|


فهد المطيويع
كرة ثلج التعصب
2011-02-05
عادت الحياة مجدداً للملاعب السعودية بعد بيات شتوي طويل وعاد معها سيناريو المهاترات وما يسمى الإثارة، وكانت البداية مع(الدقيقة) التي وقفها بعض لاعبي الهلال في البطولة الدولية في دبي لضحايا التفجير في روسيا بقيادة مناصري نادي النصر رداً على ما قيل تجاه وقفة لاعبيه في مناسبة مماثلة، وبين هذه وتلك نعيش في سطحية الطرح وفهم الأولويات التي لم تعد بتلك الأهمية في ظل النقاش الحاد والعقيم حول من(وقف أو انسدح) أولا على ملاعب هذه البسيطة, السؤال: لماذا أصبحت وقفة النصر أو الهلال أهم من مناقشة (انسداح) منتخبنا مكسوراً في مركز 82؟ ولماذا أصبح فوز فريق في مباراة محلية أهم من فوز منتخبنا ببطولة دولية؟ ومهما كان التبرير فإن الوصول لتلك المرحلة من التعصب يعتبر سقطة كبيرة في حق المنتخب وأيضا (أمية) متجذرة في فهم التنافس الرياضي وأمانة الإعلام, المؤسف أن من يقود مثل ذلك التعصب أسماء يفترض أنها تعدت مرحلة إغراء ووهج الإعلام ولكن للأسف من شب على شيء شاب عليه، دعونا نعترف أن مثل تلك القلة ساهمت بشكل مباشر في عزل الجماهير عن منتخباتنا الوطنية ورسخت مفهوم الأندية أولا ونشر التعصب الذي أصبح ككرة الثلج التي يزداد حجمها يوماً بعد الآخر, أزعم أننا نتحدث بإسهاب عن أهمية التخطيط واحترافية العمل وأهمية التخصص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتناسينا أن بيئتنا الحالية للأسف لا تساعد على أي نجاح.

وجهة نظر
ـ انتهت البطولة الآسيوية وذهبت البطولة لمن يستحقها مع نجاح باهر للقطريين في إثبات أنهم أفضل من ينظم المسابقات الرياضة، وليس ذلك فقط بل إنهم تفوقوا في موضوع النقل التلفزيوني حتى كدنا أن ننسى أن البطولة مقامة في بلد عربي أو خليجي, المحزن أننا بعد هذا العرس الكروي ونقله الباهر عدنا لكاميرات نقل مبارياتنا ومايصاحبها من بؤس وضعف تقني يشعرك بمدى تأخرك وتخلفك عن ركب التطور، مع أننا في القرن الواحد والعشرين, لا أريد أن أدخل في مقارنة ولكن أتمنى أن يكون تطور الآخرين في أي مجال حافزاً لنا لننفض غبار الكسل.
ـ عودة النصر القوية جرس إنذار لفرق المقدمة التي تعودت الحصول على البطولات في السنوات الأخيرة بطريقة التدوير في ظل تدهور وغياب النصر وفرق أخرى, ومع أن الوقت مازال مبكراً إلا أن المؤشرات تقول إن إحدى بطولات هذا الموسم ستكون من نصيب النصر، وإن كان الأهم بالنسبة لي بعد كل هذه الإحباطات أن نخرج من دائرة المسابقات المحلية وإثارتها المصطنعة إلى فضاء الآسيوية الذي هو المؤشر الحقيقي لتطور فرقنا المحلية.

وقفة
ـ مثل ماتوفق النادي الأهلي في التعاقد مع عماد الحوسني ها هو النصر يظفر (بقلب وعقل) المنتخب الكويتي بدر المطوع الذي حتماً سيصنع الفرق خاصة إذا ما أعطي الدعم من جماهير النصر الكبيرة, بالتوفيق لبدر الذي يعتبر من وجهة نظري من أفضل عشرة لاعبين في آسيا.
ـ اللقاء المنتظر بين الاتحاد والهلال يعتبر صفوة اللقاءات لما يملكه الفريقان من نجوم وإن كانت كفة الهلال هي الأرجح للفوز بنقاط تلك المباراة نظراً للإمكانيات الأفضل لاعبيه، وإن كان هناك من تفوق نسبي للاتحاديين فهو ينحصر في موضوع الحماس لدى لاعبيه, بالتوفيق للفريقين لتقديم ما تنتظره منهم جماهير السعودية والخليج.