|


علي الشريف
أسئلة متكررة
2010-07-26
تنشر "الرياضية" اليوم رصداً عن صفقات اللاعبين غير السعوديين الذين تعاقدت معهم الأندية السعودية، والتي ترى فيهم ضرورة ملحة لدعم صفوف فرق أنديتها في الموسم المقبل، يقول الرصد: بلغت تكلفة الصفقات 67 مليون ريال سعودي، نصيب نادي النصر منها 21 مليون ريال، يقول أيضا: أغلبهم يمثلون مركز لاعب الوسط، ومحور الارتكاز، قلت: لا تساوي صفقة لاعب في خارج حدود الأندية العربية، وفي بعض البلدان تحديداً، ثم تذكرت إعانة رعاية الشباب للأندية فوجدت أن الأمر يكاد يكون أشبه بما لا يسد رمق الأندية، تذكرت أيضا تلك الأندية التي لديها لاعبون محترفون غير سعوديين وأضافت عليهم عناصر جديدة، ثم فكرت في مال وأعمال الأندية، وكيف تستحصل مستحقاتها من شركات تستثمر في الرياضة، وكيف تطبق عليها شروطاً جزائية، تساءلت أكثر كم وكيل أعمال لاعبين سعوديين حصل على سمسرة، خلصت إلى أن الرقم قد يكون ضئيلا، ثم قد لا يكون أيضا احتياجا، ثم قلت: هل المبلغ المطلوب أكثر من هذا الرقم؟ لماذا أيضا أغلب الصفقات (محاور) ولاعبي (وسط)، هناك أندية كبيرة بلا دفاعات، وقد تكون استهلكت مالها في مدافع محلي، وآخر، حسناً، ما هي الشروط الجزائية التي سيلجأ لها النادي في حال اكتشاف الصفقة المعطوبة والأخرى، قلت: لم تعد الرياضة سوى مكاسب، وأرباح وخسائر، ولكن لماذا أتت بعض الأندية بلا صفقات، هل لأن طموح إداراتها أقل أم لأنها تعاني من فاقة مال، لماذا إذاً لم تهرول كالآخرين، قلت قد يكون رؤساء هذه الأندية يرون ما لا تراه أغلب الأندية!
ـ تضاف التكاليف الجديدة لما سبقها من صفقات، تضاف أيضا لمستحقات مديرين فنيين، وإلى حقوق لاعبين محليين، وإلى مصروفات نثرية، وإلى ما ينهب النادي نهباً، فيما الإعانة أقل، إذاً كيف ستصنع فرقاً ومنتخبات قوية، كيف ستحقق رعاية الشباب السعودية مستهدفات العمل من النادي للمنتخب، ومن اللاعب الأقل خبرة ليكون خبيراً فيما من أحضرته للعب بجانبه يأتي في سياق الصفقة (الوسط)، تلك التي (تتبغدد) عليك فيما هي أقل؟!
ـ لا أعلم لماذا احتجت إلى آلة حاسبة، كيف يستفيد النادي من مداخيل ما ليس (رعاية) ولا (إعانة)، وكيف يفكر وكيف يحسب النفقات مقابل المداخيل، وهل هذه الصفقات مساعي أعضاء شرف أم من ضمن موازنات الأندية، هل هي دراسة جدوى أم فكرة مستشار لا يشار، أم هيمنة عضو شرف وآخر؟ قلت: ماذا يجني عضو الشرف أيضا؟ وماذا يجني المدير الفني الذي يوصي بالصفقة، من يحسب لمن (العمولة)، ومن يربح ومن يأكل ومن لا يشبع، وهل المستهدفات بمثل هذه الحسبة المالية تأتي أرباحا أم خسائر؟!
ـ لم أصل إلى قانون رياضي يحمي النادي من سوء التخطيط المالي، ولا هدر المال العام إن وجد، لم أصل بعد إلى من (سيكفل) النادي فيما لو لم يسدد التزاماته المادية، هل الإعانة، أم استثماراته الداخلية والخارجية، فليس لدينا مانشستر يونايتد ولا ريال مدريد في قائمة أغنى أندية العالم، وليس لدينا أيضا مشروعات تنمية موارد مالية داخل الأندية إلا فيما ندر، وبالتالي لماذا الصفقات حتى لو أتت كفتات، ولماذا أيضا عدم إبرام صفقات فيما إذا كنا نرفض الفتات، هل نفكر في سياق المال أم في سياق الكرة التي تحظره، بمعنى هل يسأل النادي نفسه على إثر الصفقة والأخرى ماذا يستهدف من مال؟ هل يخطط لبطولة؟ هل يخطط لاستقرار؟ هل يحسن المنتج أم يحسن مظهره ؟!
ـ جدليات عدة.. أليس كذلك.. ما رغبت الإفضاء إليه.. أن فكر المال متشعب، وله فرق عمل شتى تأتي للتخطيط له، ودراسة ماذا نحتاج وكيف، وبالتالي الأمر يتجاوز إبرام صفقة، ومنح مستحقات، وصرف رواتب، وإعانة قد لا تفي بالغرض، ما يجعلني أطالب بضرورة أن تأتي الخصخصة كأحد الحلول، وما يعني ألا نكتفي بها، بل أن يتوافق معها استحصال عقول تدير النادي باقتدار على الصعيد المالي، فيما صفقة واحدة وأقصد صفقة لاعب قد تحضر لك فريق عمل (إداري ومالي) بأكمله، تعكف على ترتيب البيت (النادي) من الداخل وتحدد له مسارات إيجابية غير تلك التي إذا ورطت قالت: (متطوعة)!
ـ وما يعني أن يتخذ الأمر جدية عمل، لا يجب أن ننظر للنادي على أنه (تشجيع) (وفزعات)، وقبول ورفض رئاسات أندية، ما لم يتشبع النادي بفكر إلى أين يذهب، وبثقافة المستهدفات لن يأتي غنياً، ولن يحقق أمجاداً وبالتالي لن يحقق مستهدفات رياضة في مجملها فكر، كأني أراك تردد: هذا الكلام كلنا يعلمه، ولكني لا أراك تشير إلى مَن مِن أنديتنا يفعله، سوى ناد أو ناديين أو أربعة على الأكثر، فيما بقية تفوق 153 نادياً تعلك الأعذار، وتفسر الأخطار بخبر سار: أبرمنا صفقة.. وإن خابت مساعيها قالت: لم يكمل رئيس النادي وقدم اعتذاراً وكأنه وضع نظاماً ورحل، وكأن النادي لن يحتاج إلى من يدير ماله بعده، وكأن سياسته المالية مستمرة حتى لو اعتذر الرئيس، ويأتي آخر ويواصل نفس الهرولة، وهكذا حتى آخر صفقة.. لماذا نأتي دون رؤية ولا أهداف ولا تخطيط، لماذا أغلب الأندية بطولة وصفقة لاعب، قلت لنفسي: لماذا تتكرر الأسئلة؟ أغلق النّص.. إلى اللقاء.