|


فهد القحيز
مركز فيصل بن فهد لإعداد الرياضيين
2008-08-24
بعد الميداليتين اللتين حققهما هادي صوعان (فضية سباق 400م حواجز) وخالد العيد (برونزية في الفروسية) في أولمبياد سيدني 2000م.. تولد لدى محبي الرياضة السعودية تفاؤل كبير لبقية ألعابنا للبروز والتألق وحصد الميداليات في الدورات الأولمبية، لأننا كبقية الشعوب نعيش التطور.. يوماً بعد يوم.
ـ لكن بعد اختفاء ألعابنا في أولمبياد أثينا 2004 وفي الأولمبياد الحالي ببكين، وتألق بلدان صغيرة كجامايكا وغيرها... وتسجيلها حضورا بشكل أفضل منا، فرض هذا التساؤل نفسه: هل نحن لا نملك إمكانيات ومقومات الإنجاز الأولمبي؟
ـ عموما من خلال الإجابة سوف نصل إلى السبب الحقيقي خلف ظهورنا المتواضع في الدورات الأولمبية.. وبقية المحافل الدولية
باختصار المقومات الأساسية لصناعة البطل الأولمبي تتحدد في:
ـ توافر الطاقات البشرية... لاعبين يملكون مواصفات ومتطلبات التفوق في المستوى الدولي.
ـ توافر الملاعب والأدوات والأجهزة
ـ توافر المال
ـ وجود التخطيط الرياضي
ـ التطوير والمتابعة
ـ ولو رجعنا إلى المقومات السابقة نجد أن أهمها موجود لدينا، فبلدنا قارة عدد سكانه يفوق 20 مليونا.. تتوافر به خامات لاعبين مناسبين لجميع الألعاب الرياضية. والملاعب متوفرة ومنتشرة في جميع مناطق ومدن المملكة، فهناك منشآت رياضية عملاقة للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة التربية والتعليم، والجامعات والكيات، وبقية القطاعات الأخرى، والنواحي المالية موجودة، فما تصرفه الدولة على القطاع الرياضي ربما يفوق ميزانية بعض البلدان التي حققت إنجازات في الأولمبياد!!
ــ وتبقى مشكلة الرياضة السعودية في المقومين الأخيرين، وهما ناتجان بسبب غياب الكوادر المؤهلة في المجال الرياضي (ذات الاختصاص بكل لعبة رياضية)، فمعظم الاتحادات الرياضية تعاني من التخطيط غير الرياضي، وما مسرحية (نوم) الدحيلب ومدربه.. إلا دليل يؤكد ذلك.
لذلك أتمنى من اللجنة الأولمبية أن تقوم بدور كبير في تطوير الألعاب الرياضية، كأن تقوم بعمل التخطيط ونقل الإعداد الأولمبي الحديث وتقديم الدعم والمشورة حول أساليب وطرق بناء الرياضيين الأبطال.. وأفضل المدربين والأجهزة والأدوات.. الخ.
وتساهم مع الاتحادات الرياضية في صياغة الخطط والبرامج، بالإضافة إلى الإشراف ومتابعة التنفيذ في الاتحادات والأندية.
ـ وبالمناسبة، أتمنى إنشاء مركز رياضي لبناء وتجهيز الرياضيين الأبطال في كافة الألعاب الفردية، مثل المشروع الصيني رقم (119)، الذي أوصل الصين إلى زعامة الترتيب في الأولمبياد الحالي، واقترح أن يحمل اسم الأمير الراحل فيصل بن فهد.. هذا الرجل الذي خدم رياضتنا فترة طويلة.