|


فهد المطيويع
نجوم من ورق
2011-02-12
أجمع أكثر المتابعين على أن كلاسيكو جدة لم يرق لطموح المتابعين ممن كان ينتظر المتعة خاصة وأن اللقاء يجمع أفضل فرق السعودية تاريخاً ونجوماً ويطلق عليه (the cream of the cream)، ومع ذلك لم يكن هذا هو حال ذلك اللقاء، وقد نجد العذر للاعبي الفريقين إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حساسية المباراة والخوف من الهزيمة التي تعتبر بالنسبة للفريقين وجماهيرهما أمراً ليس بالهين, هناك من قال إن الفقر الفني ما هو إلا امتداد لمسلسل التدهور الشامل الذي اجتاح الكرة السعودية، وآخرون برروا هذا الانخفاض بتدهور مستوى النجوم، وبين هذا الرأي وذاك نقول: إن التدهور الكروي الحالي ليس محصوراً على الكرة السعودية، بل شمل الكثير من الدول العربية والخليجية بالذات بالرغم مما يصرف على كرة القدم من أموال طائلة، أي أن (الحال من بعضه) مع بعض الفوارق التي لا تذكر ولا يمكن أن تكون مؤشراً لتطور ملموس للكرة العربية في غرب آسيا, أما بالنسبة لنجومنا فإننا بشكل أو آخر تسببنا (إدارة وجماهير وإعلام) في ترسيخ مفهوم النجومية المطلقة بالنسبة للاعبينا وأوهمناهم بأنهم نجوم أفذاذ حتى لو أهملوا في الاعتناء بأنفسهم (رياضياً وصحياً)، أي أنهم موهوبون بالفطرة لذا فنجوميتهم لا يمكن أن تتدهور أو تتلاشى (بسهر أو سواء تغذية) والدليل ازدياد شعبيتهم وأرصدتهم يوماً عن الآخر حتى وهم يقدمون مستوياتهم البائسة ناهيك عن الإعلام الذي لا يتوانى عن الدفاع عنهم والطبطبة عليهم بشكل مبتذل، انظروا كم تفرد لهؤلاء النجوم الورقيين من صفحات ولقاءات وصور دون مراعاة لشعور جماهير محبطة لا تملك إلا أن تساير الوضع العام وغرور اللاعبين, مشكلتنا في الوسط الرياضي أننا نتسبب في الكوارث ونتبرأ منها بل ننتقدها في مرحلة من المراحل مع أن الرياضة منظومة متكاملة لا يمكن أن تنجح طويلاً إذا كان هناك خلل في أي جزء من أجزاء المعادلة, في الحقيقة جميع أطرافنا الرياضية معتلة وفي انحدار ولكن لأننا لا نرى إلا اللاعبين فقط لذا فهم الأحق بجلد سياطنا النقدية.

وجهة نظر
ـ أجد أن الإعلام النصراوي مختلف اختلافاً كلياً عن البقية، فهذا الإعلام رسم لنفسه خطاً منذ الأزل وتوارثته الأجيال الإعلامية جيلاً بعد الآخر ولأنهم مخلصون لما نذروا أنفسهم له فإنهم على العهد باقون مهما كلف الأمر, فهنيئاً للهلال بإعلام النصر وهنيئاً لإعلام النصر بالهلال، فأنا لا أستطيع أن أتخيل المشهد الرياضي دون هذا الثنائي الجميل.
ـ أحد أصدقائي وهو أمريكي مسلم يحب هذا البلد ويحب رياضته أرسل لي رسالة أثناء مباراة الهلال والاتحاد قال فيها الآتي: ماذا أرى، مباراة مخجلة هل تسمي هؤلاء رياضيين؟ في الواقع لم أجد ما أقوله لهذا الصديق سوى أن الوضع حالياً خرج عن دائرة السيطرة ولم نعد نملك الكثير من الحلول على الأقل في الوقت الحاضر، وكما يقال (مثل ما بتزرع بتحصد).
ـ طبعاً مازال الوقت مبكراً للحكم على مستوى لاعب نادي الهلال أحمد علي بعد أن شاهدناه أمام الاتحاد، ولكن السؤال هل الإدارة الهلالية مقتنعة بأسلوب التعاقدات الجديدة بعد أن تخلت عن سياستها السابقة والتي غيرت مفاهيم التعاقدات في وسطنا الرياضي, نعم التعاقدات السابقة مكلفة ولكن (الغالي ثمنه فيه) وإن كان ولا بد أتمنى أن يفتح المجال لمساهمة الجماهير الهلالية لرفع بعض الأعباء عن الإدارة ومن أجل المحافظة على التميز الهلالي.
مع التحية للجميع