|


فهد القحيز
الكثيري واختلاف المحللين
2008-12-21
ظهرت في الأيام الماضية.. بعد مباراة الشباب والأهلي (الأخيرة) ضجة كبيرة وجدل تحكيمي واسع، صاحبه اختلاف كبير في الوسط الرياضي على بعض قرارات الحكم (سعد الكثيري) في هذه المباراة.. بين بعض الكتاب والنقاد الرياضيين والمحللين التحكيميين (في القنوات الرياضية) مع منسوبي لجنة الحكام الرئيسية، وهذا أمر عادي لأن الأخطاء التحكيمية تحدث طالما أن هناك مباراة كرة قدم سواء كانت في مسابقاتنا المحلية أو المسابقات والبطولات الخارجية. فالأخطاء التحكيمية تبقى جزءاً من اللعبة، والتحكيم الناجح هو الذي يخرج من المباراة بأقل أخطاء.
ولكن الأمر الغريب هو الاختلاف الذي حدث بين المحللين التحكيميين (أنفسهم) بعد هذه المباراة، وهذا ما يثير الدهشة ويجب التوقف عنده ومعرفة الأبعاد الحقيقية لهذا الاختلاف.
ـ والسؤال المطروح هنا: إذا كان المحللون التحكيميون اختلفوا فيما بينهم مع أنهم شاهدوا الحالات (التي دار حولها الجدل) أكثر من مرة وأعطوا قرارهم بعد الإعادة التلفزيونية (بالحركة البطيئة) وإيقاف اللقطات عبر الفيديو وتحليل الصورة بالوسائل التي تمكنهم من الحكم الصحيح على القرار، فكيف نلوم الحكم (الكثيري) على قراراته علما بأنه يتخذها في جزء من الثانية.. دون إعادة أو مشاهدة أخرى؟!
وهذا ما يجب أن يقدره المتابع الرياضي.
ـ اعتقد إنه طالما كان هناك اختلاف (وانقسام) في الرأي الخاص بالحالات التي حدثت في هذه المباراة، فإن القرار حولها يبقى قراراً تقديرياً، والقرار التقديري منحه القانون لحكم المباراة (فقط)، ويجب تقبله بعيدا عن التفسيرات والشكوك والتأويلات الأخرى.
ـ حقيقة التعاطي الإعلامي مع التحكيم (لدينا) بهذه الصورة لن يخدم تطوير حكامنا المحليين، بل إنه سيجعل التحكيم في مسابقاتنا المحلية قضية (شائكة) يصعب حلها والتعامل معها.
وستنتج عنه آثار سلبية (عديدة) على زعزعة التحكيم المحلي، وإثارة الأندية واهتزاز الثقة في حكامنا.. الذين تبذل في سبيل إعدادهم وتطويرهم جهود كبيرة من الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل.
ـ أنا هنا.. لا أطالب بتكميم الأفواه.. أو عدم التطرق للأمور التحكيمية، بل أتمنى أن يكون تعاملنا مع التحكيم بأسلوب حضاري بعيدا عن الميول والتعصب والمصالح الخاصة. وأذكر بأن التحكيم عامل رئيسي في لعبة كرة القدم، ولا يمكن أن تتطور هذه اللعبة الجماهيرية لدينا إلا بتطوره، وتطوره لن يحدث إلا بتكاتف الأندية والإعلام والجماهير، والأولى شعرت الآن بحجم التكاليف المالية المترتبة على حضور الحكام الأجانب.