|


ماجد الحميدي
كالديرون صديق الأمس عدو اليوم
2009-05-18
بالأمس القريب كان يوصف الأرجنتيني كالديرون بأنه المدرب الذي استطاع بحنكته ودرايته أن يطعِم الفريق بعناصر شابة أصبحت ركائز أساسية ليس في الفريق فحسب بل حتى في المنتخب. وبالأمس القريب كان يوصف بأنه المدرب الذي لعب بعناصر مختلفة من مباراة لأخرى دون أن تلاحظ فرقاً في الأداء الاتحادي مع اختلاف الاستحقاقات. وبالأمس القريب كان يوصف بأنه المدرب الوحيد الذي لم يتذرع بشماعة إرهاق اللاعبين لأنه انتهج سياسة تدويرية تقلل من معدل لعب اللاعبين للمباريات خلال الموسم. وبالأمس القريب كان يوصف بالمدرب الوفي الذي رفض عرض مارادونا بأن يكون مساعدا له في تدريب المنتخب الأرجنتيني من أجل الاتحاد.
بقدرة قادر أصبحنا اليوم - وتحديدا بعد لقاء نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ـ نسمع كلاما ونقرأ آخر نحس معه أن الحديث هو عن شخص آخر تماما. فأصبح كالديرون رجلا ماديا لا يسعى إلا للحصول على رقم مضاعف لتجديد عقده متناسيا النهائي وتفاصيله، وأصبح الأناني الذي يريد أن يسحب البساط من تحت أقدام محمد نور ليقول إنه هو من صنع إنجازات الاتحاد الأخيرة وليس غيره، وأصبح الخاوي تدريبياً الذي لم يصنعه إلا الاتحاد. نعم، ربما أخطأ كالديرون بعدم ضمه لمحمد نور في التشكيل الأساسي للمباراة النهائية، ولكن هل بات الاتحاد ـ أحد أعتى أندية آسيا ـ يعتمد على لاعب واحد إن غاب خسر وبالأربعة؟! ثم وإن لعب محمد نور في النهائي، هل سيكون ذلك ضمانا للفوز بالمباراة؟! إن لم تخني الذاكرة، فقد كان محمد نور حاضرا ذات المشهد أمام ذات الفريق في الموسم الماضي حينما خسر الاتحاد بالثلاثة. هناك أيضا من ذهب لما هو أبعد من ذلك ليعزو طرد لاعبين في المباراة إلى غياب محمد نور كقائد مستشهدا بحصول ذات الأمر في مباراة سابقة أمام الأهلي طرد فيها لاعبان اتحاديان بسبب غياب نور عن ذلك اللقاء. أقول إن كان الأمر كذلك، فوجب مشاركة نور في كل لقاء للاتحاد حتى بعد اعتزاله لتلافي هذه المعضلة.. في نظري، مشكلة كالديرون الوحيدة ـ على الأقل فيما يتعلق بختام كأس خادم الحرمين الشريفين - هو أنه لعب أمام الليث بقيادة العبقري انزو هكتور.
العاطفة وحدها هي التي تحكم طرح كثير منا دون نظرة عامة موضوعية توازن بين الإيجابيات والسلبيات. فالفوز الأعرج كفيل ببقاء أغبى المدربين، والخسارة ـ خصوصا إن كانت قاسية ـ كفيلة برحيل أدهاهم. وعلى ذكر الخسائر القاسية، بقي دييجو أرماندو مارادونا على رأس الهرم الفني في المنتخب الأرجنتيني على الرغم من الخسارة وبالستة أمام بوليفيا وبعدها بقي خواندي راموس على رأس الهرم الفني في ريال مدريد على الرغم من الخسارة بالستة أمام الغريم برشلونة. إنني أتحدث عن الأرجنتين وريال مدريد.. دمتم بخير.