|


فهد القحيز
البلطان.. وحافلة الأهلي
2009-03-08
أحداث مباراة الشباب والهلال (الأخيرة) أكدت براءة الحكم السعودي وعدم تحميله مسؤولية المشاكل االجماهيرية التي حدثت في بعض المباريات المحلية في المواسم الماضية.
ففي لقاء (الخميس) غاب الحكم الوطني ومع ذلك تكرر ظهور سيناريو المشاكل في ملاعبنا الرياضية، فالكل شاهد حادثة البلطان (في المنصة) ودخول المدرب الأرجنتيني (هيكتور) لأرضية الملعب معترضا ومتهجماً على حكم المباراة.. الألماني (فريدرك).
ـ لن أتحدث عن هذه التجاوزات والاشتباكات، فالذي يهمنا هو التعرف على الأسباب التي أدت إلى وصول الأمور إلى تلاسن واشتباك أحد الجماهير الهلالية مع البلطان في المنصة، ودخول (هيكتور) المتهور لأرضية الملعب.
ـ فيا ترى هل السبب مرتبط بقوة التنافس بين الهلال والشباب وأهمية الفوز في هذه المباراة؟
أم أن السبب يعود كإفراز لحدة التوتر والاحتقان الذي خلفته الآثار السلبية لبعض البرامج في الوسائل الإعلامية للأندية.. وأيضاً في بعض القنوات الرياضية التي دخلت في امتلاك حقوق التغطية والنقل التلفزيوني في مسابقاتنا المحلية.. والتي أصبح فيها التعامل مع أحداث المباريات بنوع من (الميول المادية) وما تبثه من إثارة وتشويق (تحليلي) بهدف الجذب والمتابعة (فقط) حتى إن كان على حساب إثارة وتأجيج الجماهير ونشر التعصب والتطرف الرياضي. أم أن السبب مرتبط بقصور ثقافي للشارع الرياضي لدينا وقلة الوعي وعدم استيعاب مفهوم التشجيع الرياضي.. وتقبل الهزيمة والخروج من دائرة المنافسة وعدم الحصول على البطولة.
أو أن هناك أسباباً أخرى لهذا التعصب والاحتقان.
ـ عموماً أكدت هذه المباراة بأن التحكيم ليس هو السبب الرئيسي في المشاكل الجماهيرية.. وأحداث المدرجات، فرغم أن التحكيم في لقاء الشباب والهلال (المثير) أجنبي ولم تحدث منه أخطاء مؤثرة.. ومع ذلك حدث ما حدث.
ـ حقيقة المسألة خلف العديد من المشاكل أكبر من كونها أخطاء حكم أو أخطاء مدرب أو أخطاء لاعب أو إداري، والأمر ما هو إلا أن الهزيمة في مباراة في دوري محترفين أصبحت غير مقبولة على الإطلاق.. مهما كان الأمر، لأن النظرة لها أصبحت كأنها خسارة مالية.
ـ فالمفاهيم الرياضية تغيرت بعد تحول الرياضة من الهواة إلى الاحتراف.. فمفهوم الفوز في عصر الهواة غير مفهوم الفوز في مباريات المحترفين،
هذا التحول في المفاهيم الرياضية انعكس أيضاً على التعاطي الإعلامي مع المباريات، وأصبح التعامل مع أحداث المباريات بنوع من الميول المادية.. من خلال تشويق إعلام الأندية لها وفرض التعصب والمصالح الخاصة.. خلق الإثارة على حساب المصلحة العامة في معظم البرامج في القنوات الرياضية.
ـ وإذا كنا نرى أن التعاطي الإعلامي هو أحد الأسباب الرئيسية خلف الاشتباكات البسيطة في مباراة الشباب والهلال.. وما صاحبها من أحداث، فإنه أيضاً السبب خلف نشر التعصب والتطرف وإثارة وتأجيج الجماهير التي قامت بتهشيم زجاج حافلة رابطة النادي الأهلي بعد مباراة (مكة) بين الوحدة والأهلي ضمن مسابقة الدوري السعودي للمحترفين.
ـ وبما أننا نعيش الاحتراف منذ أكثر من 18 سنة، فإن اللجوء إلى إيجاد لوائح تنظيمية وانضباطية (حديثة) ذات عقوبات مالية هو الوسيلة المثلى لحفظ حقوق الأندية والمؤسسات والأفراد ونجاح المباريات في مسابقاتنا المحلية.