|


محمد السلوم
استنفار اتفاقي لفك الارتباط الهلالي
2012-02-09
التساؤل القائم في الوسط الرياضي عما إذا كان لقاء الغد بين الهلال والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد على أرض ملعب الملك فهد الدولي بالرياض سيشهد على القدرة الاستنفارية للاتفاق لفك الارتباط الهلالي وعلاقته الطويلة مع كأس ولي العهد بانتزاعها وهو مؤهل لذلك ... أم أن الهلال سيجدد صداقته معها؟
والإجابة ستحددها صافرة النهاية لصعوبة التكهن كون الفريقين المتقابلين من الوزن الفني الثقيل وكفتهما في ميزان القوى متقاربة جدا في كل الخطوط مع ميل عوامل أخرى كالأرض والجمهور لصالح الهلال .
ومن الصعوبة ترجيح كفة أحدهما لكن الثابت فنياً أن الهلال سيواجه فريقاً شرساً ذا قيمة فنية عالية سينازعه على بطولة وثق علاقته معها بفوزه بها عشر مرات منها أربع مرات متتالية في الأعوام الأخيرة في حين أن الاتفاق يريد تجديد ذكريات عام 1965 للفوز بها للمرة الثانية في تاريخه.
والفريق الاتفاقي يحدوه الأمل بألايفرط في فرصة قريبة المنال حتى لو كانت أمام الحاجز الفولاذي الهلالي وسيلقي بكل ثقله الفني لوضع حد للسيطرة الهلالية والفوز بالكأس التي غاب عنها طويلا.
ومؤشرات الأداء الفني للفريقين قياساً على أدائهما في الدوري والمسابقة تؤكد أن اللقاء سيشهد فواصل جميلة من الأداء الكروي الراقي يعزز حدوثه انضباطية الفريقين الفنية المعروفة بالسرعة والقدرة على نشر الكرة والسيطرة عليها في المساحات الضيقة والواسعة لامتلاكهما لاعبين مهاريين يحسنون استثمار فراغات الملعب في التمريرات القصيرة والطويلة.
وبالنظر للشكل الفني للفريقين في الملعب إن لم يكن التعقيد الفني حاضرا الذي ربما يفرضه المدربان فإن ميزة الشكل الهلالي الفني في قدرته في التحكم بالكرة في المناطق الصعبة والضيقة وكثيرا ما سجل أهدافا من تمريرات بينية قصيرة تربك الخصم، يقابله جماعية شاملة مترابطة وممتعة في الاتفاق وسرعة في الانطلاقات الرأسية.
ويتميز كل فريق في خط هجومه بمزايا متفاوتة، ففي الهلال قوته تكمن في الغزو الجانبي لوجود اللاعب المؤثر ويلهامسون وفي الاتفاق في الهجوم الرأسي لوجود سبستيان تيجالي ويوسف السالم.
والتكافؤ الفني بين الفريقين لا يعني أنه سيكون طابع مباراة فيها فائز ومهزوم، فكل فريق لديه أسلحته الفنية الخاصة وتظهر في الاتفاق بفعل حيويته وانضباطيته الفنية وقدرته على التعامل مع كل الأشكال الفنية لكرة القدم وفريق بهذه النوعية العالية الجودة سيشكل للهلال حرجاً كبيرا في الحد من خطورته.
ويمكن القول إن الاتفاق قياساً على أدائه المتميز أشبه بفرقة مكانيكية قادرة على فك الحواجز من كل الاتجاهات بفعل براعة لاعبيه في الانتشار والتحضير السريع لبناء الهجمات وأسلوب مثل ذلك سيسبب قلقاً لمدب الهلال الجديد التشيكي إيفان هاسيك في الحد من خطورة نجوم الاتفاق والتعامل مع جماعيته المنضبطة.
والبراعة الاتفاقية تقابلها براعة هلالية في امتلاكه لقوى الردع المناسبة والمتمثلة بمكينته الفنية القوية والمتناغمة والمتفاعلة أيضا مع أجواء البطولات الداعمة له لمواجهة كل الاحتمالات الفنية وبقوة مضاعفة بعد انضمام أجانبه الثلاثة المغربيان يوسف العربي وعادل هرماش وويلهامسون وإن كان هناك شك في مشاركة الأول لإصابته مع منتخب بلاده في البطولة الأفريقية.
يبقى القول إن الفريقين هما الأفضل من بين الفرق السعودية في وضع الانتشار والسيطرة على فراغات الملعب وهما الأسرع في استثمار المساحات ويملكان قوة متوازية في الخطوط الأربعة بوجود حارسين متمكنين وأمامهما دفاع متماسك وخط وسط فعال وهجوم ضارب.
وأجواء ما قبل المباراة تشير إلى أنهما في وضع نفسي جيد لتقديم مباراة كبيرة وممتعة خاصة وأنهما أنهيا الجولة التاسعة عشرة من دوري زين كما يريدان بفوز الاتفاق على النصر، والهلال على القادسية، وبقاء حظوظهما قوية ومفتوحة لمواصلة المنافسة على بطولة دوري زين، لكن قد يشوب لقاءهما مساء غد تحفظ فني لطبيعة مباريات الكؤوس.