|


فهد البطاح
رصاصة الأمل
2011-12-20
حملت رصاصات الرماة السعوديين وسهامهم التي اقتنصت الميداليات العربية بكافة أنواعها وأشكالها في طياتها أملاً بمستقبل واعد ومشرق للرياضات الفردية السعودية متى ما استثمرت هذه النقلة النوعية للمنجز الذي من الممكن أن يشكل نقطة التحول في هذه الرياضات التي طالما تصدت لها القوى بشجاعة ونجاح في المحافل الخليجية والعربية والعالمية رغم التراجع القسري الطبيعي الذي صاحبها في الفترة الأخيرة في ظل رغبة اتحاد القوى في ضخ العديد من المواهب الشابة التي خلفت أبطالاً طالما قدموا الكثير من الميداليات، فالمتأمل جيداً في بواطن هذه القفزة يلحظ الفائدة الكبرى التي ستجنيها الرياضة السعودية في المستقبل القريب من تنوع قاعدة الارتكاز للألعاب المنتظر منها الإنجاز، فميداليات الرماية والسهام الـ(26) في الدورة العربية الثانية عشرة المقامة بالدوحة أسهمت بشكل كبير في إنقاذ الرياضة السعودية من خطر التواجد في قاع الترتيب للدول العربية عقب الخروج الجماعي لغالبية الألعاب السعودية المشاركة في الدورة خالية الوفاض سواء من التايكوندو أو البولينج أو الجولف وحتى الجودو ناهيك عن الجمباز التي اختير أفضل لاعب سعودي فيها من قبل اللجنة الفنية للجمباز للتواجد كلاعب احتياط ليشارك متى ما أصيب أحد أبطال 11 دولة كانوا يتنافسون على نهائيات الميداليات بينما اكتفينا نحن وبطلنا بالفرجة عليهم ومن حسن حظنا أن أحداً منهم لم يصب بأذى، ولم تكن الألعاب الجماعية أوفر حظاً إذ كان لها نصيب الأسد من الخروج المر ابتداء بالخروج السريع لفريق كرة القدم ومروراً بالسلة وانتهاء بالطائرة اللذين اكتفيا بالفوز على فلسطين وخسرا من بقية المنتخبات وبقيت اليد تصارع وحيدة لنيل البرونز.
ومع تتالي الدورات العربية لم تستطع السعودية اقتحام المراكز الأربعة الأولى في سلم ترتيب الدول العربية طوال 10 مرات شاركت فيها من أصل 12 دورة عربية واكتفت بتحقيق أفضل مركز لها (الخامس) طوال الدورات السابقة ولأن الوصول إلى القمة يتطلب عملاً مضنياً وشاقاً ولكنه ممكن إذا طرقنا باب الحلول خلال الأربع سنوات المقبلة للاقتراب من القمة كخطوة تسبق الوصول إلى صدارة الترتيب العام ويتلخص أحد هذه الحلول بدارسة مستفيضة لجميع نتائج ومخرجات الدورة الحالية وما سيليها للنظر في الألعاب التي تمنح ميداليات أكثر من نظيراتها وأعني الفردية واختيار 3 ألعاب يتم التركيز عليها ووضع كافة الثقل فيها لتكون رافدة للعبة القوى وبالتالي سيتوفر لنا رصيد كاف يؤهلنا لتجاوز المركز الخامس كخطوة أولية في الأربع سنوات المقبلة بدلاً من مواصلة التنوع في المشاركات على حساب الكم، أيضا ما المانع في النظر لقائمة الألعاب الفردية التي شهدت طوال تاريخها تحولات من أبطال دولة إلى أخرى لننظر ما هي اللعبة التي قارب أبطالها على الاعتزال أو انتهاء جيلهم أو انحسرت منافستهم عليها في الفترة الحالية لنركز عليها.
لجنة تقييم الأداء السعودية أبعدت الملاكمة والمصارعة عن البطولة العربية وعقب تقديمها لخطاب التماس قبله الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل سمحت بمشاركة 6 ملاكمين ومصارعين جلب اثنان منهم ميداليتين برونزيتين، فيما ارتأت مشاركة ألعاب أخرى احتلت المراكز الأخيرة في سلم الترتيب للمنافسات بدون تحقيق نتائج تذكر، واستبعدت العديد من الفرق الأخرى عن المشاركة فاستحقت القول بأن اللجنة تحتاج بشكل عاجل تقييم أدائها.