تشهد كرة القدم (لدينا) في الأشهر القليلة المقبلة مرحلة جديدة يتخللها تغيير شامل في اتحاد القدم وبعض المستجدات من أبرزها: استحداث الجمعية العمومية والتي ستكون عبر بوابة الانتخابات. ـ لن أتحدث عن الفراغ الكبير الذي ستخلفه استقالة الأمير نواف من رئاسة اتحاد القدم.. فمهما قيل.. يبقى ابتعاد الرئيس العام لرعاية الشباب وبشكل مباشر عن رئاسة اتحاد القدم خسارة كبيرة لكرة القدم السعودية بأكملها.. فوجوده على هرم اتحاد الكرة يعتبر قوة وأكثر دعم (مادي ومعنوي) لهذا الاتحاد.. ولعل واقع الاتحادات التي لم تحظ بوجود الرئيس العام لرعاية الشباب في رئاستها دليل يؤكد ذلك. ـ ولكنني سأتحدث عن الانتخابات في رياضتنا..علما بأنها لم تعد جديدة بالنسبة لنا.. فسبق وأن شهدت اتحاداتنا الرياضية هذه التجربة على أرض الواقع في التشكيل الأخير لها. ـ تجربتنا السابقة مع الانتخابات الماضية تحتاج لمراجعة وتقييمها تقييماً دقيقاً قبل الشروع في وضع الضوابط وشروط الانتخابات الجديدة... حتى يتم تلافي السلبيات التي حدثت فيها... ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن الانتخابات السابقة لم تقدم أي إضافة للرياضة السعودية بل إنها كانت من أهم الأسباب التي ساهمت في تراجع وتدهور رياضتنا في السنوات الأخيرة. ـ لذلك علينا قبل الانتخابات تحديد الهدف الحقيقي لها؟ وماذا نريد منها؟ وألا يكون الغرض منها.. إلا (مجرد) وصول صوت الأندية في الجمعية العمومية فقط. ـ فالهدف الحقيقي من هذه الانتخابات.. هو الحصول على كوادر وكفاءات مؤهلة ومتخصصة في المجال الرياضي وتخصصات كرة القدم بفروعها تساهم في تطوير كرتنا والتفوق على الآخرين في البطولات القارية والدولية.. بانتخاب جماعي فيه رضا وقناعة وثقة الجميع على القيادات التي ستعمل على تطوير كرتنا في المرحلة المقبلة...خاصة وأن تطوير كرة القدم يحتاج لفكر رياضي يسهم في رسم التخطيط القوي الذي يضمن عودة كرتنا للمنافسة في البطولات القارية والدولية. ـ عموماً... نجاح الانتخابات المقبلة يتوقف بدرجة كبيرة على مدى فاعلية الشروط والضوابط التي سيتم الاعتماد عليها.. فهي العامل المباشر الذي سيضمن وصول الكفاءات الرياضية المؤهلة والخبرات المتخصصة في كرة القدم. ـ لهذا لابد وأن يتم انتخاب جميع المرشحين للجمعية العمومية.. وفقاً لشروط دقيقة وضوابط محددة.. يأتي في مقدمتها: ـ المؤهل العلمي الرياضي.. بحيث لا يقل عن درجة البكالوريس كحد أدنى. ـ الخبرات والتجارب (الميدانية) الناجحة في أحد مجالات كرة القدم كأن يكون لاعبا أو مدربا أو حكما أو إداريا ويفضل من سبق وأن عمل باللجان واتحادات كرة القدم (الدولي أو الآسيوي أو العربي أو المحلي) أو في النادي لمدة لا تقل عن 10 سنوات على الأقل. ـ ولنجاح انتخاباتنا.. أتمنى من الجميع مد جسور التعاون مع اللجنة المشرفة على الانتخابات الحالية للجمعية العمومية والتي يرأسها الدكتور ماجد قاروب.. فهذا الرجل يمتلك خبرة كبيرة في العملية الانتخابية.. خاصة وأنه عاش الانتخابات ووصل لمناصب عديدة بالانتخابات.. فهو رئيس المجلس الوطني للرقابة على الانتخابات البلدية باعتباره رئيس اللجنة الوطنية للمحامين بالسعودية وعضو مشارك في التحكيم لدى الاتحاد الدولي للمحامين ورئيس لجنة المحامين بالغرفة التجارية بجدة.