|


فهد المطيويع
ماذا لو؟
2011-01-08
يستهل غداً منتخبنا السعودي مبارياته الآسيوية في الدوحة أمام المنتخب السوري الذي يطمح لأن يترك بصمة مختلفة هذه المرة وقد يفعلها حتى لو كان الضحية منتخبنا الذي كان بطلاً في يوم من الأيام, طبعاً هذا ليس تشاؤماً ولكن قد يكون نوعاً من الواقعية التي فرضت نفسها رغم محاولات التجاهل من قبل الإعلام الذي صب جام (نقده) تجاه مدرب المنتخب رغم حالة اللا توازن التي تعيشها الكرة السعودية بشكل عام سواء على مستوى المنتخبات أو حتى الأندية التي كان لها نصيبها من هذا الفشل وليست الآسيوية أو الخليجية عنا ببعيد, هنا أتساءل هل سيصبح بيسيرو مدرباً خارقاً لو حقق منتخبنا كأس آسيا؟ الجواب (نعم) بكل تأكيد سيصبح هذا المدرب عظيماً وصاحب القدرات الخارقة وسننسى كل ما قيل في حق هذا المدرب لأننا ببساطة عاطفيون ونقدنا لا يخرج من دائرة العاطفة والأماني، وفي المقابل أتساءل هل سنعود لأسطوانة المناحة التي تعودنا عليها مع كل فشل؟ وهل يكفي أن نبكي على اللبن المسكوب في حالة خروجنا بخفي حنين؟, كثيرة هي تساؤلاتي ولكن اسمحوا لي بطرح سؤالي ما قبل الأخير كيف تعاملنا مع تجارب الفشل السابقة؟ دعوني أرجع قليلاً لما قبل بيسيرو هل كنا في أحسن حال قبل التعاقد معه؟ لا أعتقد ذلك لأننا كنا مع المدرب ناصر الجوهر والبرازيلي أنجوس نسعى للمنتخب الحلم أو هكذا قيل لنا ومع ذلك وذهبوا وذهبت معهم أحلامنا, بكل صراحة لا بيسيرو ولا غيره يملك عصاً سحرية ليغير واقع كرتنا الفني لأننا انشغلنا بأمور لا علاقة لها بالتطوير أو (المحافظة على البقاء في القمة) فالإثارة والسبق الصحفي أصبحتا أهم من أي تخطيط أو تطوير حتى أننا أصبحنا كمتابعين ننتظر مباريات الاستوديوهات بعد انتهاء مباريات الملاعب وقد أزيد بأننا أصبحنا مغرمين بالألقاب (أفضل هداف، أحسن ناد، أفضل جمهور، وأحسن وأحسن إلى ما لا نهاية) مع أن كل هذه السطحية والغثاء لا تحققان بطولات, ما نحن فيه من وجهة نظري هو نتيجة طبيعة لإهمال الفرق السنية وكل ما تحتاجه من عناية (صحية وغذائية وحتى تثقيفية)، لذا فلن يغريني فوز عابر يتحقق بدعاء الوالدين في ظل غياب الرؤية الواضحة. أتمنى ألا يفهم حديثي بأنه تشاؤم أو تهبيط لهمم اللاعبين، ولكن كل ما أتمناه ألا نعيش على أنقاض الماضي لأن الماضي ذهب ولن يعود ولكن يجب أن ننظر للمستقبل بعيون الواقعية بعيداً عن العاطفة والأحلام الوردية والتغني بأمجاد الماضي.

وجهة نظر
ـ لا أعلم ما هو دور الاتحاد السعودي في رسم إستراتيجية واضحة بخصوص الاهتمام بالفرق السنية تلتزم بها الأندية من خلال إشراف مباشر من قبل الاتحاد السعودي لضمان إعادة توهج الكرة السعودية خاصة بعد اختلاف التوجه والأهداف بين الاتحاد السعودي وإدارات الأندية التي تسعى دائماً لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الأهداف العامة, وفي اعتقادي أن فرض مثل هذه الإستراتيجية أصبح أمراً ملحاً في الوقت الحالي لكي لا نخسر كل مكتسبات الماضي، فالهدم أسهل من البناء.
ـ أثبتت القناة الرياضية السعودية أنها من أهم القنوات الرياضية بعد أن تولى دفة التطوير الأمير تركي بن سلطان الذي أرغم الجميع على المتابعة من خلال مواكبة التطور الإعلامي من حولنا بعد أن كدنا نفقد الأمل في المنافسة, في الواقع تضافر الجهود أدى لمثل هذا التحول الجميل, تحية للجميع على هذا الجهد والقادم أحلى لقناتنا الرياضية التي لن تدخر جهداً في تقديم الأفضل للجماهير السعودية الأفضل في الوطن العربي.
ـ أزعم أن أغلبية الجماهير السعودية تعتمد على الحظ لتغيير واقع منتخبنا في هذه البطولة، وعلى انتصار اللاعبين على أنفسهم خاصة في غياب التفاؤل في أن يقدم المنتخب المستوى المعهود عنه في هذه البطولة ولكن من يعلم فقد يغير الله الحال ونفرح بإنجاز غير متوقع.

وقفة
ادعوا لرفيقة دربي أن يمن الله تعالى عليها بالشفاء العاجل ويلبسها ثوب العافية، إنه مجيب الدعاء, وأقول لها إن الله مع الصابرين.