء منها هدف كوريا الشمالية في مرمانا... وعلى ملعبنا.. لكنا مكانهم في المونديال.. وصفقنا وطربنا.. وقد نؤدي جيدا.. (الله أعلم) لكن الأمور لاتؤخذ بهذه الطريقة فالعملية هنا نسبية.. لو تأهلنا لما حدث هذا الحراك في الوضع الرياضي لدينا وعمليات التصحيح التي يجب أن ننظر لها على أنها ظاهرة صحية.. هذه هي النظرة التي يجب أن تسود في مجتمعنا الرياضي بدلا من أحاديث المجالس وطروحات المقاهي.. وهذا العمل هو الذي يجب أن يتم بدلا من الوقوف على الرصيف في انتظار قطار التطور الذي قد يتأخر وبالتالي نظل عاجزين عن اللحاق بركب الآخرين.. عموما للحديث بقية حول هذه التداعيات.. في منتصف أسبوع قادم بإذن الله