|


علي الشريف
معالي وزراء الرياضة
2008-11-10
لماذا لا يجتمعون كوزراء المال والاقتصاد، أو كوزراء النفط، أو أي قطاع آخر؟ لماذا لا يدققون في الأمر وعلى أنه (عملة) خليجية موحدة، أو (خطر) قد يهدد المنطقة، أو غزو، أو حتى أنفلونزا طيور، أقول (لماذا) كون كرة القدم والرياضة ككل (نفط) ومجتمع وطاقات وتفريغ للطاقات، ولا يكفي أن يترافع ابن همام وفي هيئة مغلوب على أمره يستجدي أمر FIFA في شأن الكرة الكويتية؟ فالأمر أشبه بقمة طارئة، وطالما انتقد الشارع الخليجي بل والعربي قمما عربية طارئة لم تتمخض عن حلول، لكنها وأقصد (الطارئة) أشعرت بأهمية ذلك الأمر الذي جعل الحشد يلتف ولو كمسكن موضعي للرعية!
ـ وأعلم سلفا أن هناك من سينبري لترديد عبارة : (الأمر شأن كويتي داخلي لا علاقة لنا به)، ومجلس أمة، وإذا كانوا هم أصلا غير متفقين وشلون نتدخل .. إلخ، ولكنا لم نقل ذلك عن (قمم) عربية سياسية اقتصادية عقدت من أجل (تدخل في شأن داخلي) ومن باب (الحلحلة)، ومن باب صالح المنطقة العام، ودول الجوار، وقس على ذلك من سبل وطرق فعل الخير، إلا فيما يخص الرياضة الخليجية وتأتي الكويت الرياضة كحالة استدلال كبرى أو (شاهد عَيَان)، وليس (عَيان) أي مريض من باب النكتة على هذا الواقع المتناقض.
ـ المفارقة أن أغلب وزراء المنطقة الخليجية (لهم في الرياضة)، وبعضهم (متعصبون)، ومهووس بحصول ابنه على (تذكرة حضور) مباراة مهمة أو أخرى، والمفارقة أيضا أن (الرياضة) في دول الخليج بدأت كسياسة وظهرت كتسلية وانتهت كجمع ثروات، لاسيما وميزانياتها في الدول الست توازي كافة أرغفة الخبز مجتمعة في (عز) الطفرة، وهم في الأصل وزراء رياضة، ولكن بمثل هذا الاكتراث من الرياضة التي أعتبرها فرصة ذهبية (لعقد) قمة طارئة رياضية لأول مرة ويجب أن تستغل.
ـ المهم لماذا لم يهب معالي الوزراء هذه المرة لنجدة الكويت، فيما بين وفد وآخر، حتى لو تطلب الأمر (السكن والإقامة) في أفخم الفنادق ليال وليال، فالأمر يستحق، تلك البنية الكويتية بنت تنافسا كرويا مذهلا، تلك الدولة الخليجية ترافعت عن العرب في المونديال، تلك أيضا أوقدت (السياسة)، تلك لها أفضال على الواقع الخليجي الرياضي كبنية تحتية تستحق أن يقف معها معالي الوزراء.
ـ ولا أقول ذلك من باب التندر، بل من باب درء تلك الدعايات المغرضة ضد أهل الكرة، ووزرائها من كونهم لا يبادرون، أو يصلون في وقت متأخر، وبالذات في دول الخليج، فلو كان الأمر خلافا بين ناد قطري وآخر كويتي لرأيت وقرأت وسمعت ما لم تقرأ، ولو كان خلافا كرويا سعوديا إماراتيا بالذات هذه الأيام فلن يصمت الكتبة حتى تسيل الدماء!
ـ وكأني أراهم (والله العظيم) يناقشون أمر تجميد الكويت على هامش فعاليات دورة الخليج، وهم يعددون مآثر الكويت الرياضية في نجاح الدورة، وإثراء التنافس، ويتذكرون كيف كان فهد الأحمد يشجع الكرة، وكيف كان (...) أو دون نقاط .. أكمل.
ـ أمر الكويت يستدعي نخوة (وزراء) الرياضة، وهذا لا يزايد عليه أحد، غير أنهم صامتون، غير أنهم يتأملون عن بعد، غير أنهم يعتقدون أن من (برستيج) الجيرة عدم التدخل.
ـ أن تتوقف الكرة الكويتية عن الركض، لن تستمتع بكأس كرة قدم خليجية واحدة، فمثل هذا التغييب قد يمنح بطولات لدول كروية لا تستحق، ومثل هذا التغييب يصب في ضرر على مسابقات الاتحاد العربي، والآسيوي، بل والتنافس وبالتالي رجحان كفة على أخرى.
ـ وطالما أن سبب الأزمة (سياسي)، فأعتقد أن سياسة (القمم الطارئة) قد تنجح، وقد تجعل الكفة المتشددة تلين، وقد يأتي بالحل، وحتى لو كانت الكويت الدولة في شأنها الداخلي تعاني من أزمات وفق تقارير مراسل قناة العربية الذي وصفها (بالثلاث أزمات) أقول : إن شعورنا وإشعارنا للكويت بوقفتنا الصادقة معها يأتي في أولويات (الجيرة)، والعمل التنافسي الجيد، إلا إن كان وزراء الرياضة في دول الخليج العربي يرون العكس فذلك شأن آخر.. لم أقل وزراء الرياضة العرب.. قلت الخليجيين بما فيهم من يمن وعراق .. يعني حتى أوباما برا اللعبة .. على غرار دعابة ابن همام .. إلى اللقاء.