|


فهد المطيويع
دعونا نفعّل الأخطاء
2011-01-22
مع أن الخروج الحزين من البطولة الآسيوية لم يكن مفاجأة لأحد، إلا أن ضجيج هذا الخروج مازال مستمراً، وسيستمر مع مسيرة المنتخب المحزنة, أنا شخصياً لم أتفاجأ أبداً بهذا الخروج، وأظن أن الكثيرين أيضا كانوا يشاطروني هذا التوقع، ومع ذلك هناك من يحاول أن يقنعنا بأن ما حدث صدمة وفاجعة للوسط الرياضي رغم كل مؤشرات التدهور السابقة التي تعيشها الكرة السعودية على جميع المستويات إذا ما استثنينا منتخب الاحتياجات الخاصة.. الكل أجمع بعد كارثة الثمانية على سوء الإعداد وسوء التخطيط وغياب الرؤية لمستقبل الكرة السعودية، ومع ذلك ظل الوضع على ما هو عليه لأن هناك من يؤمن بعنصر المفاجأة والحظ والفوز بدعاء الولدين، لذا لم يكن بالإمكان أحسن مما كان في ظل مسكنات الإنجازات الوقتية, شخصياً لو سئلت عن مشهدنا الرياضي بشكل عام لقلت إننا بربطة المعلم لا نملك الكثير من العلم والخبرة التي تساعدنا على استيعاب ما يحدث، ولانملك الأدوات التي تساعدنا لتجاوز هذه الورطة مع كل الاحترام للجميع, ببساطة نحن (ما نعرف) ندير أمورنا الكروية وغير قادرين على أن نخطط لمستقبلها ليس لأننا لانريد بل لأننا (ما نعرف) ونخجل أن نقول بأننا نغرق في شبر (مويه)، أي مشكلة رياضية وينقصنا الكثير في هذا المجال مع احترامي لخبرة الموجودين التراكمية والتي تقوم على التنظير المفلس الذي لا يواكب واقع المتغيرات من حولنا، لذا فنحن بحاجة لمن يعلمنا كيف ندير أمورنا الرياضية، وإنه آن الأوان أن نعطي هذا الموضوع الاهتمام المناسب من خلال عمل احترافي بحت, نحتاج لمن يعلمنا الإدارة الرياضية، نحتاج من يعلمنا كيف نخطط على أسس صحيحة، نحتاج لمن يعلمنا كيف تتم تنشئة اللاعبين، وكيف نزرع فيهم حب الكرة والانضباط الرياضي، وأيضا نحتاج لمن يعلمنا كيف نلعب الكرة، وكيف نتحرك داخل الملعب، نحتاج لمن يستطيع أن يرسم الخطوط العريضة لمهام الأندية، ببساطة نحتاج من يعلمنا (ألف باء الكرة ومفاهيم الكرة)، وكل ما يتعلق بأمور الاحتراف الصحيح، بعيداً عن عالم العشوائية والارتجالية والسطحية في التعاطي مع المتغيرات التي تعودنا عليها بفضل خبرائنا الرياضيين، والذين أجزم بأنهم لن يمانعوا في إجراء عملية قلب مفتوح لو طلب منهم ذلك، فهم بفضل ربي يفهمون في كل شيء, بكل أمانة أقول إننا جربنا خبراءنا المحليين (زعيط ومعيط) ولم نجن إلا الانكسار والنتائج المذلة، ففاقد الشيء لا يعطيه, في الختام أقول: دعونا نستفيد من الأصدقاء حول العالم (الألمان والإنجليز والأسبان والطليان والبرازيليين)، فهم أكثر خبرة منا في هذا المجال، وأنا على ثقة أن ثلاث سنوات فقط من التعاون مع بعض الدول المتقدمة سيكون بإذن الله مثمراً وسيغير الكثير من المفاهيم الكروية لدينا، وكما يقال ما ندم من استشار.
وجهة نظر
ـ لكي تعرف حجم التخلف الذي نعيش فيه ما عليك إلا أن تقرأ وتسمع تعليقات البعض في إعلامنا الذي فتح ذراعيه لكل من هب ودب ليشارك في هذه المناحة الموسمية، لا وكل المعلقين والمنظرين في كوم والهريفي ـ غفر الله له ـ في كوم بأسلوبه الركيك جداً وكلماته المتقاطعة التي لا تعرف أولها من آخرها, أنا أول مرة أشوف واحد يقول (دعونا نفعّل الأخطاء)، بهذا الحماس يا رجل خاف الله في المشاهدين, والله صدق من قال: "وين عاقلهم قال (ها المربط)".
ـ يكثر الحديث هذه الأيام عن عقود اللاعبين المحليين والمبالغة فيها بالرغم من المستوى المتدني لأكثر اللاعبين السعوديين، وأنا أتفق من حيث المبدأ على أن هناك مبالغة في عقود اللاعبين ولكنني في نفس الوقت أقول إن الموضوع عرض وطلب ولم تجبر الأندية على دفع تلك المبالغ الكبيرة ولكن دعونا نكون صادقين مع أنفسنا ونتساءل عن أسباب التركيز على عقود اللاعب المحلي ونتناسى عقود اللاعبين الأجانب بالرغم من أن أكثرهم أنصاف لاعبين, على الأقل هذه المبالغ تذهب للاعب سعودي وتستثمر في الداخل، أضف إلى ذلك أن عمر اللاعب السعودي قصير في الملاعب وهذه المبالغ (يادوب) تحفظ كرامته في كبره، ليتفادى معاريض الشحاذة للحصول على علاج أو مساعدة مالية تسد عجزه في كبره.
ـ يمكن أن نشبه المشهد الإعلامي حالياً بالفريق الريفي الذي يلعب أول مرة أمام الجماهير وفي ملعب مزروع، فمن فرط الحماس لا تعرف الوسط من الهجوم، وأحياناً لا تعرف من هو حارس الفريق, بكل صدق الموضوع يحتاج وقفة فقد طغى الغث على السمين يا مسؤولي الصفحات والقنوات الرياضية.