|


علي الشريف
التطعيم ضد التوحش
2009-11-02
لو (لم يكن هلاليا ), أو (لو لم يكن نصراويا), (أو لو لم يكن اتحاديا), (أو لو لم يكن أهلاويا), وقم أنت بإكمال (لو لم يكن) تلك, التي عادة ما يهبها لك (أحدهم) وأنت تجالسه أو تناقشه (ليثني عليك) ثم يردف ثناءه (بلو لم يكن كذا لكان كذا) في محاولة  منه لإظهار (نقصك) وعدم (كمالك) كصديق له !
ـ المسألة ليست في (لو لم يكن), ولكن في كون (أطفالك) و(أطفاله) قد يعتقدون أن ميولك تجاه هذا النادي أو ذاك (خطيئة), وانتقاص, وبالتالي يفهم الأمر كذلك, ثم تكبر ردة الفعل تدريجيا مع الطفل حتى نوجد جيلا من (المتطرفين) رياضيا وهذا أولاً.
ـ أما ثانيا.. (تكريس) السوء (خطأ), وكما تذهب له بعض الدراسات التي (تصفعنا) يوميا, فنحن أكثر (المطلقين, والمدخنين, والفوضويين, والمفحطين, وقطاع الطرق, والأكثر عنفا ضد المرأة , وضد الطفل, وضد الغرباء, وضد..) نحن وفق ما ينشر (علينا) من دراسات وأبحاث (الأسوأ), وعلى غرار (لو لم نكن) تلك, وهذا تكريس لمفهوم (الكراهية), وبالتالي تكريس لثقافة (التوحش) داخل المجتمع, ولم أكن لأستخدم مصطلح (التوحش) إلا بعد الاطلاع من خلال الإنترنت على كتاب (إدارة التوحش) لأبو بكر ناجي وهو اسم حركي لأحد منظري القاعدة, ألف كتابه تحت هذا الاسم المستعار ليكرس منهجيتهم في قتل وتدمير كل شيء, الناس والنفط, بل واستغلال الاقتصاد والإنترنت (كفكر) لما يخدم غيهم وكُناهم وشيوخ فتنتهم .
ـ الذي يهم في (إدارة التوحش) أن من أهداف (القاعدة ) المرحلية كفكر ـ يشير ناجي أنها في طور ثالث -  بث ثقافة (التخويف), وتكريس السوء داخل المجتمع وبالتالي جعلك (قلقا), وحدث ذلك في العراق, وبالتالي تكون لك (ردة فعل), ومن بوابة (الشباب) يأتي (العمل), ولذا لا أذهب إلى كون كافة الدراسات التي تنشر في إعلامنا خاطئة, ولكن أقف لدى (كثرتها) و(نتائجها) التي تأتي في هيئة خبر في صحيفة يمر مرور الكرام , ولا يدرس أو يحلل, أو يتم السؤال عن توقيت نشر هذا البحث أو تلك الدراسة, حتى أضحينا (متبلدين), بل (مقتنعين) بأن كل ذلك يحدث لدينا, فيما نحن أقل تعدادا من دول كثيرة, وبالتالي لسنا أكثر المطلقين, ولا حتى (السرابيت)!
ـ ومن (تكريس التوحش) أن يردد (أحدهم): بأن (الدعوى مفلوتة), وأن يكرس مفهوم (الفشل على كافة الأصعدة), وأن يفقدك مصداقيتك في كافة الأجهزة الخدمية, ثم يبلغك بأنك مطحون, ثم يبلغك عن كوننا مجتمعا يحقق رقما قياسيا في (الرشوة ), ثم إن (عمال الدنيا ـ عندنا), (وخادمات كافة دول العالم) رهن إشارتنا, وأن شباب مجتمعنا أكثر من (يسرق) السيارات, فيما دول الخليج ـ نفطية ـ وعيالهم عيال نعمة !
ـ مثل هذا (التكريس) / التوحش / قد يصل إلى كافة الأصعدة , للمدارس, للجامعات, وهو أسلوب يجب أن (تتطعم) ضده , فالأمر لا يختلف كثيرا في (تهويله) عن تلك (الأنبوبة)  التي تحطمت, فجعلت الأمر يستغل بطريقة المفتنين وأحد الإرهابيين تلك وهو يصرخ مستشهدا : (أنقذونا) و(نحن بلا ماء أو كهرباء) فيما كان (الأنبوب يخص المجاري) مختتما تصريحه الفضائي بقوله هم قالوا لي ذلك.
ـ لسنا مجتمعا ملائكيا بلا أخطاء, ولكن لسنا أيضا بأخطاء تفوق الجميع, وكأي مجتمع آخر نتطور, ولنا أيضا من الإيجابيات ما يستحق أن تكرس له بحوث ودراسات تنشرها نفس الصحف,  ونحن مجتمع كأي آخر (يستهدف), ولكن الأهم أن تعي أنك (مستهدف), وألا تعتنق فكرة إشاعة (فوضاهم الخلاقة) / السلمية  بعد أن نفد (فشقهم).
ـ وأن تتنبه لكل ما يقال لك, فقد تمر العبارة لحسن نيتك, ولكنها قد تكبر, وتتحول ككرة ثلج, وتصيب في الأخير طفلا, وأسرة, ومجتمعا, وكل ذلك من أجل (أهداف) هؤلاء، من أبو بكر ناجي, إلى أبو قتادة, والبراق, ومن لهم (محسوبية) معتقدة علينا ـ لا نراها - أو نلمسها ـ ولكن يجب أن نصدقها ونعتنقها, حتى لو علمت أن ـ أغلبهم ـ قاطع طريق, وكما يستشهد أبو بكر ناجي في كتابه بأولئك (الجابين للجزية) لقرية بين إيطاليا وفرنسا, لماذا هناك؟ لا تعلم .. قد تكون (من معجزات وكرامات وبركات) المنظرين..
إلى اللقاء.