|


علي الشريف
(كمسيون) /احترام
2009-08-17
حتى الآن لم تبلغ درجة حرارة الرياضة ذروتها على الرغم من قسوة (أغسطس)، وتمسمس الأشياء بفعل السخونة، غير أن ما ينوب عن غليان الرياضة، غليان دول عربية، بل طفحها ضد سعوديين وغير سعوديين وتحت شعار (البيت بيتك)، وفق مد قنوات (اقلط)، (وتفضل)، (وسياحة) الإعلان الذي لا ذنب للقناة فيه بقدر ما هو ذنب من تم الضحك عليهم.
ـ هذه الحرارة وأقصد حرارة السياحة العربية، تزداد تأججا في أغسطس، وأنت تقرأ عن مجموعة حراس مطعم يبرحون (سعوديا) الضرب حتى درجة الإغماء القصوى، وهذه الحرارة تزداد وأنت تدفع الألف والألفين دولار كي تسير أمورك من تحت الطاولة، وهذه الحرارة تزداد مع شعور كل عائد من هناك، فهو يشعر أنه تعرض لدعوة (استغفال)، ويشعر أن كرامته تركت في مكان ما، لا أقول قرافته أو كرافتته أقول (كرامته)، وهو يتعرض لأساليب (دبغ) سياحة الخمس نجوم، التي تراعي فارق الأسعار، وتعاملك كابن بلد من خلال التسعيرة إياها!
ـ وفي النهاية يأتيك (الأنين)، وتأتيك التبريرات، وتهدأ الأمور، حتى صيف قادم أسخن، لتجد أن البيت بيتك تناديك، وأن صيف دول عربية أخرى أجمل، وأن السائح السعودي في الأخير ضرب وأهين، ولست بصدق على اطلاع فيما إذا كان ذلك السائح على حق أو غير حق، ووفق ما قرأت أنه (ضرب حتى الإغماء) وأن شاهد عيان قال إن سلاحا أبيض دس له، وأنه في غيبوبة الآن، فالخبر المنشور أمس في بطن أخيرة صحيفة (الرياض) يذهب إلى هذه التفاصيل، ولكني أريد أن أصل إلى أي حد بلغت بنا سياحة هؤلاء، وهل نحن مجبولين عليهم، وهل نحن عندما نذهب إلى هناك (نجد سياحة) توازي كم المصروفات المالية الضخمة على ما يفيد، وهل بالضرورة أن نبتاع احتراما، وندفع عليه (كمسيونا) لهؤلاء؟
ـ ولأنني أعلم ماذا يقدم لغير السعودي في السعودية من احترام لآدميته، وتقدير له، وحصانة أمنية له، واستحصال حقوق أكتب عن (كمسيون) / احترام هؤلاء للسائح السعودي، وكيف أن بلدانا عربية للأسف باتت أسوأ من أن تذكر، فيما رعاياهم هنا يجدون كل ود وتقدير واحترام .
ـ المسؤولية تقع عليك كشاب، وكسائح سعودي، عليك ألا تذهب إلى مثل هذه (سياحة) الملوثة، وأن تعلم أن (دولارك) هو قوتهم وتجارتهم و(عضلاتهم) التي استخدمت ضدك، لا تنخدع بشعارات (الأشقاء)، ولعبارات (نشيلك من الأرض )، ولا (الكيف كيفك)، ولا (السعوديون أحسن ناس).
ـ ماذا لو كانت زوجة هذا برفقته، ماذا لو كان له أطفال يتأملون جنبات المطعم، ماذا لو أريقت كرامتهم أمامهم، أي تعبير سيقدمه الطفل لأصدقائه وهم يسألونه كيف كانت إجازتكم، أين ذهبتم؟ وغير ذلك من الأسئلة.. ؟
ـ ثم يتبجح هؤلاء بعبارات العزف على القومجية، وكيف أنك تصرف في (بلد الكفار) على حد تعبير (شيوخ) سياحتهم، فيما الدول العربية أولى وكيف أن (جحا أولى بلحم توره), وسط انخداعنا بقيمهم، وسياحتهم، وامتصاص دمهم لك ولمحفظتك، دون أن تعلم أن الآخر هناك على الأقل يقدم لك شيئا (ومعرفة) فيما هم لا يقدمون شيئاً. لا تغضب (بعضهم مش كلهم).. خلاص ارتحت.. إلى اللقاء.