|


علي الشريف
لماذا تهرب؟
2009-06-22
كوريون، مصريون، عراقيون، إسبان (ملكيون), وأحيانا جزائريون, وهذا التشكل (التحول), (التعاطف) من جماهير سعودية مع منتخبات ليست منتخباتها, لا يربطها بها أي رابط سوى (قومجية) / كروية قديمة, يدفعني للسؤال (لماذا) ؟ فأغلب من تحدثوا معي عقب السعودية وكوريا كان يضرب لي مثلا بأحد هذه المنتخبات ثم يردف: أنا بصراحة (وقفت) أمام ملكي العالم ريال مدريد ويقاطع الحوار آخر قائلا : أنا برشلوني وبس!
ـ هذه (الحالة) في اعتقادي (فقدان هوية كروية), أو تعبير عن رفض واقع بطريقة (شجع آخر) / أو الحب الثاني ينسي الأولاني – على طريقة بنو عشق, كون المنتخب السعودي ولأول مرة منذ 16 عاماً لم يتعثر أو يدخل في ملحق التصفيات نحو كأس العالم للكبار, وفي كل مرة يأتي التعبير عن رفض الهزيمة مختلفاً, ويبرر بكون التأهل في حد ذاته إنجازاً, ثم بدأنا بعد ذلك : حتى لو تأهلنا ماذا سنفعل؟
ـ هذه المرة (الاحتجاج) مختلف, فيما بين من صار من أنصار شحاتة ومنتخبه (الجميل شكلاً ومضموناً), وسعدان ومنتخبه (العنيف), وعراقي عن بعد وإسباني (ممتع), وإيطالي مع ليبي وروسي ودي روسي, ولست بصدد (قمع ذائقة), فمباراة كوريا صدمة, وردة الفعل لم تأت غاضبة بل (حضارية) والجمهور السعودي هتف للكوريين في ملعب الملك فهد, وحضارية في كونه وأقصد الجمهور صار يقيم الأمر من خلال أندية ومنتخبات أفضل, وفي الأخير (يقر) بالهزيمة, ويعلم جيدا أن هناك (خللاً ما) يأكل كتف منتخبه, وشخصياً .. لا أتفق مع كون الخلل (إداريا بحتاً) أو سلطوياً فوقياً نتجت أخطاؤه بفعل ديكتاتورية ما, فما أراه يختلف عن كل ذلك, ولاسيما أن ما منح لهذا المنتخب أفضل مما قدم للمنتخبات الأربعة المنصرمة, سواء فنياً, مالياً أو إدارياً, وهناك في اعتقادي (خلل) يبدأ وينتهي باللاعب ومن يقف (خلفه) من أندية أو إدارات لها أو حتى إعلام, أو (غيره) نجم من آخر, ولكن المحصلة في الأخير كل ذلك مع أخطاء (فنية) من بسيرو ولن أحدد عناصر قد لا تكون هي أفضل الموجود ولا خانات تمت تعبئتها بعناصر فيما من يشغلها وباقتدار (موجودا) وتم توظيفه بطريقة خاطئة أو أتطرق لدقة التغيير والآخر بل حتى متى كان يجب أن (يغير) المدير فذلك يظل رأياً شخصياً إذا ما سلمت بتخصصه وعدم تخصصي في التدريب.
ـ عموما كافة المنتخبات العربية وحتى أنديتها تظهر فجأة, ولا تواصل وتحقق أرباحاً مؤقتة ولكن بعد عام واحد من هذه المكاسب تتفكك وتنتهي ويبدأ العمل من جديد, فما بعد منتخب جزائر 82 إلا منتخب رابح سعدان 2009 وما بعد تأهل منتخب مصر لكأس العالم في الثلاثينات إلا منتخب شحاتة الآن, وما بعد تأهل الكويت لكأس العالم تأهل وأضف للقائمة العراق, المغرب, بل ودولاً أفضل كرويا حضرت ثم غابت, وأسوق ذلك كدلالة على أننا كعرب قد نحقق شيئاً ولكن نفشل في الحفاظ عليه.
ـ السعوديون حافظوا على هذا الإرث الشرفي 16 عاماً ولديهم فرصة الملحق (وهذا أمر جيد).