|


فتحي سند
جدوى الأكاديميات
2009-08-13
بما أن كرة القدم أصبحت استثماراً.. وتدر على أصحابها أموالاً طائلة، وبخاصة هؤلاء الذين يملكون لها أندية.. فقد كان من الطبيعي أن تكثر معامل التفريخ التي تصنع النجوم.
ومعامل التفريخ هي قواعد الناشئين في الأندية، أو الأكاديميات الخاصة، أو ما يشبه مراكز تدريب تحمل أسماء أندية كبرى في أوروبا وغيرها.
مكاسب (المجنونة) أو التي كانت مجنونة.. وهي كرة القدم تمثل الآن رصيداً كبيراً من رأس المال الذي يتم تداوله، بعيداً عن البورصة غير المضمونة.
أكاديميات الأندية كثيرة، ومنتشرة في العديد من الدول العربية، وثمارها يمكن أن تأتي بمكاسب كثيرة، على الصعيد المحلي.. أو الخارجي، ولاسيما أنها تقوم على أسس علمية.
ولأن (بيزنس) بيع اللاعبين تحول إلى مصدر رزق واسع للنجوم المعتزلين، فقد انتشرت أيضا مدارس أو أكاديميات تحمل اسم هذا النجم أو ذاك، ولأنه لا توجد قواعد أو ضوابط منظمة، أو إشراف مباشر من الاتحادات الأهلية، فقد زاد عددها بصورة رهيبة.
ولا شك.. أن قضية خطيرة، مثل التي ترتبط بفشل معظم اللاعبين العرب في الاحتراف الخارجي، يعود بالدرجة الأولى إلى عدم إعدادهم علمياً ونفسياً، لأن يتعاملوا مع نظام الاحتراف الصارم، ولأن ينفعلوا مع مجتمعات جديدة قد تختلف في سلوكياتها عن بيئتهم التي تقوم على عادات وتقاليد مختلفة.
والواقع أن تجربة اللاعب المصري تحديداً يمكن أن تكون مادة خصبة لبحث علمي شامل يمكن أن يوصل إلى نتائج مفيدة على كل الأصعدة، ومن ثم الاستفادة من محصلة هذه النتائج في وضع برامج الأكاديميات التابعة للأندية.. أما المدارس أو الأكاديميات التي تحمل أسماء نجوم فالمؤكد أن مكاسبها معروفة وواضحة، حيث تميل إلى مجرد المكسب المادي والسلام.
هل يعقل.. وتبعاً لأرقام وإحصاءات رسمية.. أن يفشل 42 لاعباً مصرياً في استكمال مشوار الاحتراف، ليعودوا إلى بلدهم في مقابل 12 لاعباً ما زالوا يترددون في العودة.. وأن لاعباً واحداً فقط هو الذي خرج ولم يعد إلا معتزلا.. اسمه النجم هاني رمزي؟!
مثل هذه الأرقام تمثل كارثة على نظام كرة القدم في أي بلد في العالم.. وتزيد الخطورة عندما يشار إلي أن الـ12 لاعباً الذين ما زالوا يتذبذبون في البقاء بملاعب غير شهيرة عالمياً مثل بلجيكا وقبرص واليونان وتركيا من ذوي الأسماء غير المعروفة.. أما المشاهير فقد عادوا جميعاً وآخرهم ميدو وعمرو زكي وقبلهما أحمد حسن وأحمد فتحي والحضري، وآخرون.. وحتى من احترف في الملاعب العربية فشل.
إذن.. القضية خطيرة.
والأخطر منها أن اللاعب الإفريقي الأسمر والآسيوي الأصفر بدأوا يغزون الملاعب الأوروبية الكبرى مثل إنجلترا وإسبانيا.
مشروعات الأكاديميات في غاية الأهمية، وبخاصة إذا كانت تتبع أندية.. ولكن للأسف أيضا الأجنبي منها على الأراضي العربية أكثر جدوى.. ويكفي الإشارة مثلا إلى أن الآرسنال وبرشلونة وإي سي ميلان لها أكاديميات في مصر ويلتحق بها أبناء الأهالي يدفعون لها أكثر مما يدفعون في أكاديميات وطنية.. هل وصلت الرسالة؟.