|


فهد القحيز
ذبحنا الحكم
2010-10-18
الحكم ظلمنا..الحكم سلب حقوقنا... انهزمنا بفعل التحكيم... لحكم ذبحنا من الوريد إلى الوريد.. الحكم سبب خسارتنا...الخ, حقيقة عندما يسمع الشخص مثل هذه العبارات والتي داما ما يرددها معظم المشجعين والجماهير وخاصة عند خسارة فرقهم... يتبادر إلى ذهنه بأن الحكام يتعمدون ارتكاب الأخطاء, وأنها تحدث بإرادتهم!! فهل يعقل أن يجلب الحكم الفشل لنفسه؟ باختصار شديد الإجابة (لا) فالحكم لو تعمد ارتكاب الأخطاء فإنه سيفشل في مباراة وسيتعرض للعقوبة وسيوقف وإذا تكرر منه ذلك في أخرى وثالثة يبعد من التحكيم وفي النهاية يخسر هذا المجال.
ـ ولو سألت أي شخص يعمل في أي عمل من مجالات العمل المختلفة فلن تجد هناك شخص يتعد الأخطاء (بإرادته) لأنه لو فعل ذلك فكأنه يسعى على إفشال نفسه... ولا ننسى أن الشخص دائما يسعى ويقاتل من أجل النجاح... وذلك لمصلحة سمعته ورفع مكانته... حتى يترقى ويتقدم إلى مستويات ومراتب أعلى.
ـ لذلك لا بد وأن نرتقي بمستوى فكرنا وثقافتنا ونغير هذه النظرة السلبية تجاه أداء الحكام وأخطائهم... ولا بد أن ندرك بأن الأخطاء التحكيمية التي تحدث في مباريات كرة القدم.. عفوية (وغير مقصودة).... وبدون مبالغة إذا قلت بأنها تحدث غصبا عن الحكم.
ـ عموما الأخطاء التحكيمية دائما ما يكون لها علاقة بمستوى إمكانات الحكم وكفاءته وخبرته, وهنا يبرز أهمية تأهيل الحكم وإعداده وتحضيره للمباريات وأيضا دور ومسؤولية اللجان التحكيمية في تصحيح أخطائه أولا بأول حتى لا تتكرر وبالتالي يتطور أدائه من مباراة إلى أخرى.
ـ فالواجب أن نتجنب التشكيك في ذمم وأمانة الحكام... لأنه إذا سرنا على هذا النهج فسندخل كرة القدم في نفق مظلم يصعب حله والتعامل معه...وأذكر كل من يشكك في نوايا الحكام وأمانتهم... بأن الرياضة فيها مبادئ وقيم تحكمها.
ـ وأتمنى عندما يخطئ الحكم أن ينتقد نقدا فنيا... كأن يتم تحديد الخطأ الذي وقع فيه مثلا ومناقشة الأسباب التي أدت به إلى ارتكاب هذا الخطأ وتقديم الحلول الصحيحة وهكذا.
ـ أعتقد لو حدث ذلك في وسائل الإعلام لدينا.... لانحلت مشكلة التحكيم وتحسن أداء الحكام وتطورت مستوياتهم ونجحت مبارياتنا وبطولاتنا الكروية.