|


علي الشريف
مسكين رابح سعدان
2010-05-31
كم مخيف من المادة الصحافية التي تشير إلى كأس العالم، فمن جرافيكس رصد كل شيء, ومن الصور تلك التي تنبش الوفد والآخر، والمنتخب ونظيره، مبيعات تذاكر، تهديدات بالتفجير كما جرت العادة من خلية وأخرى، ولاسيما أن جنوب أفريقيا تسجل رقماً صعباً في معدل ارتفاع الجريمة، بين هذه وتلك يهرول أكثر من مدير فني يشرف على منتخب لرفع تسعيرته، كونه إذا ما حقق مجداً، سيقفز كرقم إلى ما يملأ حافظة نقوده باليوروات والدولارات، وكان الأخير وأقصد السيد دولار أهم فيما يتكبد اليورو الهزيمة تلو الأخرى أمامه، لا يهم فلست (ثرياً)، ولا ممن يكرهون الدولار أيضا، ولكني أبقى في الرياضة، وفي صخب كأس العالم، ومارادونا يدوس قدم صحافي بسيارته، ثم يلوم أصبعه بأن أتت تحت كفر سيارته الفارهة، فيما يصل إلى جنوب أفريقيا بمنتخبه الحلم، وسط آمال أرجنتينية عليه، فيما لا أراه أكثر من لاعب كرة قدم معجزة، وقد لا يحقق الكثير كمدير فني لمنتخب يمتلك عناصر (ندرة)!!
ـ ولن أستبق الأحداث حول منتخب (الأولاد)، أقصد جنوب أفريقيا، ولا حول منتخب (الشيخ) سعدان، الذي بدأ الإعلام الجزائري يطالبه بضرورة التعديل والتبديل فيما الوقت ينفد، والكأس تقترب من أن تبدأ، فيما مغني الافتتاح مات، وفيما العمل جار على بديل (جاهز) بلغة المديرين، ولا أعتقد أن يكون الشيخ سعدان يستطيع أن يعدل أو يبدل، فيما قلوب كافة العرب (جزائر)، وكرة قدم تناضل في كأس العالم، بعد أن تناقصت الدول العربية في المونديال، وفعلت ما تفعله النار حينما تأكل بعضها بعضاً لتخرج من حفلة الكعك دون أن تلتهم قطع السكر، بل حتى لو جاءت الدول العربية مكتملة في كأس العالم ستكون مهام التهام الكعك وسط جيوش كرة القدم العالمية أمراً بالغ الصعوبة، نحن بالكاد نحصل على فتات (رفع العلم)، ثم فتات التشريف، ثم فتات الأرقام الفلكية من الأهداف، ثم فتات تبادل تهم التقصير والملاسنات، ثم نطرد المدير الفني بشرطه الجزائي ونردد: سنحقق في الأمر!
ـ ما يعني ألا نعوّل على المنتخب الجزائري كثيراً، ولا أن نخذل البرازيل هذه المرة أو إيطاليا أو ألمانيا، أو فرنسا، ولا نشجعها، صعب جداً أن تترك قلبك بلا حب، وبلا صرخات، وبلا هيجان، وبلا أقدام تركل الكرة فيه دون أن تصفق، وبالتالي عليك بالبرازيل، أو فلنتق الطليان، أو إن لم تستحسن الأمر اذهب وشجع آخر أكبر من الجزائر، ولا أتنصل عن الجزائر، ولكنه الواقع الذي يشير إلى خروج، طالما المطالبات بالتغيير تلاحق الشيخ سعدان قبل أن يبدأ المونديال بأقل من أسبوعين، وطالما هو (يرتبك)، وطالما هو يعلم أن آخر المجد جنوب أفريقيا، ثم يتخلى عن العرش.
ـ ويبقى أن أستثني قناة الجزيرة الرياضية من خسائر العرب، كونها شفّرت كافة المحافظ النقدية لها، وحولت سيولة المال العربي العام لها، فيما قد يتكبد بقية الإعلام العربي خسائر، وهو يقوم بتغطية كأس العالم من الوكالات وبشكل خال مما يرفع كولسترول الدم العربي هذه المرة ومنتخباته خارج التغطية، فيما المعلن قد يرفض أن يأتي من أجل عدم وجود منتخبات عربية وبالتالي سيتساءل لمن يسوق منتجه؟ وقد يذهب هو الآخر للجزيرة، كونها دون شك ستكون أكثر مشاهدة فيما تنقل المواجهة والأخرى، وبشكل مباشر، لا ينتظر معه القارئ إعلاماً آخر.
ـ ولكن هل تصمد جنوب أفريقيا الدولة وليس المنتخب في وجه جيوش كرة القدم وأنصارها، هل تكون شرطياً ماهراً، أم أن زمام الأمور لن يكون منضبطاً، ويأتي منفلتاً، وتغرق كرة القدم فيما هو أسوأ؟! أتساءل فيما أضع قلبي على كفي وأحلم، بأن تظل كرة القدم أهم من كافة مبادرات السلام، وطاولات السياسة تلك التي غالباً ما يأتي على أحد أطرافها (ثعالب)، تدس لك السم في الورد، فيما تقتلك تتجاوزك ببرود.. !!
ـ بقي أن أشير إلى كون مقاهي كرة القدم قد تعوض خسائر العام وبالذات في بعض عواصم الدول العربية التي تطلب أن تخلد للنوم مبكراً، كي يعيش الشعب في سلام، بقي أن أشير إلى كون الجزيرة قد تمنحها بعض قطع الكعك، فيما الجماهير تردد: تظل البرازيل تقنية مختلفة في زرع اللغم والآخر أمام الخصوم، أمام من يعتقدون أنهم عمالقة فيما هم منتخبات أقزام، قد تكون إيطاليا تفعل ذلك، وفرنسا تفعل ذلك، والإنجليز، ولكن لن تكون الجزائر، ولا رابح شيخنا الجليل رابح سعدان، أما لماذا فلكون كرة القدم علماً، ولكونها صناعة تفجير للألغام، ولكن بحب لا يقتل، وإن كان يغتال فيك (من أنت).. تلك التي سيولة دم عربي عام.. إلى اللقاء.