|


علي الشريف
(ولايهون.. من يحميهم)
2010-08-09
.. يشير تقرير بثته قناة العربية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى 100% قبل أربعة أيام من رمضان, ويصب في كون الأمر مسألة موسم بالنسبة للتجار, وتقارير صحافية متفرقة أيضا أشارت إلى ذلك, فيما ذهب بعضها إلى تخفيضات (جمة) شهدتها أسواق بعض المدن كـ (الرياض) , وما هي إلا برهة ثم تعالت أصوات المستهلك الذي لا يعلم هل رمضان فقط موسم التجار أم طيلة أشهر السنة المنصرمة وما قبلها إلى حد مطالبة المستهلك بعدم أكل الرز في فترات سابقة!! وتحت ذريعة موسم التجار, قلت: وهل لهم مواسم لايدخل فيها الزبون مطحنة جشعهم؟ متى موسم المستهلك إذا ؟! لا أتذكر منذ وقت طويل بأن الصحف نشرت تقارير تشير إلى تراجع حاد في الأسعار إلا فيما ندر , تعقبها زيادات في سعر كل شىء , بما في ذلك الخضار والهال, والبن , وماذا تود أيضا؟ (الجح / الحبحب / البطيخ / الرقّية) لك ذلك - غريبة ليش أسماء الحبحب كثيرة, ليش يسمونها الأشقاء في الكويت رقي أو رقية ؟! المهم إن الأسعار تواصل بك الانتحار وترفع قيم ضغطك وسكرك أيها المستهلك إلى أقصى حدود الضرر.
.. من حق التاجر أن يكسب وفق المشروع , ولكن ليس من حقه أن ينهب , ومن حق المستهلك أن يبحث عن الأقل أيضا, ولكن ليس الأقل جودة تحت بند (الجود من الموجود) , بل حتى تلك السلع المضروبة التي يطاردها الغش التجاري يباركها ارتفاع الأسعار, وأيضا من يحميك من أن يأتي القوطي أكبر أو أصغر, أو من يفك تكتل التاجر والآخر, فليس من المعقول مثلا أن يقفز سعر الهال أو هيل القهوة إلى أن يبلغ سعر الكرتون 500 ريال , ما يعني أن القيمة للكيلو الواحد 108 ريالات تقريبا , و دون مقدمات فيما كان ثمن الكرتون في السابق بعدد الكيلوات الخمسة التي في الكرتون لم تكن تتجاوز 150 ريالا إلى الـ 200 ريال قبل عام ونصف , فيما أسعار الرز الجيد والمتوسط وغير المتوسط تواصل القفزات تلو الأخرى بنفس القدر من الجشع , فيما الطماطم قبل أسبوع لا تزيد عن الـ 15 ريالا وفجأة تقوم بشراء نفس الكرتون الفلين بـ 28 ريالا , وقد تردد مع نفسك: كثرة الطلب , ولكني أرد بأن هذه المواد الغذائية تخضع للطلب منذ عرفت نفسي طفلا , ولكن الأمر تحول في الآونة الأخيرة إلى صدمات للمستهلك ذلك الذي يقنعه (البقال) بمسألة رفع الإيجار ويقنعه بائع الرز بنقص الكميات , ويقنعه بائع القمح بأهمية الشعير , ويقنعه البنقالي في الأخير أن (كل سوق نار) , فيما يحترق المستهلك بين أفواه تنتظر ودخل يكاد يتطاير من يد إلى أخرى بين المؤجر , والبقال , وموسم التجار , ذلك الذي يركض ركضا دون أن يتم إيقافه بملاحقة (ما) توقف هذا الإضرار بالناس قلت: ألا يرافق موسم التجار موسم حماية المستهلك من رفع الأضرار؟!
.. طبعا لا أعمم ولا أقلل من دور جهات قد تؤدي دورها باقتدار , ولكن طالما الأمر كذلك لماذا يواصل الموسم أوكازيون رفع الأسعار؟ لماذا تأتي ضحية بين البنقالي وبين من يضع الأسعار؟ لماذا أيضا في كل بقالة خمسة أو ستة بنقاليين؟ لماذا أيضا ينتابك الشك في كون هذه السلعة أو تلك يتحكم بتصريفها جنسية بعينها , ولا تجد وكيلها إلا من نفس الجنسية؟!
.. ثم لماذا كل ذلك باسم رمضان قادم , رمضان الكريم رمضان الشهر الفضيل , وكأن الناس كانت لم تأكل , أو أنها غبية إلى هذا الحد من حيل وجشع التجار , المصيبة أنك كمستهلك لا تستطيع أن تفعل شيئا , وتشتري وقد تقول: لماذا لا تقاطع بعض السلع , حسناً سأفعل , ولكن ماذا علي أن أبتاع كبديل, هل المغشوش أم القوطي الأصغر, أم تكتفي بعدم أكل الرز؟ أم تقول: يارب أرحمنا من جشع التجار, ومن حماية مستهلكنا التي ـ لم أسمع شخصيا عنها – خبراً ساراً - فيما أنا على أعتاب كل هذه الأعوام من العمر, سأردد دون شك طبعا مثلي مثلك ـ طلب الرحمة ـ ومعها حسبنا الله ونعم الوكيل.
.. هل تصدق..؟ ولتأخذ الأمر من باب النكتة, قررت ذات مرات مقاطعة أكثر من بقالة , فوجدت أن انتشارها قد زاد في الحي , الغريب أن انتشارها لم يقلص الستة عمال في البقالة الواحدة , جاء الحي الذي أقطن فيه أكثر عمالة وبقالات , وكأن مقاطعتي زادت الأمر (بركة) , قد أكون الوحيد الذي قاطع فيما بقية سكان الحي كانوا يتبضعون ويرددون: (الراتب ما فيه بركة).. رمضان كريم.. أعاده الله علينا وعليكم دون جشع من هؤلاء (الموسم) ـ التجار.. ولايهون من يحميهم بعدم تأديته واجبه باقتدار.. إلى اللقاء.