|


علي الشريف
إسرائيل الرياضية
2010-07-19
لماذا نغادر ونترك لهم المكان؟! لماذا نشعرهم بهذا القدر من الأهمية ؟! لماذا ندفع الفاتورة مرتين؟! لماذا في كل مرة نكتشفهم بالخطأ؟! أسئلة كثيرة جعلتني أشعر بأننا نفتح النار على أنفسنا من أجل جار مؤذ، كتلك الوقحة إسرائيل (برّدت كبدك)؟!، تلك التي نغادر من أجلها الفنادق، وندفع الفاتورة على مضض، إما لأننا نرغب في دفع التكاليف أو لأننا تعودنا أن نغادر وتبقى.
ـ حسنا.. في السياسة يروي التاريخ مغادرة ألف وفد عربي من مقار ومؤتمرات حضرتها إسرائيل، وفي اللحظات الأخيرة، حتى لو سددنا الفاتورة من الدم العربي العام، ولكن في الرياضة، تأتي الحوادث أو إسرائيل الرياضية أقل، وتأتي الفواتير بالطبع أقل، ولكنها تصب في نفس سياق (الأسئلة)، لماذا نترك لهم المكان، لماذا نغادر فيما يتمتع اليهود بنعمة (سأبقى)؟!
ـ تشير تفاصيل الخبر الرياضي إلى أن (الأهلي يترك معسكره في النمسا ويغيره إلى ميونيخ، لاكتشاف وجود فريق إسرائيلي في مقر السكن)، قلت: لماذا لم يترك الفريق الإسرائيلي المكان، لماذا لم يأتوا أحق بـ(الكركبة)، ولخبطة المواعيد، وإلغاء المباريات الودية، وإلغاء الحجوزات، ودفع التكاليف، لماذا دوماً يترك لهم المكان، فيما هم على حدود العرب؟ قلت أيضا: لماذا (عسكرتنا) ـ الرياضية، تأتي وفق عشوائية لا تتفق مع الطقس لدينا، ولا مع حتى إسرائيل، لماذا تأتي وفق رغبة المدير الفني، وليس رغبة ما يحتاج الفريق، أدلل على ذلك بكون أغلب الأندية السعودية تعسكر الآن في دول عالم مختلفة الطقس، فيما بين حار وفقير ومترف، قلت: هل يتكبد الأهلي مال الفندق أم مال تحويل المسار، أم مال (الوقت) الذي يشير إلى مباراة ودية وأخرى، أم يتكبد فارق التوقيت، أم فارق الطقس والآخر، قلت أيضا لماذا يذهب نادي التعاون لمصر، فيما النصر في إيطاليا، والهلال في النمسا، ثم قلت أين إذاً مخرجات عسكرة الأهلي في الموسم المنصرم فيما دار بين الباحة وألمانيا، قلت أيضا: لماذا اختار فريق نادي الرائد البرازيل؟!
ـ أما فيما يخص إسرائيل فالأمر فعل عربي قديم أشبه بالعادة، ويرتبط بقومجية أندية ومنتخبات تمارس السياسة وتقاطع الفندق والآخر فيما هدفها ركل الكرة بعيدا عن هذه الوقحة إسرائيل، فلم نكن أول من قاطع، ولا آخر من غادر فندقاً، فقد سبقنا من العرب ما يكفي، ولكن لماذا (نغادر) ؟! لماذا أيضا نذهب للوجهة الخطأ دع عنك ذلك وأبلغني عن (مخرجات) ـ العسكرة، لست ضدها بالطبع فيما إذا كانت حاجة، ولكني أقف ضد ما يأتي منها كـ(موضة) أو (أداء واجب بشكل قد لا يكون درس الأمر بما يكفي)، وأسأل على غرار صاحبنا مفيد فوزي: (شكلك.. ملامحك... الخ.. بتقول فيه حاجة غلط) ؟!
ـ إما أن نكون نشعر كل ما هو إسرائيلي بأهميته أو أن تكون قومجيتنا لا ترتبط بهدر المال العام، ولا تنظر للتكاليف بعين اعتبار، ولا لإرادتنا بما يكفي من احترام، طالما الأمر ليس كذلك، لماذا نهرب في كل مرة، ولاسيما أن لكل فريق خططه وبرامجه، وتفاصيله التي لا تتطلب منه أن يباري الفريق الإسرائيلي، ولا يحتك معه، ولا أيضا يترك له المكان.
ـ لا أخطئ الفعل كحالة (تعود)، وما يندرج عليه من إسقاطات وأبعاد سياسية، ولكننا لم نستفد من هذه المقاطعات سوى دفع الفاتورة مرتين، لم نستفد أكثر من كوننا تركنا لهم المكان، لم نستفد أكثر من كوننا عبرنا عن كونهم يبقون ونرحل في كل مرة، ثم بعد ذلك أسأل: هل نترك المطعم، والقطار، والكوفي شوب، والمصعد، والشارع العام إذا ما اكتشفنا من خلاله إسرائيل ؟!!
ـ بالضرورة أن نفصل الفعل والآخر، وأن نضع مصالحنا قبل مصالح إسرائيل، حتى في الرياضة، وبما في ذلك من مال، وإلا لقلت يجب أن يحاسب من انتقى مقر سكن الفريق الإسرائيلي، ألم يكن يعلم بقومجيتنا سلفاً وبكوننا لا نسكن معهم ؟!
ـ أبقى في عسكرة أنديتنا، قد تكون الأندية الكبيرة تخطط أفضل من الصغيرة، ولكن لماذا ترتكب الصغيرة الأخطاء، ففيما بين أزمة مال ناد صغير وآخر (يعسكر)، ثم يعود، ثم يهبط، فيما الكبار يلتهمونه، قد تردد لدينا الجو حار، أوافقك الرأي ولكن هل يحتاج النادي طقساً بارداً ليعود للعب في نفس الجو الحار؟!
ـ يقول خبر آخر: إن هيفاء وهبي أربكت بعثة الوحدة في المطار بالمغرب، فيما الفريق ينتظر 15 ساعة ليغادر بعدها إلى لشبونة، تدافع على (هيفا) المعجبون فارتبكت الإجراءات.. وأسأل: بعد تعب الوحداويين، وفيما إذا اكتشفوا إسرائيل في الفندق أو في المطار أو في لشبونة، هل يغيرون الإجراءات، والحجوزات، ويقومون بدفع الفاتورة مرتين ؟! هل يفعل الاتحاد الفريق نفس الممارسة فيما هو في لشبونة ؟! ماذا لو فعل أي ناد عربي العكس، واقتسم (الجيرة) مع الفريق الإسرائيلي، هل نقول عنه خائناً؟ أم عميلاً؟ أم ليس عربياً ولا قومجياً بما يكفي؟ حتى لو كان على (نيته) كذلك الذي حجز مقر سكن للأهلي دون أن يعلم بوجود إسرائيل ؟! ولكننا عندما نقوم بحجز الفنادق لا نسأل عمن يسكن فيها، فلماذا إذاً يتهم المنسق بارتكاب الخطأ؟ حسناً.. أقدم له اعتذاري.. ولكن دفعنا الفاتورة مرتين، بما فيها من حزم حقائب و(هجولة).. إلى اللقاء.