|


محمد السلوم
الأخضر في خطر
2011-10-13
تعقدت مهمة منتخبنا الوطني لكرة القدم لبلوغ أرض البرازيل في مونديال 2014، وأصبح الأخضر في خطر بعد تعادله سلبا مع المنتخب التايلاندي في بانكوك أول أمس الثلاثاء، وبلغ الوضع مرحلة الحسابات وانتظار نتائج الآخرين في المساعدة في وقف الزحف التايلاندي، والتفريط في أي نقاط أخرى يعني انتظار مونديال كأس العالم عام 2018 .
وصارع نجوم الأخضر طيلة وقت المباراة للخروج بالنتيجة الإيجابية وسط ظروف مناخية ممطرة وتحت ضغط نفسي من تداعيات النتائج المتواضعة السابقة، غير أن المنتخب التايلاندي المغمور باسمة الصاعد بقوه في سماء الكرة الآسيوية بأفعاله على الملاعب الخضراء أبقاهم في دائرة الخطر.
وأكد البعبع التايلاندي الآسيوي الجديد بعد ثلاث جولات من ست حضوره في هذه التصفيات بجمعه أربع نقاط واحتلاله الترتيب الثاني في المجموعة بعد أن كان في ما مضى محطة سهلة للعبور، ليفرض نفسه كمحطة عسيرة وعصية على الكبار والتعادل معه على أرضه بالقياسات الفنية لا الإسمية مكسب.
ورفع التعادل الحصيلة المتواضعة للأخضر من النقاط إلى نقطتين من ثلاث جولات، وضعت منتخبنا في حرج وانتظار الفرج معلق على بقاء بصيص من الأمل لتلافي الخروج المبكر من التصفيات لحساب (التايلاندي) صاحب الحظوظ المتزايدة لخطف البطاقة الثانية في المجموعة الرابعة.
والواضح قياسا على المستوى أن مهمة الأخضر دخلت مرحلة التعقيدات في مجموعته، وأظنها بعزيمة أبطاله ستفرج لاسيما وأن الأمل لازال قائما ولم ينغلق بابه بعد، والفرج تحدده الثلاث جولات الباقية منها اثنتان على أرض الأخضر أمام تايلاند وعمان الشهر المقبل، والأمل أن نلاقي أستراليا في فبراير المقبل من العام الجديد ونحن في وضع مريح.
والتأهل مع المنتخب الأسترالي الذي ضمن البطاقة الأولى في المجموعة إلى المرحلة التالية مرهون بالفوز بالمباريات الثلاث الباقية، منها اثنتان في الرياض أمام تايلاند وعمان، وفي الرياض وتحديدا مباراة تايلاند سيتحدد مصير الأخضر بالخروج المبكر من التصفيات أو البقاء بأمل الاستمرار.
ويجب أن نعترف أن النتائج الماضية في التصفيات اثبتت أن منتخبنا في حكم المنتخبات المكافحة التي تفتقد للشخصية المميزة، ولم يعد مخيفا حتى لإندونيسيا بعد أن ضيع مفاتيح التأهل من جيبه وبقي في انتظار أن تخدمه الفرق الأخرى إن هو خدم نفسه في باقي اللقاءات.
يبقى القول والحسرة حاضرة على منتخبنا صاحب الاسم الكبير في القارة الصفراء ونحن نراه يصارع بصعوبة منتخب تايلاند، وهو الذي لم يكن شيئا مذكورا من قبل في الميزان الفني للمنتخبات الآسيوية.
وها هو يفرض حضوره الجيد على ملاعب كرة القدم، وقد وتطور ونما في بلد ليست كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فيه، ولا ينازل كرويا في الملاعب بمهارة وبسالة كما يلاكم التايلاندون في حلباتهم وهي لعبتهم الشعبية الأولى وغيره تجمد على ذكريات التاريخ.
وتبقى إشارة أن فترة الشهر الفاصلة بين الجولة الثالثة المنتهية والجولتين الرابعة والخامسة في الحادي عشر والخامس من نوفمبر المقبل هي الفرصة الأخيرة الإنقاذية للمدرب الهولندي ريكارد، لتأكيد أن مهارته التدريبية في حجم المبلغ المالي الضخم في عقده الذي يمتد لثلاث سنوات.
وحسب الزميل عيسى الحربين خلال تعليقه على مباراة منتخبنا مع تايلاند، ذكر أن ريكارد يحتل الترتيب الثاني في قائمة أغلى المدربين في العالم بعد مدرب منتخب إسبانيا وتبلغ كلفتة في الدقيقة الواحدة 60 ريالا أي أكثر من اثنين مليون ونصف المليون ريال في الشهر، وهذا المبلغ للإيضاح يشمل راتبه الشهري بالإضافة إلى رواتب مساعديه الذين أحضرهم معه.
ولاعذر لريكارد أمام جماهير الأخضر وقد بدت كل الأمور الفنية لمنتخبنا والمنتخبات الآسيوية الأخرى واضحة لإعادة ترتيب أوراقه الفنية نحو المضي قدما إلى البرازيل.