|


فهد القحيز
مدينة حديثة للخرج.. يا أمير الشباب
2011-12-28
واكب مباراة الشعلة والهلال ضمن الدور 16 لمسابقة ولي العهد شغب جماهيري يبقى تصرفا غير مقبول على الإطلاق، فالمباريات مهما كان فيها من تنافس تبقى في النهاية وسيلة لتقوية أواصر الود والمحبة وتعزيز العلاقات وليست وسيلة للتناحر والتنافر، هذا الأمر الهام الذي يجب أن يدركه كل مشجع سعودي.. لكي نحافظ على ترابطنا في هذا الوقت العصيب الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى تماسك مجتمعنا ولحمتنا الوطنية.
ـ معروف أن نجاح أي مباراة في كرة القدم يتوقف على مكانها (الملعب) ومدى توافر التجهيزات والمستلزمات التي تحقق الأمان والسلامة فيه، وفي حال أي قصور في أي منها فإن حدوث المشاكل الجماهيرية يبقى أمرا واردا وبدرجة كبيرة.. وهذا ما أكدته دراسة (Volkamer) التي أجريت على أكثر من (1800) مباراة في كرة القدم والتي توصل (فولكامر) من خلالها إلى أن الملعب غير المناسب كان من أبرز العوامل المسببة لظهور العنف والاعتداءات الجماهيرية في المباريات، فشغب ملعب الشعلة جاء متوافقا مع هذه الدراسة ويعتبر حالة من الحالات النادرة التي تحدث في مبارياتنا المحلية، فهو لم يأتي كنتيجة لمشكلة أو خطأ حدث في المباراة، كما أن ليس له علاقة بمجرياتها.. فدخول الجماهير في الملعب والفوضى حدثت قبل أن تبدأ المباراة.
ـ عموما المشكلة حدثت ولاتحتاج إلى جهد كبير لمعرفة أسبابها، فملعب صغير عدد مقاعد مدرجاته لاتزيد عن حوالي (3) آلاف مقعد، ويحضر للعب فيه فريق من أكبر فرقنا المحلية ذي الشعبية الجماهيرية الواسعة، فيا ترى ماذا تتوقع أن يحدث؟ فالأحداث التي واكبت هذه المباراة تكفي للإجابة.
ـ فالذي حدث ما هو إلا تجاوزات وتصرفات لا مسؤولة وإفرازات شباب صغار في سن المراهقة، ربما يكون سببه الجوهري هو الزحام والتدافع وما صاحبهما من الفوضى الناتجة عن محدودية السعة الجماهيرية لمدرجات الملعب وتواضع تجهيزاته الأمنية وعدم ملاءمته لإقامة مثل هذه المباراة الجماهيرية.. بالإضافة إلى ضعف التنظيم الأمني وقت المباراة، فأعتقد أنه لو كان هناك تنظيم أمني جيد لتم ضبط الجماهير وإغلاق الملعب وعدم السماح بتدافع الجماهير ودخولهم بعد امتلاء المدرجات، وهنا أود أن أشيد بالجهود التي بذلها محافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز الذي تدخل وأنقذ الموقف حينما أمر بتوجيه مزيد من التعزيزات الأمنية لملعب المباراة.
ـ إن من أهم الحلول الجذرية لهذه المشكلة هو المسارعة في تنفيذ المدينة الرياضية التي صدرت الأوامر الكريمة بإنشائها في محافظة الخرج.. وطالما أنها تحت الإنشاء..أتمنى أن تكون سعة المدرجات المقررة لملاعبها متواكبة مع الكثافة السكانية لمنطقة الخرج.
ـ فالخرج منطقة كبيرة يبلغ عدد سكانها حوالي (500) ألف نسمة (تقريبا) ويتبع لمكتب رعاية الشباب بها (10) أندية.. لذا لابد أن تكون مدرجات الملاعب المقرر تنفيذها بهذه المدينة الرياضية متوافقة مع النمو السكاني السريع الذي تشهده الخرج.. لاسيما أنه تم توطين التعليم الجامعي فيها من خلال وجود جامعة الأمير سلمان وغيرها من الكليات الصحية والفنية، أضف إلى ذلك أن شباب هذه المنطقة لهم شغف بحب الرياضة وعشقها ولديهم حرص شديد على المتابعة الحضورية للمباريات، ولعل التدافع الجماهيري على دخول لقاء الشعلة والهلال (الأخير) خير شاهد.
ـ فوجود مدينة رياضية حديثة بالخرج يساهم بمشيئة الله في تطور الرياضة في هذه المنطقة مما ينعكس ذلك على تقديم لاعبين ورياضيين يخدمون الرياضة السعودية ويحققون مع منتخبات المملكة مزيدا من الإنجازات والبطولات الرياضية.
ـ بالإضافة إلى أن وجود مدينة رياضية بها ملاعب عالية المستوى قريبة من العاصمة الرياض سيكون له بعد استراتيجي، حيث سيخدم اتحاداتنا الرياضية في حال استضافة المملكة لأي بطولة قارية أو دولية.
ـ المدينة الرياضة حلم رياضيي الخرج، ويأملوا أن يشاهدونها على أرض الواقع في القريب العاجل، وهذا هو طلب العديد من شباب الخرج الذي حملته وأنقله لك يا أمير الشباب (في هذا المقال) وهم يرغبون في تحقيقه.