|


علي الشريف
(صحصح .. يا ..)
2010-08-16
 .. يظل اصطياد الفرص أهم ما في الأشياء, بل قد يكون أهم ما في واقع كرة القدم, كيف يلتقط اللاعب الفرصة وكيف يستلهم الفريق ما أهدر, وكيف أهدر, ومتى عليه أن يستغل الأرض للكسب , وكيف عليه أن يعلم أن الميدان ليس له وبالتالي يلتقط فرص الحذر من تلقي هزيمة وبالتالي ضياع نقاط , تعودت مع بدء كل دوري أن أشير إلى هذه المعلومة , فيما أندية تقرأ وتهدر الفرصة , وتأتي في نهاية المطاف نادمة على ما أهدرت من نقاط , فيما فرق أندية أخرى تتشبع بهذا الوعي من الحصاد , ومن التقاط الفرص , وبالتالي تصل دوما للنهائي وتلتقط فرصه أيضا .
.. ولو دللت على ذلك بأندية تهدر في البداية وتندم في النهاية لوجدت الكثير , كونها لا تقرأ واقع كيف خرجت في كل موسم دون حصاد , متلاهية عن ذلك باللطم والتصويت وتبادل تهم التقصير والملاسنات , بل وإصدار تصريحات (البنج الموضعي) لمدرج بأكمله, وتأتي الأعذار في الغالب تصب في خانة المدير الفني , ثم في عدم إبرام صفقات , ثم في قلة الموارد المالية , ثم في الإصابات , ثم في الخروج -  دون حصاد -  على أمل أن يأتي فريق النادي في العام المقبل (بعبعا) مخيفا ولكنه يأتي أشبه بالبارحة الذي رحل دون أن نستلهمه كوقت أو كفائدة .
.. من الجيد أن تأتي هذه (الديباجة) مع مطلع مباريات دوري المحترفين السعودي , فلا مانع من أكرر ما كتبت منذ أعوام , قد يقرأ المقال هذه المرة بعناية أكبر ويفهم , وفق ما تحلم به مدرجات تلك الأندية التي ترتكب في البداية ثم تهرول في النهاية خلف نقطة وأخرى كونها لم تجمع الفرص وأهدرتها , كونها لم تقرأ لماذا تغادر خاوية الوفاض وكيف يجب أن تحل معادلة (الهزيمة) تلك التي مدرج بأكمله وأموال وصفقات ووعود وأحلام لا تكفي لهذا المشجع الغلبان, ذلك الذي يعتقد خطأ أن فريق ناديه سيصول ويجول على أرض الواقع, غير أنه في حقيقة الأمر بلا قدمين , أو لا يجيد الركض , فقد كانت استمالة الفرص أكبر منه, وأسرع في هروبها من ناديه ذلك الذي وعود تنسج بعناية, كون لا محاسبين على هذا الفشل المتكرر للنادي إلا أن يعلن الرئيس استقالته , ويلغى عقد المدير الفني واللاعبين غير السعوديين , ثم ماذا ينسق البعض من اللاعبين المحليين أو يدفنون في أندية أخرى بنظام (الإعارة) من باب أن الكارثة حلت, ولا علاج لها سوى توزيع دم النادي على أكبر قدر من الموائد, فقد يرضى المشجع بهذا الثأر من الواقع الذي يتجدد سنويا بإهدار النقطة والأخرى والفرصة وبنت عمها , ثم لا نكتشف خلل لماذا لا يصعد الفريق إلى منصة التتويج إلا بعد أن حسمت أغلب مراحل الدوري, تلك التي فرطنا فيها إما بالهزائم أو بالتعادلات, فيما نحتاج نقطة أو ثلاث لكي نأتي ثالثا أو رابعا, يا الله .. لماذا إذاً أهدرنا , لماذا إذاً تعادلنا , لماذا إذاً نكرر ارتكاب الحماقة في كل عام وآخر , لماذا تخدعنا الفرص, وتربكنا الأرض, فيما نحن على نفس القدر من منوال الوعود والأحلام تلك التي مستهدفها أنصار ومشجعين ومريدين للشيخ (نادي)!!
.. قلت : اللهم إني صائم , فيما أرى من سيبررون الأمر بنفس (العقدة) تلك التي إهدار في مطالع المعركة وندم ولملمة أشلاء في نهاية توزع المغانم , قلت أيضا : سأستمتع بالتفريط والفرص ومن يجمعها ومن يلتقطها خلال شهر رمضان.. . إلى اللقاء.