|


فتحي سند
الأزمة لم تمر
2010-01-04
عبور أزمة مصر والجزائر التي تفجرت بسبب مقعد بكأس العالم، لايمكن أن يتم باستخدام سلام النسيان، أو بعبارة دعها تمر كما جرت العادة.
بالفعل.. سلاح النسيان جبان، لأنه يرتبط بالمشاعر الإنسانية التي تنفعل عادة بعد وقوع أي كارثة، ثم تهدأ هذه المشاعر تدريجياً فتتبدل أحوال.. ولكن المؤكد أنها تترك بعض الآثار السلبية في النفوس.
ما تزال الأزمة قائمة، لأن هناك من يحاول حتى الآن إلقاء البنزين فوق النار، أو لأن بعض من تسببوا فيها لا يريدون أن يعترفوا بأنهم كانوا وراءها.
القضية هي أن الأمر لم يعد يرتبط بالرياضة، أو بكرة القدم، وإنما تجاوزها لما أبعد من ذلك، ولأنها –الأزمة- تحولت إلى (فَرجة) –بفتح الفاء- فإنه يحلو لكثيرين أن يبقى الوضع على ما هو عليه، حتى يستمتعوا بمشاهد تمثيلية، بعضها درامي، والآخر كوميدي.
والمؤسف.. بل والمحزن أن (الفرجة) لم تقف عند جزء من الأسرة العربية، وإنما قطاع عريض من الدول العالمية التي يروق لها أن تستخدم ما حدث، أو وقع بين مصر والجزاء، ليقولوا لدينا كلها.. هؤلاء العرب.
لقد تابع الجميع.. كيف كان الوضع مخزياً ومؤلماً قبل وبعد مباراتي مصر مع الجزائر.. بالقاهرة وأم درمان.. وكيف أن السودان الشقيق كان في مأزق شديد لأنه تورط بين اثنين من الأشقاء إذا مال لأحدهما اتهمه الآخر بالتواطؤ.. وهو ما انسحب على الدول العربية كلها التي وجدت نفسها في حيرة من أمرها، لأنه لم يكن بمقدورها أن تؤيد هذا.. أو تتهم ذاك.
وبما أن الأمر ارتبك بالحساسية.. حساسية اللقاءات العربية – العربية، فقد أصبح معقداً لأقصى درجة، لأنه خرج من مجرد لقاء كروي، إلى صدام خشي العقلاء منه حتى لا يتحول إلى خصام سياسي بين بلدين.
أسباب الأزمة كانت وما تزال معروفة.. بدأت بمهاترات فردية عبر النت والمواقع الإلكترونية والصحف، وانتهت بحرب إعلامية تصاعدت بصورة مرعبة.. وللأسف الشديد لأن المشاعر التهبت، وأعتقد البعض أن من يبادر بالتهدئة، سيكون هو الأضعف، وتلك كارثة أخرى، أو مأساة.
الإعلام الرياضي.. هو بيت الداء. وصراع الفضائيات هو مصدر الخلافات.
والمؤكد.. أنه مهما بلغ السياسيون من حكمة ومهما كانت بلاغة العقلاء في الحكومات، فإنه يتعين على الجميع أن يفيقوا من غيبوبتهم.
يجب أن يتم تدعيم الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وأن ينشط أكثر، وأن يتحول لاتحاد اشمل يضم أيضا خبراء في الإعلام الفضائي.. ولا مانع من تغيير اسمه ليكون للإعلام الرياضي وليس للصحافة فقط وأن تكون له اجتماعات دورية لوضع استراتيجيات تقوم أولا على تخفيف حدة الحساسيات طالما أن بعض الحكومات تكتفي بالمشاهدة.
الموضوع خطير.. وللأمير سلطان بن فهد دور كبير.