|


فهد القحيز
الحكام ومعايير فيفا التطويرية
2011-06-19
أصبحت لعبة الكرة تحظى بمكانة عالمية جماهيرية مرموقة، وتصرف عليها مبالغ مالية تفوق ميزانيات العديد من الدول، كما أن المستوى الفني للمباريات شهد بعد الاحتراف تطوراً ونقلة نوعية في مستويات اللاعبين هذا من جهة، ومن جهة أخرى صار الفوز بمثابة الربح المالي، كيف لا؟ وهو الآن أصبح يترتب عليه جلب للاستثمارات والعقود وتحقيق الأرباح المالية، لذا لابد أن يواكب هذه الطفرة تحكيم متميز لكل ما يحدث الآن هو العكس، فالأخطاء التحكيمية هي الهاجس المخيف لدى أي فريق أو منتخب في كل مباراة أو بطولة يشارك فيها.
ـ حقيقة الأخطاء الفادحة وتكررها تعد واحدة من أقوى الأسباب المؤدية لإطلاق التصريحات المسيئة التي تسبق المباريات، وكذلك الهجمات الشرسة التي يشنها المدربون واللاعبون ومسئولو الفرق وحتى الجماهير بعد المباريات.
ـ والكل يتذكر الضجة والحملة الإعلامية التي شنت على التحكيم في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وخاصة الهجمة الشرسة التي شنها الانجليزي على فيفا والحكم الأورجويانى (جورج لاريوندا) الذي لم يحتسب القذيفة التي سددها لامبارد وارتطمت بالعارضة وتجاوزت بوضوح خط المرمى الألماني بمتر على الأقل.
ـ الأخطاء القاتلة للحكام التي حدثت في المونديال الأفريقي أدت إلى قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتحرك لوضع حد لها ومحاولة التخلص منها، ولعل ما فعله فيفا مؤخرا حينما ألزم الاتحادات الوطنية بالاعتماد على خطة عمل مبنية على أساس العمل الاحترافي بهدف الوصول بالحكام والتحكيم لمستويات متميزة تساهم في تطور الأداء الكروي العالمي.
ـ فيفا في أولى خطواته التطويرية للحكام في بلدان العالم سيقوم في الفترة المقبلة بإعادة تقييم عمل لجان التحكيم في الاتحادات الأهلية خلال الفترة المقبلة من خلال معايير دقيقة في سبيل النهوض بالتحكيم والوصول به إلى أفضل المستويات.. بداية من الاهتمام بالحكام المبتدئين والذين هم بمثابة القاعدة في البلدان والتي تعتبر أساس العمل في تفريخ الحكام المتميزين على المستوى العالمي سعيا لاحترافية العمل لإيجاد نوعية من الحكام وعلى مستوى عال، لكي يتمكنوا من المشاركة المتميزة وتحقيق النجاح التحكيمي في أهم البطولات القارية والدولية.
ـ و للمعلومية المعايير الجديدة التي وضعها الاتحاد الدولي لتقييم عمل لجان التحكيم في العالم.. تتمثل في:
أولا: أهمية وجود دائرة خاصة بالتحكيم تحظى بالاستقلالية الإدارية.
ثانيا: أن تكون قاعدة التحكيم كبيرة.
ثالثا: أن يتواجد عدد من المحاضرين المختصين بشؤون التحكيم وكذلك مقيمي الحكام.
رابعا: أن تكون هناك مدرسة للحكام الواعدين تستقبل الشباب صغار السن للانضمام إلى سلك التحكيم في سن مبكر.
خامسا: أن يكون هناك مدربون للياقة البدنية يهتمون بتنمية الجانب البدني للحكام.
سادسا:أن يكون هناك مستشار دولي يتم الاعتماد عليه في العديد من الأمور التحكيمية المهمة.
سابعا: أن تتوافر في اللجان التحكيمية مكتبة تحوي كل الكتب والبحوث والمنشورات التي تعنى بالتحكيم.
سابعا: وجود تنظيم إداري ومالي خاص بعمل لجان التحكيم.
ـ لذلك لابد من التماشي مع هذه المستجدات والمسارعة بتطبيقها في لجنة حكامنا حتى تتوافر منهجية لعمل ترتكز على أسس علمية إدارية احترافية لاسيما وأن لجنة الحكام تعد جزءاً من منظومة عمل اتحادنا العزيز، ولاننسى أن لجنة الحكام لها دور كبير في إدارة شؤون الحكام وإعدادهم وبنائهم وتطويرهم.