|


ماجد الحميدي
الدوخي والخيارات الصعبة
2008-10-28
لا شك أن اللاعب أحمد الدوخي له تاريخه الحافل بالإنجازات على مستوى الهلال والاتحاد والمنتخب. ولكن يبدو أن حالة عدم الاستقرار التي عاشها وما زال يعيشها اللاعب وضعته أمام خيارات صعبة.
انتقل الدوخي من الهلال إلى غريمه الاتحاد عام 2003 في صفقة كانت حديث الساحة الرياضية حينها في ظروف لا تلام فيها إدارة الأمير محمد بن فيصل أبدا إذ كان العرض الهلالي قائما والمبلغ مرصودا، ولكن الدوخي آثر وقتها الرحيل إلى الساحل الغربي، ولا يلام في ذلك فنحن في عصر الاحتراف. قدم الدوخي بعد انتقاله إلى الاتحاد مستويات جيدة وحقق معه عددا من الإنجازات لعل أهمها دوري أبطال آسيا ، ولكن المتابع يجد أن الدوخي كان يمر في فترة لعبه للاتحاد بتذبذب في المستويات لا يشبه إلا سوق الأسهم السعودي ، الأمر الذي يدل على أنه لم يكن متأقلما بشكل كامل لأسباب لا نعلمها. ولكن حال الدوخي مع الاتحاد كان مقبولا إلى حد ما.
لعل نقاط التحول التي أثرت في الدوخي بشكل كبير هي حادثة إطلاق النار التي تعرض لها في جدة قبل ثمانية أشهر تقريبا واستغناء الأرجنتيني كالديرون عنه في منافسات هذا الموسم، مما حدا به إلى حزم أمتعته إلى قطر القطري في إعارة لمدة عام. فمثل هذه الأحداث كانت مربكة للدوخي على المستوى الذهني والنفسي وحتى على مستوى التفكير في كيفية إنهاء مشواره الكروي وهو الذي يبلغ من العمر 32 سنة. كل هذه المعطيات جعلت الدوخي يرتمي في أحضان الجماهير والإدارة الهلالية بغزل يأمل من خلاله العودة، خصوصا أن الظروف الفنية الهلالية في خانة الظهير الأيمن مواتية. وإذا لم تكن هذه الظروف هي التي حدت بالدوخي إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة في هذا التوقيت بالذات، وأن المسألة لا تعدو كونها حباً قديماً عادت نشوته ، فلماذا هنأ الدوخي الهلال على فوز لا يعني سوى 3 نقاط في الدوري؟ ألم يحقق الهلال سبع بطولات بعد انتقال الدوخي إلى الاتحاد؟ فلماذا لم تكن التهنئة حاضرة بعدها .. أو على الأقل بعد واحدة منها وهي الأولى بالتهنئة؟!
بعد هذا التصريح القضية أحدث الدوخي شرخا في علاقته مع الكيان الاتحادي كذاك الذي أحدثه في علاقته مع الكيان الهلالي قبل أربع سنوات. ولكن السؤال الذي لن تكشف جوابه سوى الأيام هو ما مصير الدوخي؟ وما هي الآلية التي سوف تتعامل بها الإدارة الهلالية مع هذه التلميحات الجريئة؟ إعادة الدوخي قد تكون حلا ولكنه سيكون مؤقتا ، كما أنها ستفتح للاعب بارقة أمل بختام لائق لمشواره خصوصا إذا ما استعاد مستواه. إما إن اختارت الإدارة الهلالية التجاهل ، فإن ظروف الدوخي ستكون أسوأ مما هي عليه الآن، فالأمر لن يكون متعلقا بكالديرون فحسب ، بل بالكيان الاتحادي الذي عبر اللاعب عن ندمه بالانتقال إليه.. إلى اللقاء.