|


علي الشريف
مقال (متطرف)
2010-06-21
تثيرك أخبار السرقات, والعنف, والتهديد بالقتل, يثيرك من (سفّه بمن أكثر) مارادونا أم بيليه, فيما قد يثيرك , منتخبك الذي تراه يتقدم أو يسير فيك ويتعثر, فتمسك برأسك, ونتائج مواجهات كأس العالم الآن تكاد تأتي أشبه بالسرقة, فيما التقدم بطيئاً إلا فيما ندر, وقد تكون أربعة الأرجنتين أبرز ما في الأمر  وسقوط الماتادور الأسباني أكثر ما واجه شعب من ألم, في مباراته الأولى, كون النتيجة لم تكن في حسبان أي مصارع ثيران أسباني, ولا حتى أي ناقد يرى في الماتادور ضالته التي يشجع ويسير فيها ويتعثر بهدف.
ـ ما يعني أنها كأس غريبة, شهدت حتى الآن أكثر من جنازة, وسرقات, وتهديدات بالقتل, تأتي أشبه بكأس (حرامية) في كل شيء, بدءاً من أحقية التنظيم, فالقرعة, وصولاً إلى ما يحدث الآن في الدور الأول, فيما لم تشتد الحرب بعد, ولم تتضح فوارق قوة عن أخرى, هل الخير أم الشر, هل كرة التكنيك ومخططات الكسب الجيد أم تلك التي تأتي مفاجآت, وتحديات, وتهديد ووعيد, ولاسيما أن أغلب صحف العالم غاضبة على منتخباتها, وأنت تقرأ كيف بكى الشعب الألماني, وكيف أن نيجيريا سقطت, وكيف أن صحفاً طالبت لاعبي منتخبات بلادها بعدم العودة, لاحظ أن كل ذلك يحدث في دور أول, وقس عليه بقية الأدوار.
ـ حتى الجزائر اكتفت بالتعادل -  المستحق - على حساب غطرسة الإنجليز, وستتأهل للدور الثاني على حساب أمريكا, ولكن لماذا لم تأتِ جزائر إنجلترا أمام سلوفينيا, لماذا كانت خمولاً فيما أتت جموحاً أمام منتخب جيد رصين كمنتخب الإنجليز ؟! ولكن هل كان تعادل الجزائر أشبه بسرقة المباراة من الخصم؟ أعتقد أن الإنجليز سرقوا التعادل وليس الجزائر, كانت المعطيات فنياً لصالح منتخب شيخنا الجليل سعدان.
ـ في المقابل لم تخب نظرة من ذهبوا إلى كون الديك الفرنسي جاء هزيلاً, ويعاني من أعراض أنفلونزا ما بعد نطحة زيدان لماتيرازي (الوقح) الذي لم تتعاف بعده باريس, ولم تشهد احتفالات ولا عربات تقود أحصنة لمنتصرين, لقد خاب ظن ساركوزي في الديّكة, فيما مازال يقاتل من أجل الحجاب, ذلك الذي قد تكون أصابت دعواته الديك بالمرض, حتى بعد أحداث أمس والديك يهدد اتحاد بلاده بالمقاطعة, وعدم اللعب, ما لم تهب السماء الديك (أنيلكا), فقد يفعل المستحيل من أجل بقية الديكة.
ـ حتى سيدة العرش, الملكة برازيل, شتمتها صحافة بلادها, وتندرت عليها, وكتبت عنها عبارات مسيئة أشبه بالتقريع لمدرب لا أرى فيه مجداً كـ(دونجا), الذي لا يشعرني بأكثر من كونه وصل سريعاً لعرش لا يستحقه كمدير فني, بل لم تكن قامته أطول من لاعبين برازيليين كبار, ولكنه الحظ قد يمنحك ما لا تتوقعه, أقول إن حتى الملكة تم تقريعها, وجاء انتصارها الأول أشبه بالسرقة, وقد تكون عين طبعي متشائمة ولكني لن أكترث لخسارة دونجا, فيما أقف قلباً وقالباً مع (شيبان) مارشيللو ليبي, فيما هم يتعثرون, وهم يقتنصون الأمر (نقطة نقطة).
ـ سأجيء إليك, فأنت أرجنتيني, تؤمن بعادات وتقاليد مارادونا كروياً, وتهوى الشاب الفتنة (ميسي), ولكني أيضا مازلت أكابر, فأحيانا تأتي الكتابة مخاطرة, وحقول ألغام, مازلت لا أرى في مارادونا حكمة مدرب ولكن قدرة لاعب معجزة, وأقرأ الأمر ليس من التأهل للدور الثاني, ولا من أربعة كوريا, ولكن عندما يتطلب الأمر خطط نصر في الأدوار المقبلة, تذكرني جيداً أن سقطت الأرجنتين, قل قال عنها: ستسقط!
ـ الألمان .. ماذا عنهم .. خسارتهم جداً مفيدة, لقد أتت في بادئ الأمر, ما يعني أن تستيقظ  وتثور, وتأتي مكائن تعمل, سألخص لك الأمر, الدور الثاني, سيفرز الضعف, ويخرج من كانت قامته أقصر, وستعبر منتخبات كالبرازيل, الأرجنتين, إيطاليا, ألمانيا, وأخرى مفاجأة إلى الأدوار الأهم, آه .. لقد نسيت كان الفوز على ألمانيا أيضا أشبه بالسرقة .. أليس كذلك؟!
ـ بقي للضجيج أعلاه, أن يدفع (فيفا) فاتورة مقامرته على جنوب أفريقيا, وسط هذا الكم من السرقات, ومن الاحتجاجات بدءاً من بطاقة البرتغالي رونالدو, ووصولاً إلى تهديد لاعبين بالقتل ونفي عن هروب آخرين كوريين, ثم أزمة (البوق), ثم بقية ما ستأتي من أزمات في الأدوار الأخرى هكذا أعتقد .. أتمنى أن تستمتع بسرقات أخرى.
ـ لم يكن للحرامية كأس إلا هذه الكأس, أقصد بهذا الحجم من الخطف والنهب والتهديد, كان أن سرقت كأس العالم ذات مرة, ولكن الفساد هذه المرة يأتي أكثر انتشاراً .. يبدو أنه نضج كون بيئة العمل مناسبة في كيب تاون, تلك التي تسجل الرقم الأعلى في ارتكاب الأخطاء, وبالتالي قلت: ستقرأ, لابد وأن يطرأ ما يطرأ, ولكن في فرنسا أيضا سرقت أمتعة العرب, وفي أمريكا تمت سرقتنا, لماذا أنا (غير عادل) وأنا أتحدث عن جنوب أفريقيا, قد أكون أقصد (فيفا) ذلك الذي سرق (متعتنا).. إلى اللقاء.