|


علي الشريف
جمعية وطن
2008-09-29
.. (أو 25 عاماً من الخير .. أو التأريخ لتجربة متفردة تمازجت فيها جهود وطن بمؤسسات أفراده) وهذه الجمل من كتاب (جمعية وطن)، الذي يتحدث عن جمعية الأطفال المعوقين بالرياض، فقد تلقيت نسخة منه كإهداء من رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، في حالة أشبه بتنبيه الإعلام بأن هناك (أفعالاً إيجابية لم تحصل على ما يكفي من الضوء) ولا من صياغة مختلفة لنماذج مضيئة ولكن لم يتم الاحتفال بها بما يكفي.
ـ وأنت تقرأ وتتصفح (جمعية وطن) المؤلف تشعر بأن هناك غياباً ما عن فعل متطور جداً، يكفي أنه نجح في إقامة شراكات طويلة المدى مع مؤسسات القطاع الخاص، وابتكر مركزاً لأبحاث الإعاقة لمواجهة حالات تزايدها، وقدم العديد من البرامج لفئة مهمة في مجتمع يركض دون توقف وراء احتياجاته فيما الجمعية تفكر عنه وعن أسرته بالنيابة، وإن كانت العلاقة طردية بين الطرفين.
ـ من مركز واحد للإعاقة في البدء إلى عشرة مراكز بعد 25 عاماً، جوائز في ثلاثة فروع، بحث علمي في مجال الإعاقة، تقدير المتميزين من المعوقين، صرح خيري أهميته تكمن في مسؤوليته تجاه الإنسان وبشكل حضاري، ودون ضوضاء، ولا شوشرة، تخيل أن هذا الصرح خدمته تقدم للطفل وعائلته، ولا تتخيل، هو كذلك، كون المسؤولين عن هذا الصرح يفكرون بشكلٍ مختلف، وعلى أن الأمر (الإعاقة) قضية رأي عام، عليه أن يترافع عنها، وأن يدافع
ويبادر، ويتبناها بجميع تفاصيلها.
ـ قد لا تتخيل الأمر بما يكفي ولكن بمجرد اطلاعك على مؤلف (جمعية وطن) (الكتاب) التوثيق، المرحلة، وقصة التعب تلك، التي انطلقت منذ 25 عاماً، ستعلم جيداً عن مقدار الفعل الإيجابي في صناعة (جمعية وطن)، أكثر فعلاً، أكثر نضجاً، وبخطاب سلس لم يقل نحن حضاريون في قفزاتنا بل مهرة في كتابة التاريخ الألم، وسيبهرك أهم محاور ذلك العمل كونه محوراً واحداً يصب في أن الشأن شأن (رأي عام) لا يقف خلفه مجد شخصي بل مجد لمجتمع بأكمله، وأن الإعاقة ما هي إلا محطة قد يتوقف لديها أطفال أي شخص ـ لا قدر الله ـ وبالتالي تؤدي الجمعية عنك وعن أسرتك دور المفكر، والمخطط، وتصنع من أطفالنا مهرة وناجحين في حياتهم.
ـ ( إلى كل الطيبين في وطني الحبيب .. أهديكم قصة جمعيتنا .. فيصل)، توقيع مؤلم أليس كذلك، ولكن بقراءتك لمؤلف جمعية وطن ستحزن أكثر على كونك لم تشارك في (الفرح)، ولم تلقِ الضوء ككاتب على جمعية وطن، هكذا شعرت، وفيصل يوقع أوتوجرافاً لكل الطيبين في وطنه – الحبيب – وبصورة أخرى هذا الحب من أطفالنا لم ينمو جزافاً، ونبت وفق رعاية، وسقاية للنبتة – الإنسان- فجاء فيصل محباً للوطن، وبهكذا حرارة، حرارة قد لا تكون درجاتها مرتفعة لدى أسوياء لا يعلمون نعمة الصحة، ولا نعمة الوطن .. أليس كذلك؟!.. ولكل من دعم هذا النجاح ـ الصرح ـ الحب ـ التقدير ـ الرعاية ـ الأبوة الحانية خير الجزاء .. إلى اللقاء.