|


علي الشريف
هل أديسون (وقح)؟!
2010-07-05
 عناوين أشبه (بالركام), ذلك الذي يتجمع كأحزان, فيما أقرأ الصحف بعد الهزيمة, أقرأ عناوين لتمثيل بجثث, لم يكن يدر بخلدي أكثر مما دار عن دييجو أرماندو مارادونا, كنت أعلم أنه سيكون ضحية, أو ممن تم التمثيل بهم كونه لاعباً (ملك), ولكنه ليس مدرب (مجد), قلت ذلك قبل أن تبدأ كأس العالم, قلته فيما ينصّب كمدير فني للمنتخب الأرجنتيني, ثم بعد ذلك كررت نفس الرأي, قلت أيضا عن دونجا البرازيل سيسقط, قلت أيضا كافة صحف العالم لعنت منتخباتها بعد الخروج فيما عاد ممثل العرب ممتشقاً رأسه بهزيمتين وتعادل وخيار بين أن يبقى شيخنا سعدان في منصبه أو يغادره.. نحن شعوب تمجد الهزيمة.
ـ حسناً.. هلك من هلك .. ولكن الألمان أتوا من الخلف -  كما قلت أيضا - ( بذمتك) ألا أصلح أن أجيء فيك ممن يستشرفونك؟! تقول النكتة: لو كان بقي مارادونا في عرشه لما كان (ركام), فيما (دونجا), لم يكن أكثر من حظ اختار طريقه بالخطأ, تقول أيضا: لماذا ينتصر الألمان بالأربعة, فيما (سنترت) إنجلترا والأرجنتين ثماني مرات, ولكنهم سجّلوا أهدافاً أخرى, لم تلعن إنجلترا نفسها أكثر مما لعنت القيصر الجاهل (بيكنباور) وهو ينعت كرتها بالغباء, ولم يأتِ (أديسون) أكثر شتماً من أي مرة إلا في جنوب أفريقيا, كأنه كان يطارد الملك, كان يهاجم مارادونا بضراوة, قال عنه ما قال حتى قالت لي نفسي: هل أديسون وقح؟!, ولكنه لم يكن يعلم أن على البرازيل أن تمثل بجثته أيضا فيما البرازيل خرجت أولاً, لماذا تكتفي الصحافة البرازيلية بلعن دونجا, فيما لا تمثل بجثة بيليه, أليس من ضحايا المعركة هو الآخر؟
ـ يقول أديسون ذات حزن: كنت طفلاً مقموعاً في المدرسة, كان هناك تلميذ ضخم (الجثة) يقوم بضربي, وبمناداتي باسم غير اسمي.. حتى أصبحت ما أنا عليه الآن.. أنا لست (بيليه) بل أديسون وبكى ولكنه الآن ينتقم من الملك مارادونا ويعيّره بالمتحف.
ـ الأمر أشبه بإدارة المعركة, تلك التي تبدأ فيك, أو على صعيد هزائمك لتقف, ولذا جاء خروج إيطاليا أشبه بالفتنة, وخروج البرازيل بالصدمة, فيما لم يكن يتوقع ـ أنا فعلت التوقع ـ أن تسقط الأرجنتين بهكذا طريقة فيما هي تحقق الانتصار تلو الآخر, ولكنها الحرب, تلك التي تبدأ من الخلف, تلك التي عتاد مدربين, خبرة تستغل, وليس أفواهاً من الثرثرة, مازلت أشك في أن إيطاليا ذهبت إلى كأس العالم, مازلت أشك في أن يكون مارشيللو ليبي كان هناك, أشعر به مديراً فنياً (ملك) ولكن الصحافة أيضا (لعنته), كان من بين الضحايا, في قائمة التمثيل بالجثث.
ـ أريد أن أقول إن أربعة هم من أداروا المعركة بذكاء حتى الآن, تأتي في مقدمتهم ألمانيا, فيما أسبانيا طموح, وفيما هولندا لم تكن لتصدق أنها انتصرت في الحرب وبهكذا طريقة على البرازيل, ولكني أتنبأ دوماً بالسيئ, ستلتهم ألمانيا الجميع, فيما تواجه أسبانيا الأربعاء, وفيما ستأتي هولندا أكثر ارتباكاً أمام مرمى الأوروجواي غداً.
ـ أريد أيضا ومن باب العدل أن أشير إلى أنني كنت قلت (إيطاليا ستحقق الكأس), من باب المصداقية, كـ (تلك) التنبؤات التي استشرفتها لكم ولكنها أتت مع إيطاليا (غير صحيحة), كتلك التي تبدأ مع مطلع كل عام عندما يتوقع المنجمون ما سيحدث في العالم من موت واغتيالات وكوارث, وثروات, وجنائز, لا يتحقق أغلبها, ولكني أكرر الأمر مع ألمانيا أرشحها للكأس, فيما لن أفرح, هذا المنتخب لا يثير فيّ المرح, أشعر به كمن يتجهم ويسير, كمن هو عابس ولكنه (وجه)!
ـ ماذا نسيت؟ آه .. نسيت أن أخبر مارادونا أمراً, لقد سقطت, كونك تؤمن بأقدام ليست لك, فيما تعلم أقدامك جيداً, خلت أنّك الذي في المعركة (لاعباً) وليس مدرباً, ولذا كنت تحاول أن تبقى في (ميسي) ذلك الجندي الذي خذلك أقداماً, فيما ليست الأقدام لك.
ـ لماذا أغلب المديرين الفنيين, ممن هم (مجد) ليس لهم لاعب (مدلل) بل كتيبة من النجوم يدللون المنتخب, لماذا لا يأتون كـ (الأب غير العادل) ذلك الذي يدلل أحد أبنائه على حساب الآخرين, فيفقد الجميع, هذا ما فعله مارادونا, وفعله أغلب من مثلت بجثثهم المعركة, فيما كارلوس ألبرتو مثلاً لم يفعل ذلك مع برازيل 94, وآخرون كانوا يرفضون مثل هذا النوع من (الأب) الذي لا تأتي فيه وحدك فيما ليس أشقاؤك (معك).
ـ الأمثلة أكثر مما تتخيل في هذا الجانب, ولكنها حرب من هم أقل من المعركة, أولئك الذين يفكرون أن النصر قد يأتي بجندي واحد, فيما العتاد يجب أن يكون أكثر, حتى على صعيد الأندية كالريال مثلاً, ماذا فعل أغلى صاحب صفقة مالية في تاريخه له؟ لماذا لم تنتصر منتخبات النجم الواحد في جنوب أفريقيا؟ هل كانوا بمثابة الابن المدلل الذي (أفسده) والده بسوء تربيته (الدلال) ؟!
ـ قد يكون الرأي الفني للمنتخبات التي خرجت كالأرجنتين مثلاً وإيطاليا يشير إلى نقص مهاجمين, ونقص إمدادات, فيما هو لدي (نقص) فكر تدريبي لدى دونجا ومارادونا, فيما هو مكابرة لدى مارشيللو ليبي, كون بعض المنتخبات تعلم المدربين (الكبر) أحياناً, تأتي بهم (تاجاً) يرتدي ملكاً, فيما ليس كل ملك تاج وإلا لما تدحرج مارادونا بهذه الطريقة ـ دع عنك (دونجا) .. شخصياً لا أراه في عرش كعرش الملكة برازيل, قد يكون لاعباً يؤدي أدواراً في سلسلة فريق نجم ولكن ليس بالضرورة أن يكون هيئ لأن يأتي ملكاً, أليس كذلك ؟!.. إلى اللقاء.