|


عبدالله بن محمد العنقري
رادوي يشهر إسلامه في نهاية الموسم
2011-08-19
أصبح اللاعب الروماني (رادوي) المحترف في نادي الهلال السعودي وجبة دسمة للقادحين والمادحين، وأرضاً خصبة لزارعي الأشواك وغارسي الورود، لا ينثني عن مدحه كاتب ولا يكف عن جرحه معاتب، فالعاطفة الجياشة تجعل المادح يستميت في مدحه والاحتقان الشديد يجر القادح إلى التخبط في قدحه، أما أنا فلا أميل إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، فلست له بشاتم ولا بالصفات المثلى له بناعت، ولن أنتمي لأي من الفريقين المادحين والقادحين فلقد تجاوزا مدحاً وقدحاً، ولو كتبوا عنه في حدود المعقول لكان أدعى للقبول، فالذي يهمني هنا أن أكتب عن اعتناقه للإسلام، فقبل مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة في جدة التي انتهت بالتعادل (1ـ1) استغل أحد رجالات الاتحاد المخلصين وجود حسين عبدالغني في جدة، ـ والذي تربطه به علاقة وطيدة ـ فاتفق مع أحد رجالات الهلال المحبين للخير أن يجمعا حسين مع رادوي ليتصالحا قبل رحيل الأخير لعين الإمارات، فتم الاجتماع والتقى الاثنان بحضور العضوين الاتحادي والهلالي وبحضرة أحد الدعاة من مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بجدة (ألماني الجنسية) ويتكلم عدة لغات ودار حوار شيق دام أكثر من ثلاث ساعات، بين العضوين الاتحادي والهلالي لرادوي أن حسين عبدالغني يريد الصلح بقناعته وبرغبته ودافعه إلى ذلك هو أن الإسلام يرغب في الصلح، كما بيّن الداعية لرادوي بعض محاسن الإسلام ومن أهمها الصلح والعفو والتسامح وأن المسلم يحب الخير لكل الناس على اختلاف أجناسهم ودياناتهم وذكر له عدداً من القصص التي تظهر سماحة الإسلام وحب المسلمين للصفح والعفو وكان رادوي متفاعلاً مع تلك القصص تفاعل دهشة وإعجاب، فلما توقف الداعية عن سرد القصص طلب منه رادوي الزيادة فلبى رغبته وزاده قصتين مؤثرتين بكى منهما حسين بكاء انعكس أثره على رادوي الذي قام وصافح حسين ظناً منه أنه يبكي حسرة وندماً ولكن رادوي تأثر أكثر عندما علم أن بكاء حسين كان بسبب تأثره بتلك القصص العجيبة الجميلة، وبعدها استمر هذا الحوار من جديد ووضحت نتائجه الإيجابية على الاثنين خاصة رادوي الذي بدا وكأن حسين أعز أصدقائه منذ الطفولة، فاستغل حسين صفاء النفس الذي عليه رادوي فقال له: سأطلب منك طلباً يا رادوي وأرجو أن تحققه فأجاب رادوي على الفور: إن كنت أستطيع فلك ذلك، فقال له حسين: أريد منك أن تعتنق الإسلام! فسكت رادوي قليلا ثم قال: كيف لي أن أعتنق الإسلام وما هي الشروط؟ فقال له حسين هذا سهل بإذن الله وسيتولى الداعية ذلك الأمر فشد الجميع لذلك الحوار الأخير بين الداعية ورادوي إلى أن نطق بالشهادتين فبادره حسين معانقاً إياه ودموع الفرح تسبقه للتعبير عن فرحه كما عانقه العضوان الخيران الهلالي والاتحادي وعانقه الداعية، عانقوه وهم يبكون من الفرح فأجهش رادوي بالبكاء لما رأى هؤلاء يبكون فرحاً من أجله، هذه قصة إسلام رادوي (الافتراضية) كيف لو كانت هذه قصة حقيقية على أرض الواقع؟ فلاشك أن أثرها الإيجابي سينعكس على رادوي، لو أن المادحين أو بعضهم كرسوا جهدهم لدعوته للإسلام لآتت جهودهم ثمارها اليانعة بإذن الله ولو أسلم على أيديهم لنالوا الأجر العظيم، فمن منكم أحبتي الفضلاء دعا رادوي للإسلام؟ ربما أن محاولة خجولة مرت بجانبه مرور الكرام فلم تؤثر فيه ولم يتأثر منها بل لن يتأثر منها في هذا الجو المشحون ضده، سألت ابني الصغير (مساعد) ذي السبع سنين هل تحب رادوي؟ فقال: أحب (شوتاته) فكررت عليه هل تحبه؟ فقال أحبه أن يكون مسلماً، فمن يحقق رغبة هذا الطفل الصغير في عمره الكبير في رده أيها الأخيار لنرى رادوي ـ وغيره ـ وهو يشهر إسلامه في نهاية الموسم.