|


علي الشريف
مركز صغير
2010-08-02
ضجيج الأندية السعودية من مغادرة وعودة وإبرام صفقات, يشير بشكل أو بآخر إلى درجة سخونة الموسم المقبل, وكيف أن تدافع الأندية على التهام الكعكة سيكون كبيراً كل بطريقته, وهذا أمر جيد, قلت: هل ترصد هذه الأندية بل وكافة الأندية العربية وبعناية, مسيرتها كيف تفوقت وكيف تعثرت, ومن ثم تحلل التفاصيل المعلوماتية لتستفيد منها مستقبلا تحسباً لأية حالة تعثر؟ مثلا: كيف كانت خطوات الإعداد والاستعداد كيف فشلت, كم أنفقت وماذا ربحت وكيف صرفت وخسرت, بما في ذلك فتات الصفقات إن قسنا أنفسنا بالآخر هناك, ولكننا لسنا (آخر), عندما نرتكن للوعي, وثقافة الرياضة وكونها تكاليف, نحن قياسا بهذا (الآخر) الذي نهرب إليه دوما (أقل), فالأمر ثقافة, ووعي ممارسة, وتخطيط يختلف, فيما (الهمم) حق مشروع, ولكن هل نجحت عضلاتك في القفز أم خذلتك؟!
ـ ولا أقلل مما بلغته بعض الدول العربية في التخطيط, وفي البنى التحتية, وفق ما لدينا كسعوديين من منشآت رياضية, وما أراه الآن تخطيطا قطريا لإنشاء ملاعب ضخمة تزلفاً للظفر بتنظيم المونديال, ولكني أقول إن (الآخر), ذلك الذي يؤرقنا, أفضل, وفق وعي المجتمع فيما يخص الرياضة كصحة, وكموارد مالية وكثقافة لا نكاد نمارسها أكثر من دول تكرس فرقاً شتى للعمل على ملف الرياضة, من وإلى, ولا تربط الأمر بكونها تعد منتخباً فقط, وهذا يقودني إلى أن (أتمنى) أن تدرس أنديتنا واقعها الحالي, وتقيسه بما حدث لها في العام الماضي, وبما سيحدث في العام المقبل.
ـ قلت: يجب أن تخصص هذه الأندية مراكز دراسات حتى لو أتت صغيرة داخل (صومعتها), بما ينير للنادي طريقه, من إضاءات قد يستند إليها العمل, وفق منطق العلم وليس وفق الرغبة والأخرى في إصدار قرارات قد تكون خاطئة, مثلا: تبدي هذه المراكز الصغيرة رأيها في تكاليف استحضار لاعبين غير سعوديين, بدءا من مكتب السمسرة الأقل والأجود وانتهاء بكيف سيجدول النادي مصروفاته, رأيها في تكاليف معسكر وآخر, رأيها في نوع الملابس, رأيها في المشاكل المتراكمة التي يسببها عنصر وآخر طوال عامين أو ثلاثة مثلا, رأيها في العديد من التفاصيل ـ وفق المعلومة ـ بما في ذلك الجماهير, وأعضاء الشرف, و كل شاردة وواردة تطلب منها, ووفق استبانات نماذج إحصائيات دقيقة, ووفق رؤية تصب في الأخير إلى فرض المنطق ودراسة الواقع ومقارنته وبالتالي عدم ارتياد نفس الطريق ذلك الذي أسفر عن خفي حنين, أو عن (صرة) ذهب.
ـ وبعيداً عن ثقافة المراكز الإعلامية تلك التي تؤدي دور علاقات عامة, أو تصيغ تصريحات للمسؤولين بالنادي أو تختار صيغ المخاطبات, كوني أثق في أهمية المركز الإعلامي في مجاله وفي تخصصه, ولكني أتحدث عن مراكز معلومات, ومثلها مراكز دراسات مصغرة داخل النادي ولكن ترتكن إلى فريق عمل كامل ومتخصص في مثل هذا النمط من الأعمال والاحتياجات وبالتالي لا تأتي لغته مرتبكة, ولا يقدم معلومة قد تضلل فتندرج عليها كارثة!
ـ قد تكون هناك أندية سعودية وعربية تفعل ذلك ولكنها قليلة إن وجدت, وقد لا يأخذ من يصرفون على النادي وكأنهم ولي أمره برأيها, طالما الأمر رغبة, أو قد ترفض (مشورة) هذه المراكز إن أتت ضد توجهات من ينفقون على (س) أو (ص) من الأندية لأنها قد تظهر (الصّريف) بكرامة أقل, فيما كان وعد أو كان قرر أو كان يرى أن الصح يأمر به هو فقط .
ـ بالضرورة أن يندرج العمل الرياضي الآن على وعي أكبر فيما يخص التكاليف, وما يخص تلك الرؤى التي تصيب الأهداف وتحققها كمستهدفات, ما يعني ضرورة وجود فرق عمل تدور في حلقة أن النجم هو النادي وليس الأشخاص, وبالتالي يحقق فريق العمل كل في تخصصه ما يتوازى مع الرؤية والأهداف, لا يجب أن يأتي النادي بفرد, ولا بأفراد يعتقدون أنهم هم دون غيرهم من يحققون مستهدفات النجاح فيما هناك عناصر أخرى في فريق العمل تهمش, وما لم تندرج ثقافة العمل على ذلك سيحقق النادي ما نسبته أقل من المستهدفات الربحية, وقد لا يحقق, وفي الغالب يخسر.
ـ من خلال هذه ( الرؤية) تحتاج الأندية إلى عناصر متحمسة وجيدة تشعر بأن النجم هو النادي وليس الأفراد وأن نجوميته ترتبط بتشبع فرق العمل برؤى النادي تلك التي يجب أن تترجم كأهداف على أرض الواقع, فناتج العمل أو (المنتج) هو النادي وليس الأفراد, ولكنه أيضا لن يتطور دون عناصر وفرق عمل متناغمة تعمل باقتدار لإظهار المنتج في أفضل أشكاله.
ـ من هنا تأتي هذه المراكز كأحد أهم عناصر فرق العمل بالنادي, وبالتالي تشكل لاعباً مهماً في سلسلة ظهر النادي ككل وليس فريق كرة القدم أو الطائرة أو أي لعبة أخرى, يجب ألا يختلف من يؤدي دورا صغيرا في النادي عن ذلك الذي يؤدي دورا أكبر, هما دون بعض قد لا يحققان المستهدف, ولكنهما معا ليسا نجمين بل النادي ذلك الذي منتج, ومستهدفات أرباح وخسائر.. يطول شرح الأمر.. إلى اللقاء.