|


علي الشريف
(البرتقالة) بعد العصر
2008-11-24
(اللون الأحمر) سائد هذا الأسبوع وبعنف، من بطاقة سلبت حق المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في تصفيات كأس العالم أمام كوريا من حكم أشبه بمن لا يدري، ومن تراجعات بلغت 10% وأكثر للأسهم السعودية، وقبلها كافة مؤشرات الاقتصاد في العالم، واستخدم (اللون) بغزارة، وبشكل صار يغطي معه كافة حياة البشر في العالم، فهو في أحايين كثيرة (يسعد) الإنسان وبالذات إذا ما كان فستانا سان لورانيا أنيقا على (حلوة / كلام مشروط)، وهو (ورد) مشوق، وهو شعار للحب في ذلك اليوم العاصف لدى العرب بدعوى مخالفة الشريعة في (الفالنتايم دي)، وسعيد بالنسبة لمن جعلوا له شرعية وموعد لنشر الحب وفق معتقداتهم الدينية في أغلب دول العالم.
ـ اللون الأحمر يشير أيضا (للخجل)، وكيف أن فلانا (خجل)، وأن وجنتيه احمرتا، وكيف أنه وقع في خطأ يدعو لمثل هذا الارتباك (الفعل).
ـ هو أيضا بالنسبة لميشيل أوباما أول بطاقة (نقد) على صعيد ربة البيت الأبيض، بل (تهكم) كونه اقترن بفستانها ليلة تولي أوباما عرش أكبر دولة في العالم، ما أثار (أهل الذوق) أو (الموضة) حول تداعيات اللون الأحمر ومدى ملاءمته للمناسبة الضخمة، وفيما إذا كانت ميشيل تكترث لأن تكون (ستايل) أم لا.
ـ اللون الأحمر بالنسبة لطلاب المدارس مرعب، وفي حياتنا صار مرعبا أكثر، في الكرة، في الاقتصاد، داخل المنزل (لبعض الأزواج)، في الشارع كون أخطر منزلقات قدميك (اللون الأحمر) وتجاوز الإشارة الحمراء التي تطلب منك أن تقف.
ـ في الرياضة استخدام اللون الأحمر ضجة، للحكم، للاعب، للمدرج، للمدرب ولكافة من يتعاطون الرياضة كمتعة أو كتفريغ نفسي يتمثل في الهزيمة أو النصر، ولاسيما أننا بتنا (نهزم) في مجالات شتى كبشر أفراد وكمجموعات وعلى أغلب الأصعدة.
ـ يقال: أغلقوا المحل (بالشمع الأحمر)، وفي الرأي تجاوز الخط الأحمر، وفي أمن الطرق أو المرور قطع الإشارة الحمراء أو تجاوزها، وكل ذلك يصب في قالب (العقاب).
ـ اللون الأحمر إذا ما استخدم كناحية إيجابية يرتبط بأربعة أشياء فقط (الورد، الحب، الفستان الأنيق مساء - والخجل)، غير أن حتى الزوجات لم يعدن يفعلن كل ذلك، وصار الأزواج تحت السندان والمطرقة، فيما بين تأمين العيش الرغد، وطلبات الزوجات التي تكثر مع المؤشر الأحمر، أي في حالة أن تكون الأسهم (دحدرت) تأتي الزوجة في كامل تلك الأناقة (أعلاه) لتطلب!
ـ القلب، الدم، القلم، أحد ما ارتبط به اللون الأحمر، في دعوة إلى تحسين صورة اللون الأحمر (المثير)، وفي إسبانيا إشهار هذا اللون يعني مقتل عشرات الثيران بعد هيجانها، وفي أماكن عدة من العالم ارتبط هذا بالمصائب، والتي تنتهي أيضا باللون الأحمر وبزته الحمراء كما يحدث في مصر من خلال ما تقدمه الأفلام المصرية من كاركترات!
ـ تقول فلانا احمرت وجنتاه، وفلانة خجلة ووجنتاها احمرتا، ولكن لا تستطيع ذلك إذا ما كان الرجل أو المرأة اللذين تصفهما أبيضين عند ذلك فكر في تعبير آخر غير.
ـ الغضب والمرض ارتبطا باللون الأحمر كأن تقول احمرت عيناه من شدة الغضب، أو يعاني من احمرار في الجلد، أو طفح أحمر.
ـ وبالتالي تكون عيناك حمراوين وأنت تستفز دون قصد، فما بالك لو كان استفزازك حقيقيا وخسر فريقك ظلما وبطرد لاعب باللون الأحمر، ولا أدري لماذا سقط حرف الحاء فكتبت (الأمر).. إذن على فريقك تغضب وعلى منتخب بلادك (تثور) غيرة وغضبا من أخطاء الآخرين في حقك وتمتلك أن تحتج.. ولكن لن تغير.. اللون الأحمر، وإلا لكان أول حلول وتصحيح الأزمة المالية العالمية تغيير اللون الأحمر في كافة المؤشرات إلى آخر (وليكن برتقاليا) طالما نحن نتحدث عن اقتصاد يشبه إلى حد كبير (البرتقالة) بعد العصر..إلى اللقاء.