|


ماجد الحميدي
جنوب إفريقيا 2010
2009-06-30
بادرته: "سلامة الأسفار!"، فأجاب دون تردد: "أول مرة بحياتي أحس بمعنى هالكلام"، سألت وكأنني مستغرب: "عسى خير؟"، رد قائلا: "يا شيخ أنا جاي من ديرة الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود!"، هكذا كان استهلال الحوار الهاتفي بيني وبين أخي عبدالله العضيبي ـ كبير مراسلي قنوات art ـ بعد عودته من جنوب أفريقيا بعد تغطيته أحداث كأس القارات.
لا شك أن كأس القارات هذه قد أعطت ملامح للشكل الذي ستكون عليه كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، فأنى اتجهت سمعت وتعجبت من قصص الرعب وقلة الأمن في قلب الحدث.. فيكفي أن البعض قد يستأجر سيارة أجرة لتقله إلى موقف سيارته الذي يبعد 100 متر في بعض المناطق من جوهانسبرج وبلومنتين ورستمبرج خوفا من السرقة وأخواتها، واسألوا إلى جانب العضيبي الشنيف والحربي الذين كانت تأتيهم التحذيرات من أهالي تلك المدن بتجنب بعض المناطق فيها.
من ناحية أخرى، ما زال الجدل دائرا منذ عام وأكثر حول إمكانية إكمال جنوب أفريقيا منشآتها التي تضم عشرة ملاعب منها خمسة جديدة وخمسة أخرى تشهد أعمال صيانة، فقد لوح (فيفا) بطرق غير مباشرة ومنذ فترة بإمكانية نقل الاستضافة إلى دولة أخرى، تردد تارة أنها البرازيل وأخرى أنها ألمانيا.. الغريب أن كل هذه التكهنات قد اختفت فجأة حينما أعاد رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر التأكيد على أن كأس العالم لن تكون سوى في جنوب أفريقيا، وأن الخطط البديلة التي أعلن عنها سابقا قد دفنت في المهد على الرغم من عدم وجود تطور ملحوظ فيما يتعلق بالوفاء بالتزامات الاستضافة. قد لا نرى ما يراه (فيفا) أو نعلم ما تقدمت به جنوب أفريقيا من تعهدات، ولكن إن كان الأمر مكابرة على اختيار كان في الأصل خاطئا، فنحن أمام كأس عالم فاشلة تنظيميا منذ الآن.